اقترح بعض العلماء الكنديين فكرة أن يكون سرطان الأمعاء، وهو واحد من أسباب الوفاة الأكثر شيوعاً في بريطانيا، ناتجا عن عدوى بكتيرية.  

وقد اكتشف العلماء لأول مرة وجود بكتيريا في أنسجة سرطان القولون ليس من الطبيعي وجودها في الأمعاء. وقد تمكن فريقي بحث يعملان بشكل مستقل من تحديد صلة محتملة بين وجود كائنات حية دقيقة تعرف بـ Fusobacterium والإصابة بسرطان الأمعاء. وإذا ما ثبت وجود علاقة سببية بين هذه الكائنات والإصابة بالسرطان فسيفتح ذلك مجالا جديدا لعلاج سرطان الأمعاء أو الوقاية منه من خلال تناول المضادات الحيوية.

وفي السابق وجد العلماء صلة بالفعل بين سرطان المعدة وبين العدوى بكائنات جرثومية تعرف بـ Helicobacter pylori والتي تتسبب في إحداث التهابات وهو الأمر الذي يمكن علاجه بالعقاقير. ويرى الباحثون بقيادة روبرت هولت من جامعة Simon Fraser الكندية أن هناك كائنات حية جرثومية أخرى تتسبب في هذه الالتهابات في مكان آخر من تجويف البطن وربما تمثل عامل خطورة للإصابة بسرطان الأمعاء.

وأضاف هولت: “إنه لأمر مفاجئ حقاً أن نجد هذه الكائنات الجرثومية Fusobacterium والتي تمثل سببا معروفا للمرض إلا أنه يندر وجودها بالأمعاء ولم يتم ربطها في السابق بمرض سرطان الأمعاء، ولكن كان يتم ربطها بمرض التهاب القولون التقرحي وهي الحالة التي تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء”.

ليس من الواضح بعد ما إذا كانت الـ Fusobacterium تمثل سبباً أم نتيجة لأورام الأمعاء السرطانية، ولكن وحتى لو ثبت أنها نتيجة للأورام السرطانية، فيمكن أن يكون هذا الاكتشاف مفيداً كمؤشر حيوي على المرض. ويري الباحثون أنه إذا ثبت أن الـ Fusobacterium تمثل سبباً للمرض فيجب أن تقوم التجارب العملية بتقييم مدى تأثير المضادات الحيوية أو اللقاحات في العلاج والوقاية من المرض.