تُشكل الخلايا الجذعية المتواجدة في دم الحبل السري تقنية قد تحمل أملاً في علاج 80 نوعاً من الأمراض.. وقد أثبت بالفعل قدرته على علاج بعض الأمراض.. تعرف على هذا الأمل الجديد في الشفاء… التقييم 4 بدأ مؤخراً ظهور تقنية طبية جديدة في عالمنا العربي و هي تقنية استعمال دم الحبل السري للمواليد في علاج الأمراض ، و التي تعتبر انعكاس متأخر لظاهرة بنوك دم الحبل السري في الدول الغربية و التي بدأت لأول مرة في التسعينات .     ما هو السر في قدرة دم الحبل السري على علاج الأمراض ؟ وهل هو فعلاً بمثابة إكسير حياة ؟ هل يساعد حقاً في شفاء أكثر من 80 مرض ؟ و هل يستطيع الكبار استخدامه لإطالة أعمارهم ؟ كل هذه الأسئلة و أكثر سنعرف إجاباتها في هذا المقال . . .   – ما السر في دم الحبل السري ؟ الحبل السري هو الحبل الحيوي الذي يربط بين الجنين و بين الأم من خلال المشيمة التي تمثل بوابة انتقال الغذاء من الأم للجنين داخل الرحم. و قد وجد أن الدم الموجود في داخل الحبل السري يحتوي على نسبة من الخلايا الجذعية الأولية التي لديها القدرة على الانقسام المستقبلي لتعطي العديد من أنواع الخلايا في الجسم .   – ما أهمية الخلايا الجذعية في الحبل السري ؟ الخلايا الجذعية الموجودة في الحبل السري لها قدرة على التطور لتعطي عدة أنواع من الخلايا المتخصصة ؛ بمعني أنها تمثل ذخيرة لتعويض أي خلايا مريضة أو معطوبة في جسم الإنسان بفعل أي مرض .   – هل الخلايا الجذعية في الحبل السري بمثابة إكسير حياة ؟ لا، فالخلايا الجذعية المستخرجة من الحبل السري لها قدرة على التطور لتعطي أنواع محددة من خلايا الجسم فقط ، و ليس لها قدرة مطلقة وفق الدراسات البحثية حتى الآن . و المعروف حالياً أن الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري لها القدرة على أن تتطور لتصبح خلايا دموية متخصصة ، و هي في ذلك تشابه الخلايا الجذعية المستخلصة من نخاع العظام . على جانب آخر فإن الخلايا الجذعية التي لها قدرة أكبر و أوسع على التطور لأي نوع من الخلايا في جسم الإنسان هي الخلايا الجذعية الجنينية ، و التي يمكن اعتبارها بشكل نظري بمثابة إكسير حياة لتعويض أي خلايا تالفة في الجسم فعلاً . لكن هذا النوع من الخلايا الجذعية لا توجد حتى الآن طريقة مؤكدة للحصول عليه سوى من خلال تدمير و قتل الأجنة و استخراج خلاياها الجذعية في مراحل مبكرة ، و هو الأمر الغير أخلاقي و المحرم قانونياً في كافة المؤسسات العلمية .   -لماذا يتم تخزين خلايا الحبل السري ؟ يتم تخزين الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري بهدف استخدامها في المستقبل لعلاج الأمراض التي تؤدي لتدمير خلايا الدم مثل اللوكيميا و الليمفوما و بعض أنواع الأنيميا .   – كيف يتم تخزين خلايا الحبل السري ؟ يتم تخزين الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري في بنوك خاصة بالخلايا الجذعية ؛ حيث يمكن أن تبقى الخلايا صالحة للاستخدام لمدة تصل إلى 10 سنوات.   – هل دم الحبل السري يعالج 80 مرضاً ؟ الإجابة الحالية على هذا السؤال هي لا ؛ حيث أن قدرة الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري على علاج الأمراض تقتصر على عدد محدود من أمراض الدم التي تؤدي لتدمير الخلايا الأولية المسئولة عن تصنيع مكونات الدم ، و تشمل هذه الأمراض اللوكيميا و الليمفوما و بعض أنواع الأنيميا. و حتى هذه الأمراض لا تكون الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري صالحة لعلاجها بنسبة 100% ، بل يختلف الأمر من حالة فردية لأخرى .   