إنه الفيروس الذي أصاب أكثر من77 حالة على نطاق العالم وتوفي نحو 40 حالة من هؤلاء المصابين منذ ايلول/سبتمبر 2012، كما أن جميع الحالات التي تم تحديدها حتى الآن كانت لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالشرق الأوسط. هذا الفيروس هو السبب في وفاة العديد من الحالات في الكثير من الدول العربية مثل تونس وقطر والأردن كما سجلت إصابات بالمرض في المانيا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا وقد كان أغلب مرضى تلك البلدان الأجنبية في زيارات لأحد بلدان الشرق الأوسط قبل إصابتهم بالمرض. إن المعلومات المعروفة عن هذا الفيروس ليست كافية واكتشافه الحديث وغموضه جعل منه لغزاً يحير الأطباء، وصعوبة اكتشافه مبكراً بالإضافة إلى أن هناك حالات لا تظهر عليها أعراض المرض جعله مؤهلاً لأن نطلق عليه “القاتل الصامت” ، نعم إنه قاتل يمتلك أدواته الخاصة للهجوم على بني البشر ولا يمتلك البشر أي وسيلة للدفاع حتى الآن.

فهذا الفيروس يصيب الجهاز التنفسي ويهدد حياة المريض مثل الفيروس المسبب لمرض السارس (severe acute respiratory syndrome ”SARS”) الذي عرف في عام 2003/2004 والذي يسببه فيروس يسمي الكورونا (corona virus)، أما بالنسبة للفيروس المشار إليه حديثاً فهو نوع جديد يطلق عليه اسم بيتا كورونا ( β-coronavirus) والذي سمي لاحقاً الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية نظراً لكونه السبب المباشر لإلتهابات الجهاز التنفسي لدى العديد من المرضى في البلدان العربية.

بدأت أول اصابة بالظهور في المملكة العربية السعودية في ابريل 2012 ومن ثم توالت الاصابات بالفيروس إلي أن وصلت الي 77 حالة على نطاق العالم حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO).

كيفية التعرف على المريض بفيروس الكورونا المسبب لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية

ولمعرفة أعراض الاصابة بالمرض والتي منها يدخل المريض دائرة الشك باصابته بالكورونا المستجد تم التواصل مع الدكتور علي الزيناتي مدير الدائرة الطبية بالجامعة الإسلامية وقد أخبرنا بان الشخص المشتبه به هو:

• شخص مصاب بعدوى مرض تنفسي حاد قد تكون مصحوبة بحمى ونوبات من السعال؛

• والاشتباه في الإصابة بمرض التهاب الرئتين (مثل الالتهاب الرئوي أو متلازمة ضيق التنفس الحادة) بالإستناد إلى بينات سريرية أو إشعاعية تثبت ذلك؛

• وظهرت لدى الكثيرين من المرضى أيضاً أعراض في الجهاز الهضمي، منها الإسهال، وأصيب بعضهم الآخر بفشل كلوي؛

• إن السفر أو الإقامة في منطقة بها اصابة بهذه العدوى أو منطقة بها عدوى سارية تزيد من فرصة الاصابة بهذا الفيروس. وتجدر الاشارة الي ان هناك حالات تم تشخيصها بأنها مصابة بالفيروس مع أنه لم تظهر أية أعراض عليها وسجلت حالات وفاة من هذا النوع مما يزيد من غموض المرض.

 

الاجراءات الواجب اتباعها عندما يشتبه بحالة انها مصابة بفيروس الكورونا

ولازالة الغموض عن هذه النقطة تم التواصل مع الاستاذ الدكتور محمد عيد شبير بروفيسور الفيروسات والمناعة بالجامعة الإسلامية فأخبرنا قائلاً : إن مثل تلك الأعراض تتوجب علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة للتأكد من أن المسبب هو فيروس الكورونا الحديث أم لا؟ حيث تؤخذ عدة عينات من المريض، من سوائل مجرى الجهاز التنفسي ومن ثم يتم تحليلها مخبرياً بواسطة فحص يسمي تفاعل البلمرة المتسلسل (polymerase chain reaction”PCR”)، كما أن هناك صور اخرى متطورة من هذه التقنية مثل (real time PCR) وهذا يحدد عدد نسخ الفيروس (viral load) في جسم المصاب، كما يمكن عمل ما يسمي (Sequence analysis for the viral genome ) وهذا الفحص يجريه المختصون بفحوصات الوارثة وغرضه التعرف على المادة الوارثية للفيروس وتتابع النيوكليوتيدات فيها والذي من شأنه معرفة ما اذا كان هناك سلالات جديدة من الفيروس.

لا لقاح ..لا علاج … لا طرق معروفة للعدوى …لا وسائل مضمونة للوقاية من الفيروس !!؟؟؟؟!!!!

هذا ماصرحت به منظمة الصحة العالمية بأنه لا يوجد الي يومنا هذا أي علاج معروف ضد فيروس الكورونا المستحدث وأن الاجراءات الطبية تجاه المرضى هي بناء على الأعراض.

كما أنه للآن لايوجد لقاح ضد الفيروس. وهناك محاولات جادة من قبل الاطباء في استخدام مضادات الفيروسات ولكن لا يوجد مضاد فعال ضد الفيروس حتى الآن. ولا تُعرف بالضبط كيفية إصابة الفرد بعدوى هذا الفيروس. ونظراً لعدم معرفة مصدر الفيروس ولا طريقة انتقاله، فإنه من المتعذر إسداء مشورة محددة بشأن الوقاية من الإصابة بعدواه. على أن من تدابير الحيطة المتخذة للوقاية من الأمراض التنفسية تجنب المخالطة الحميمة، قدر المُستطاع، مع أي شخص يبدي أعراض الإصابة بالمرض مثل السعال والعطاس، والحفاظ على نظافة اليدين. وتشمل التدابير الوقائية الجيدة الأخرى تجنب تناول اللحوم غير المطهية أو غير المطبوخة جيداً والفواكه أو الخضار غير المغسولة، والمشروبات المحضرة من مياه غير معقمة. وإذا ما أُصِيب الإنسان بالمرض أثناء السفر، فعليه أن يتجنب مخالطة الآخرين مخالطة حميمة أثناء إصابته بأعراض المرض، وأن يتبع تدابير جيدة بشأن الحفاظ على نظافة الجهاز التنفسي، من قبيل السعال أو العطاس في الكم أو في الكوع المثني أو وضع قناع طبي أو منديل ورقي، وإلقاء المناديل الورقية المستخدمة بعد استخدامها فوراً في سلة مهملات مغلقة.

وفرص الإصابة بالفيروس ضئيلة، ولكن يجب على من يستوفون المعايير التالية مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن: الأفراد الذين يعانون من صعوبات في التنفس غير مبررة بأي مرض أو فيروس آخر ممّن سافروا مؤخراً إلى منطقة الشرق الأوسط؛ وينبغي التعجيل في إخضاع المرضى الذين يعانون من نقص المناعة

الذين سافروا في الآونة الأخيرة إلى منطقة الشرق الأوسط للفحص من جانب طبيبهم الخاص بغض النظر عن نوع المرض الذي يعانون منه.

أشارت الاحصائيات أن أكثر من ضعف المصابين بالفيروس هم من الرجال، فهل الفيروس يفضل الرجال؟؟؟!!!

يقول الدكتور (Alimuddin I Zumla ) بروفيسور الامراض المعدية والصحة العالمية في جامعة لندن بأنه لايعتقد ان الفيروس يفضل الرجال وأن النساء السعوديات محميات من الفيروس بسبب ارتدائهن النقاب والذي يغطي الفم والانف ما يجعل حاجز منيع بين الفيروس والجهاز التنفسي وهناك ندرك نعمة تعاليم ديننا الحنيف على نسائنا.

الفيروس المسبب للسارس والفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية ….. هل هناك علاقة بينهما؟؟؟

ولمعرفة إجابة هذا السؤال تواصلنا مع الدكتور عبد الرؤوف المناعمة الأستاذ المشارك في الأحياء الدقيقة بالجامعة الاسلامية فأجابنا قائلاً تختلف العدوى المستجدة بفيروس كورونا اختلافاً تاماً عن متلازمة السارس من حيث الصفات الوراثية. على أنه لا يوجد في الوقت الراهن بيّنات تثبت انتقال هذه العدوى من شخص إلى آخر.

مامدى تورط الحيوانات في نقل الاصابة للإنسان؟؟؟

لأن فيروس الكورونا المسبب لمرض السارس وجد في الخفافيش، اعتقد العلماء أن فيروس الكورونا الحديث يمكن أن يكون مصدره الخفافيش أيضاً لربما نقلت العدوى للإنسان عن طريق تناوله التمر الملوث بآثار الخفافيش. لذلك اجري العالم (Alimuddin I Zumla) دراسة لتفحص هذا الموضوع وجمع اكثر من 200عينة مختلفة من الخفافيش والجمال والقطط وغيرها من الحيوانات وقام بفحصها لمعرفة هل هي ملوثة بالفيروس ام لا. كانت النتيجة ان هذه الحيوانات بريئة من الفيروس براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

كيفية التعامل مع المريض

بطبيعية الحال، لا يمكن أن يعرف المريض أنه مصاب بهذا المرض تحديدًا إلا بعد تشخيصه في المنشآت الصحية. كما لا يوجد علاج نوعي لهذا المرض حتى الآن، إلا أنه بشكل عام، فيتم التعامل مع المرض مثل أي مرض تنفسي معدٍ آخر كالأنفلونزا؛ حيث يجب على المريض اتباع الإرشادات التالية:

1. تناول الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات.

2. الإكثار من السوائل وأخذ قسط كافٍ من الراحة والحفاظ على تناول الغذاء الصحي.

3. اتباع الإرشادات المتعلقة بالحد من انتقال العدوى التي من أهمها: – استعمال المناديل عند العطس والسعال والتخلص من البلغم والتخلص منها بطريقة آمنة وفي سلة المهملات. – غسل الأيدي بصفة دورية، وعدم مشاركة الآخرين في الأدوات الشخصية كالمناشف أو الأكواب والملاعق وغيرها. – الحد من الخروج خارج المنزل إلا للضرورة.

4. في حال الضرورة أو اشتداد أعراض المرض، يجب زيارة المستشفى مباشرة.

5. ينصح كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة أو الأمراض التي تؤثر في جهاز المناعة بمراجعة المستشفى عند الشعور بأعراض المرض. وحتى اليوم الأخبار تتوارد عن إصابات جديدة بالفيروس وحالات وفاة نتيجة الإصابة بالفيروس ومازالت البحوث قائمة لإيجاد علاج ولكن الي هذه اللحظة لا يوجد علاج فعال. ولعل هذا الفيروس بصغر حجمه وكبر فعله يذكرنا دائماً بعظمة الخلقة الالهية فالفيروس الذي يصغر الانسان بملايين المرات يفتك به والبحوثات قائمة للقضاء عليه ولم تفلح حتى الآن ولن تفلح إلا إذا شاءت الارادة الالهية بذلك، فما اصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، فندعو الله عزوجل أن يوفق الأطباء والعلماء في تحقيق مرادهم وندعو بالشفاء لكل المرضى.