بعد أن أصبح السرطان مرضا قابلا للعلاج لدى العديد من مصابيه، ازدادت فئة من يسمون ب “المتغلبين على السرطان”. لذلك، فقد أصبح من اللازم أخذ هذه الفئة، والتي لا تعد صغيرة، بعين الاعتبار للمحافظة على صحة أفرادها.

فبعد الانتهاء من علاج السرطان، تتجه أفكار المصاب الذي تغلب عليه إلى التعرف على الخطوات التي عليه القيام بها من أجل العودة لممارسة حياته الطبيعية مثل غيره من غير المصابين، ومن ثم القيام بتطبيقها. فعلى الرغم من أن الشخص قد تغلب على هذا المرض، والذي كان يعد سابقا حكما بالإعدام، إلا أنه لا يزال بحاجة للقيام ببعض الخطوات لتحسين صحته على المدى الطويل للاستمتاع بحياة صحية ومنتجة.

ويشار إلى أن النصائح التي تقدم لمن تم شفاؤهم من السرطان لا تختلف عن النصائح التي تقدم لأي شخص لمساعدته في عيش حياة مليئة بالصحة والنشاط، غير أن هذه النصائح لها فوائد إضافية عندما توجه لهذه الفئة، ذلك بأنها تساعدهم في أمور عديدة، منها الانتقال من مرحلة المرض إلى مرحلة الشفاء بسهولة ويسر.

وتتضمن هذه النصائح ما يلي:

ممارسة التمارين الرياضية

ينصح من تغلب على السرطان بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لكن بعد استشارة الطبيب، وذلك لمعرفة النوع والمقدار المسموح به منها، خصوصا إن كان الشخص مصابا بمرض في القلب أو الأوعية الدموية.

ويشار إلى أن القيام بالتمارين الرياضية، بعد الاستفسار من الطبيب، له فوائد جمة، منها ما يلي:

● الشعور بالحيوية.
● تسريع عملية الشفاء.
● زيادة القوة والقدرة على التحمل.
● التقليل، أو التخلص، من الشعور بالإرهاق والتعب اللذين قد يصيبا البعض أثناء رحلتهم مع السرطان.
● التقليل، أو التخلص، من أعراض وعلامات الاكتئآب والقلق اللذين قد يصيبا البعض أثناء رحلتهم مع السرطان.
● تحسين المزاج.
● رفع قيمة الذات لدى الشخص.

ويشار إلى أن إضافة التمارين الرياضية على النظام اليومي، سواء لدى من تغلبوا السرطان أو غيرهم، لا يأخذ كثيرا من الوقت، خصوصا في بدايات ممارستهم لها. فبإمكان الشخص أن يقوم بنشاطات يسيطة لكنها مفيدة لصحته. ومن هذه النشاطات صعود السلالم بدلا من استخدام المصاعد، وإيقاف السيارة بعيدا عن المكان المراد الذهاب إليه لاستكمال الطريق سيرا على الأقدام.

وتجدر الإشارة إلى أن الأطباء ينصحون الجميع بالبداية بالقيام بنشاطات بسيطة، ومن ثم زيادتها للمقدار المطلوب تحت الإشراف الطبي.

وقد نصحت الجمعية الأمريكية للسرطان الأشخاص البالغين الذين تغلبوا على السرطان بممارسة النشاطات الرياضية لمدة أقلها 30 دقيقة في غالبية أيام الأسبوع، غير أن ذلك يجب أن يجرى بعد أخذ موافقة الطبيب. ومع الوقت، قد يجد الشخص أنه قادر على ممارسة النشاطات الرياضية لفترات أطول كونها تشعره بالراحة، إلا أن ذلك يحتاج أيضا لاستشارة الطبيب.

وتجدر الإشارة إلى أن للنشاط الجسدي فوائد عديدة خاصة بالسرطان، فقد أشارت دراسة أولية إلى أنه يقلل من احتمالية عودة السرطان، غير أن هذا لا يعني ضرورة ممارسته بإفراط.