أما عن المستقبل . . فإجابته تبقى غير محسومة حيث يوجد العديد من الدراسات العلمية التي تختبر قدرة الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري على علاج بعض الأمراض الأخرى ، و من أهم هذه الدراسات :   1 – دراسات معملية على الحيوانات وجدت أن حقن الخلايا الجذعية من الحبل السري في حالات جلطات القلب ساهم في تقليل حجم تلف عضلة القلب الناتج عن الجلطة بنسبة 50% .   2 – دراسات معملية على فاعلية الخلايا الجذعية من الحبل السري في تحسين حالات الذبحة الصدرية الغير مستجيبة للأدوية و العلاجات التقليدية .   3 – دراسات معملية على قدرة الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري على توليد رقع للأوعية الدموية التالفة في الجسم .   4 – دراسات معملية على قدرة الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري على توليد صمامات جديدة يمكن استخدامها في جراحات للمواليد المصابين بعيوب خلقية في القلب .   – هل دم الحبل السري يعالج السرطان ؟ في الوقت الحالي فإن الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري لها قدرة على علاج أنواع محددة من السرطان والتي ترتبط بالخلايا المسئولة عن تصنيع مكونات الدم مثل اللوكيميا و الليمفوما . أما باقي أنواع السرطان فلا تزال حتى الآن بدون حلول مؤكدة فيما يخلص الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري .   اقرأ عن الخلايا الجذعية والأمل في الشفاء من السرطان   – نقاط الضعف في استخدام المشيمة والحبل السري للعلاج بالخلايا الجذعية:   1 – قدرة الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري في الوقت الحالي مقتصرة على علاج عدد محدود من الأمراض المرتبطة بالدم . 2 – الأمراض التي يمكن لخلايا الحبل السري علاجها هي أمراض نادرة بطبيعتها ؛ لذا فإن احتمالات احتياج الطفل للخلايا الجذعية تتراوح بين 1/2700 ، و بين 1/200000 ، و هي احتمالات منخفضة للغاية. 3 – في حالة الأطفال المصابين بأمراض جينية ، لا يمكن استخدام خلاياهم الجذعية نفسها ، لأنها تكون مصابة بنفس الخلل الجيني . 4 – كمية الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري لمولود واحد لا تكفي لإمداد الخلايا الجذعية المطلوبة لعلاج مريض بالغ مصاب بمرض يتطلب علاج بالخلايا الجذعية ، و لكن في هذه الحالة يمكن استخدام خلايا مستخلصة من أكثر من فرد .   – بنوك دم الحبل السري العامة والخاصة : ظهرت بنوك حفظ الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري في أمريكا لأول مرة عام 1992 ، و بعد ذلك بدأت في الانتشار في العالم الغربي بشكل كبير و بعضها بنوك خاصة تقوم بالاحتفاظ بالخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري لصالح الأسرة ، و بعضها الآخر بنوك عامة يتم التبرع بدم الحبل السري لها ليصبح متاح لأي مريض يحتاجه . و رغم ذلك فإن المؤسسات الصحية المعنية بالأمر تنصح بأن يكون التبرع بدم الحبل السري لصالح البنوك العامة لعدة أسباب أهمها أنه يكون مجاني ويسمح باستفادة أي مريض يحتاج للخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري ، على عكس التعامل مع بنوك حفظ دم الحبل السري الخاصة والتي تقوم بأداء الخدمة مقابل مبالغ طائلة في مقابل احتمالات ضئيلة للغاية بأن يحتاج الطفل في المستقبل لهذا الدم ما لم يكن هناك مشكلة صحية تم تشخيصها لديه بالفعل يمكن أن تعالج بالخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري .