اضطراب الدهنيات في الدم (Dyslipidemia) هي مشكلة في عملية استقلاب (ايض – metabolism) الدهنيات. مرضى اضطراب الدهون في الدم من فرط شحميات الدم (Hyperlipidemia), من فائض كولسترول, فائض ثلاثي الغليسيريدات (Triglycerides) ومن مستويات منخفضة من الـ HDL (الكولسترول الجيد). النشاط الجسماني يوازن مستوى الدهون في الدم لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب الدهنيات في الدم, لكن التحسن يرتبط بكمية النشاط الجسماني اكثر من ارتباطه بدرجة التمارين الرياضية التي يتم تنفيذها. هذا ما يكشفه بحث جديد نشر في العدد الاخير من New England Journal of Medicine.

شارك في البحث 111 رجلا وامراة يعانون من الوزن الزائد ومن اضطراب الدهون في الدم من الدرجة الخفيفة حتى المتوسطة. تم تقسيم المشتركين الى مجموعة مرجعية/ مجموعة مراقبة (Control group) من دون نشاط جسماني (6 اشهر), والى ثلاث مجموعات تدريب (8 اشهر): نشاط جسماني بكمية كبيرة وبدرجة كبيرة, نشاط جسماني بكمية قليلة وبدرجة مرتفعة, ونشاط جسماني بكمية قليلة وبدرجة متوسطة. وقد طلب من كل المشتركين ان يحاولوا المحافظة على وزن جسمهم الابتدائي.

تبين انه لدى 84 من المشتركين الذين اتموا البرنامج الثابت, كان تاثير النشاط الجسماني هو الافضل بالنسبة الى غالبية المتغيرات المحددة لمستوى الدهنيات, ما عدا مستوى الكولسترول العام, ومستوى الكولسترول من نوع LDL. وكانت النتائج ابرز لدى المشاركين في المجموعة التي قامت بنشاط جسماني بكمية كبيرة وبدرجة مرتفعة.

المشاركون في مجموعة التدريب بكمية كبيرة وبدرجة كبيرة اظهروا تحسنا ملحوظا في 10 من بين المتغيرات الـ 11 المحددة لمستوى البروتينات الشحمية (Lipoproteins), مقابل المشاركين في مجموعة التدريب بكمية صغيرة ومستوى مرتفع. وبشكل مشابه, اظهر المشاركون في مجموعة التدريب بكمية قليلة ودرجة كبيرة تحسنا ملحوظا في 11 من المتغيرات الـ 11 المحددة لمستوى البروتينات الشحمية، مقابل المجموعية المرجعية.

بعكس ذلك, عندما قارنوا التحسن في مستوى البروتينات الشحمية لدى المشتركين في مجموعة التدريب بكمية صغيرة ودرجة مرتفعة, مقابل مستويات البروتينات الشحمية لدى المشتركين في مجموعة التدريب بكمية صغيرة ودرجة متوسطة, لم تكن هنالك افضلية لاي من المجموعتين على الاخرى. بالاضافة الى ذلك, وباستثناء المجموعة المرجعية, اظهر المشتركون في مجموعتي التدريب تحسنا ملحوظا في جميع المتغيرات الـ 11 المحددة لمستوى البروتينات الشحمية.

لخص الباحثون هذه النتائج بالقول ان لكمية النشاط الجسماني تاثيرا على مستوى البروتينات الشحمية يفوق تاثير درجة النشاط. هذه المعطيات تدحض الاستنتاج الذي توصلت اليه ابحاث سابقة اعتمدت على نشاط جسماني بكمية قليلة, لان للنشاط الجسماني تاثيرا محدودا على مستوى الدهنيات.