مم يتألف المفصل، وكيف بإمكاننا أن نعلم إن كان سليما أو مصابا بأي أذى؟! كيف يعمل المفصل السليم على امتصاص الصدمات؟

المفاصل هي موضع التقاء عظمتين على الاقل، وهي التي تتيح للعظام ان تتحرك بشكل متناسق، الواحدة مقابل الاخرى. على سبيل المثال، مفصل “المرفق” الموجود في الذراع ويربط عظمة “العضد” بكل من الرسغ والكعبرة. وظيفة المرفق هي اتاحة حركة دائمة، سلسة، امنه، وناجعة بين العظام.

تتالف المفاصل من عدة اقسام، ويعتبر كل واحد منها ضروريا لضمان عمل المفصل بشكل سليم.

الغضروف: تغلف اطراف العظام عند نقطة التقائها في المفصل، مادة ملساء وظيفتها هي امتصاص الصدمات، ومنع حدوث الضرر للعظام التي تغلفها، تسمى هذه المادة باسم “الغضروف”.

العضلات: ترتبط العظام ببعضها بواسطة العضلات، وهي انسجة قوية توفر القوة اللازمة لتحريك العظام.

الاربطة: ترتبط العظام ببعضها، ايضا، بواسطة اربطة، وهي انسجة قوية توفر الغطاء الخارجي، او المحفظة (Capsule) للمفصل.

السائل الزليلي: هي طبقة من الخلايا المميزة التي تسمى بالـ”كيسة الزليلية” (Synovial cyst)، وهي التي تغطي السطح الداخلي لمحفظة المفصل وتملا المفصل بطبقة دقيقة من

السائل (السائل الزليلي – Synovial fluid)، الذي يمتص الصدمات ويمنع العظام من الحاق الضرر ببعضها البعض.

جراب: تحيط بالمفصل عدة جرابات، وهي اكياس مليئة بسائل فاصل  في المكان الذي يمكن ان تحدث فيه احتكاكات بين الجلد والمفصل، بين عظمتين، وبين وتر او رباط مع العظم.

اهمية امتصاص الصدمات:

اذا كانت مفاصلكم سليمة، فانكم لن تشعروا بالم شديد يجتاح الركبتين عندما تقومون بضرب اقدامكم بالارض. هذا الامر ليس مفهوما ضمنا، وبشكل مطلق، لانه كان من المفترض بعضلات الركبة ان تضرب عظام الركبة بعظام الشظية (Fibular bone). لكن الامر لم يحدث  لان الانسجة، داخل المفصل، تعمل كممتص للصدمات، كالنوابض التي تمتص الطاقة، فتبطئ، بالتالي، عملية انتقال القوة من عظمة لاخرى.

تتوفر ميزة امتصاص الصدمات في المفصل، بالاساس، بفضل وجود الغضروف وطبقة السائل الدقيقة التي تملا الفراغ بين العظام. يشبه غطاء الغضروف الذي يغلف اطراف العظام المتصلة ببعضها في المفصل، مادة “التفلون” (متعدد رباعي فلورو الايثيلين – Teflon) شديدة الصلابة والملساء جدا. يتكون الغضروف من خلايا تتغذى من سائل يسمى السائل الزليلي الذي يملا فراغ المفصل. يحتوي هذا السائل على بروتينات وسكريات ويتم انتاجه بواسطة طبقة من الخلايا التي تغطي السطح الداخلي للمفصل.

يتسم هذا السائل الزليلي بكونه كثيفا ولزجا كالعسل، الامر الذي يساعده في حماية المفصل من القوة العادية المصاحبة لحركة العظام السفلى.

يشبه عمل خليط الخلايا والمحلول الذي يحيط بها، عمل الاسفنج الى حد كبير. مثلا، مع كل خطوة الى لاسفل، يتم ضخ السائل المتواجد داخل غضروف الركبة الى الخارج. وعندما يتحرر الضغط مع ارتفاع القدم عن الارض، يعود السائل فيتدفق بسرعة الى داخل الغضروف، ويستعيد شكله الاصلي.