تناول الأغذية الصحية: 

ينصح من تغلب على السرطان بتنويع طعامه ليحتوي على الكثير من الخضروات والفواكه، فضلا عن الحبوب الكاملة.

وقد قدمت الجمعية الأمريكية للسرطان النصائح التالية في اختيار الأطعمة لدى من تغلبوا على السرطان:

● تناول خمس حصص على الأقل من الخضار والفواكه يوميا.

 
● اختيار الدهون الصحية، منها الحمض الدهني أوميغا 3، وذلك بدلا من الدهون المضرة، والتي تتضمن الدهون المشبعة.

 
● اختيار الأطعمة البروتينية التي لا تحتوي على الكثير من الدهون المشبعة، منها السمك والبيض والمكسرات والبقوليات.

● الحصول على الكاربوهايدرات من مصادر صحية، منها البقوليات والحبوب الكاملة.

 

ويشار إلى أن هذا الخليط من الأغذية يطمئن الشخص، سواء أكان ممن تغلبوا على السرطان أو غيرهم، بأنه يحصل بالفعل على كميات كافية من الفيتامينات والمواد الغذائية اللازمة لتقوية الجسم.

ومن الجدير بالذكر أنه ليس من المعروف ما إن كان هناك نظام غذائي أو طعام محدد يساعد على الوقاية من إعادة الإصابة بالسرطان، غير أن الالتزام بنظام غذائي متنوع وغني بالفواكه والخضروات يعد سلوكا صحيا.

وعلى الرغم من أن البعض قد يظنون أن تدعيم الطعام بمكملات غذائية وفيتامينات سيزيد من المفعول الإيجابي الذي يتم الحصول عليه عبر الغذاء، إلا أن هذا ليس صحيحا، بل على العكس، فالزيادة في مقدار مواد غذائية معينة قد تكون مؤذية. أما إن كان الشخص غير متأكد من أن ما يحصل عليه من فيتامينات يعد كافيا، فعليه عندها استشارة الطبيب حول إمكانية استخدام حبوب الفيتامينات.

الحفاظ على وزن صحي: 

قد يفقد بعض المتغلبين على السرطان بعضا من أوزانهم، كما وأن هناك من تزداد أوزانهم مع العلاج. وفي كلتي الحالتين، يجب العمل على إيصال الوزن لما هو صحي ومناسب. وينصح باستشارة الطبيب لمعرفة الوزن المناسب للشخص وكيفية الوصول إليه.

ومن الجدير بالذكر أن كيفية وصول المتغلبين على السرطان ممن فقدوا الكثير من أوزانهم إلى وزن صحي غالبا ما تتم عبر جعل الطعام أكثر جاذبية وسهولة للأكل. وذلك يتطلب استشارة اختصاصيي التغذية. فضلا عن ذلك، فينصح بالعمل مع الطبيب للتمكن من السيطرة على الغثيان والأعراض الجانبية الأخرى للسرطان وعلاجه، إن وجدت، وذلك للتخلص من الأعراض التي كانت تعيق الشخص عن تناول الطعام والحصول على التغذية المناسبة.

أما المتغلبين على السرطان الذين يحتاجون للتقليل من أوزانهم للوصول للوزن الصحي، فعليهم فقدان الوزن بشكل تدريجي على أن لا يزيد مقدار الوزن الذي يتخلصون منه عن كيلوغرام واحد أسبوعيا، وذلك بعد استشارة اختصاصي التغذية، حيث أن ذلك قد يكون كثيرا على البعض.

الإقلاع عن التدخين: 

يجب على من تغلبوا على السرطان، كما ويجب على غيرهم، الإقلاع عن التدخين. فالتدخين يضع الشخص في خطر الإصابة بالعديد من السرطانات. ويذكر أن الإقلاع عن التدخين يقلل من احتمالية عودة السرطان أو الإصابة بسرطان ثانوي.