تبدأ احداث قصتنا هذه عند علماء الميكروبيولوجي ويكون لعلماء الهندسة الوراثية دور البطولة فيها كما يشاركهم في البطولة علماء الكيمياء الحيوية وتنتهي عند المزارعين.

منذ ان بدأ العالم بالتطور واخذت الصناعات الكيميائية والبترولية بازدياد مذهل وصارت المصانع تنتج وبشكل كبير حتى يتناسب مع الازدياد الكبير في اعداد السكان، بدأت مخلفات المصانع تزداد ومعها بدأت المرافق البيئية تشتكي وصار علماء البيئة ينادون بوقف هذا الازدياد المخيف في المخلفات صعبة الازالة والتي يضر تراكمها بكافة عناصر البيئة بداية بالانسان ومن ثم النبات والتربة والمياه والحيوان والهواء والماء …………..الخ على سبيل المثال تكمن خطورة العناصر الثقيلة من مثل الزنك والنحاس والرصاص والنيكل في كونها تسبب اضراراً للمادة الوراثية (الدنا) وهذا قد يؤدي الي حدوث أنواع مختلفة من الأورام في كافة أنحاء الجسم. يخبرنا علماء الميكروبيولوجي ان هناك سلالات معينة من البكتيريا قادرة على التعايش مع العديد من الملوثات العضوية وغير العضوية وذلك لان هذه البكتيريا تمتلك نظم انزيمية خاصة بها قادرة على تحويل هذه الملوثات من صورتها الضارة الي صورة مفيدة او غير ضارة او على الاقل تكون اخف ضررا من صورتها الاساسية التي ظهرت بها كملوث للبيئة.

وقد تم شرح هذه التفاعلات الانزيمية وكيفية عملها والصورة التي يؤول لها الملوث بعد هذه التفاعلات بواسطة علماء الكيمياء الحيوية والذين تعاونوا مع علماء الهندسة الوراثية لاكساب بعض النباتات هذه الصفة العظيمة الا وهي جعل النبات يعمل كمصفاة للملوثات صعبة الازالة.

Arabidopsis فعلى سبيل المثال لا الحصر تم إنتاج نبات يسمى له القدرة على تحمل العديد من العناصر الثقيلة من مثل الزئبق والنحاس وغيرها وذلك لانهم نقلوا له جين من بكتيريا تتحمل هذه العناصر وتتعايش في بيئة تحتوي عليها بشكل طبيعي.

وقد تمكنت البكتيريا اساساً من العيش في هذه البيئة التي تحتوي على العناصر الثقيلة نظرا لان هذه البكتيريا تنتج بروتينات تمتلك القدرة على ربط هذه العناصر وتسمى Chelators. ولأن البروتينات كانت أساساً جينات فكما هو معروف لدى علماء الوراثة ان الجين عندما يعبر عن نفسه ينتج غالبا بروتين، ولانه وبعد تطور علم الوراثة تمكن العلماء من معرفة الشفرة الوراثية كاملة لكل الكائنات تقريبا، فقد تمكن العلماء من عزل هذا الجين من البكتيريا بطرق خاصة ومن ثم ادخاله الي داخل المادة الوراثية للنبات بطرق الهندسة الوراثية. وكانت النتيجة أن النبات اصبح يترجم هذا الجين وبالتالي ينتج البروتين المطلوب ومن ثم يكتسب النبات الصفة المرجوة منه الا وهي حجز هذه الملوثات بعيدا عن التربة ومنعها من التسرب الي المياه الجوفية. في الخاتمة نقول انه وان تمكن الانسان من عمل مثل هذه الحلول لتلك المشاكل فقد كان ذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبارداته وتسهيله لحدوث الاسباب والمسببات فهو القائل في محكم تنزيله.. “سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد” سورة فصلت الاية 53.