يعاني مرضى السكري الذين يعتمدون في علاجهم بشكل أساسي على تناول الإنسولين ، من تكرار مرات الحقن قبل الوجبات ، وحتى وقت قريب كان أطول فترة فعالية لتلك الحقن لا تزيد عن 12 ساعة . في أبريل 2015 ، وافقت الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء على إنسولين ديقولديك ، والذي يمكن مرضى السكري من تناوله ثلاث مرات أسبوعياً مع الحفاظ على معدلات جلوكوز منتظمة في الدم . ويذكر أن هناك ما يقارب 35 مليون شخص مصابون بالسكري في منطقة الشرق الأوسط ، والذي تسبب مضاعفاته بنسبة 12% من إجمالي الوفيات بالمنطقة .

الإنسولين طويل المفعول
منذ منتصف القرن العشرين ، اعتاد مرضى السكري النمط الأول والثاني ، والذين يستخدمون الإنسولين طويل المفعول ، على استخدام الحقن بمعدل مرتين يومياً ، مما يتسبب في الكثير من الإرهاق لدى المريض ، وخاصة صغار السن والشباب منهم . وبعد سنوات من الأبحاث تم تطوير نوع من الإنسولين تعرف بالإنسولين طويل المفعول ، والذي يستمر مفعوله لأربعة وعشرين ساعة . يتميز هذا النوع من الإنسولين بأنه سريع التأثير طويل المفعول وفي الوقت نفسه لا يتسبب في انخفاض مستوى الجلوكوز بالدم وما ينتج عنه من أعراض نقص السكري الشهيرة ، ويصلح هذا النوع من الإنسولين لعلاج الكبار والصغار . ومنذ مطلع القرن الحادي والعشرين ، عكف الباحثون على تطوير أنواع جديدة تتميز بفترة فاعلية أطول ، وبعد الموافقة عليها من الهيئات الدوائية العالمية ، تم طرحها في الأسواق ، ومن أشهرها إنسولين اللانتوس ، الليفيمير ، البقلسبرو ، التويجو ، التريسيبيا أو ما يعرف بالديقولديك .

الديقلوديك أمل جديد
إنسولين ديقولديك ويباع تجارياً تحت اسم تريسيبا Tresiba ، هو أحد أنواع الإنسولين طويل المفعول ، صنعتها وطورتها شركة نوفونورديسك الأمريكية ، ويستخدم بالحقن تحت الجلد ثلاث مرات أسبوعياً ، للمساعدة على ضبط نسبة الجلوكوز بالدم لدى مرضى السكري النمط الأول والثاني ، مع العلاجات الفموية التقليدية . يمتد مفعول الديقولديك من 36-40 ساعة ، ويعتبر الإنسولين طويل المدى الأكثر فاعلية والأطول تأثيراً .

 

يتميز الديقلوديك بقدرته على الوقاية من حالات هبوط السكري ، ويزيد الإحساس بالشبع مما يساعد على تخفيض الوزن ، حيث يعاني مرضى السكري النمط الثاني عادة من السمنة وتركز الدهون في منطقة البطن .

يماثل الديقولديك في تركيبه 97% من الإنسولين البشري الذي يفرز بطريقة طبيعية في الجسم ، مما يقلل من مقاومته لدى المريض ، وعلى عكس الحقن بالإنسولين والذي يتطلب من المرضى أخذ الجرعة قبل الوجبة والتقيد بعدد معين من الوجبات أثناء اليوم ، فالديقلوديك يستمر في ضبط الجلوكوز بالدم بعد الوجبات وأثناء النوم أيضاً .

ويعمل هذا الدواء أيضاً على تخفيض وزن المريض من 5-7 كيلو جرام خلال شهر ونصف ، مما يحسن من الحالة الصحية الإجمالية ويساعد على الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب .