يختلف النساء والرجال في العديد من الأشياء سواء الجسدية والنفسية وحتى الشعور بالألم! كيف ذلك؟ إليك المقال التالي.

كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة University of Alabama at Birmingham ان الذكور والاناث يشعرون بالالم بشكل مختلف، حيث ان الشعور بالالم يكون اكبر لدى الاناث. 

وكان يعتقد سابقا ان الامر يعود بسبب وجود هرمون الاستروجين، الا ان هذه الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية Nature Neuroscience اشارت الى ان هذا الاعتقاد خاطئ، وفسرت الاختلاف بالشعور بالالم ما بين الذكور والاناث الى اختلاف طرق البيولوجية لمعالجة الالم، وان السر بذلك موجود في الجهاز المناعي والتحكم بالهرمونات الذكورية مثل التستوستيرون .

حيث استطاع الباحثون التاكد من ان الجهاز المناعي يتدخل في عمل الدماغ، وليس فقط في محاربة العدوات، بل ويعمل جنبا الى جنب مع الجهاز العصبي، عكس ما كان سائدا من قبل.

واشار الباحثون الى ان الاختلاف في الشعور بالالم بين الجنسين يسلط الضوء على اهمية ايجاد بدائل علاجية تبعا لهذا الامر، حيث من المتوقع ان تستجيب الاناث الى العلاج الجديد بشكل مختلف.

واوضحت الدراسة ان العديد من التجارب اشارت الى ان خلية الجهاز المناعي مثل الدبيقيات – Microglia حساسة جدا اتجاه عملية الشعور بالالم، فعندما يتم تنشيطها فور الشعور بالالم يتغير شكلها وتقوم باطلاق بعض المواد الكيميائية، والتي تعمل بدورها (المواد الكيماوية) بالتواصل مع الخلايا العصبية القريبة في الحبل الشوكي لزيادة الشعور بالالم.

الا ان هذه الدراسة وجدت ان هناك تدخلات تحدث في عمل الدبيقيات لمنع الشعور بالالم لدى الذكور، في حين ان الالم يتعاظم لدى الاناث بسبب اطلاق خلايا T للمواد الكيمائية التي يتم اطلاقها من الخلايا الدبيقية.

واستطاع الباحثون التوصل الى هذه النتيجة بعد دراستهم لفئران من كلا الجنسين، حيث كان قد اقصي استخدام الاناث من الحيوانات في الابحاث والدراسات، ليتم تغيير هذا القانون والسماح باستخدامهم، ومن شان هذا الامر ان يكشف العديد من الفروقات والنتائج بين الذكور والاناث.

واكد الباحثون اخيرا الى ان هذه النتائج التي تمت تجربتها على الفئران تنطبق على المخلوقات الاخرى بما فيها الانسان.