أشارت العديد من الدراسات إلى أن تناول مكملات الكالسيوم يزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بأمراض القلب. ومن ناحية أخرى فإن تناول الكالسيوم من المصادر النباتية لا يزيد من خطرالإصابة بأمراض القلب. عن العلاقة بين مكملات الكالسيوم وأمراض القلب في المقالة التالية

اثبتت الدراسات التي اجريت مؤخرا حول الكالسيوم وامراض القلب مجددا الاختلافات بين تناول الفيتامينات والمعادن من الاطعمة وبين تناول المكملات الغذائية. بينما يرتبط تناول الكالسيوم من الغذاء مع انخفاض خطر الاصابة بنوبة قلبية, فان تناول مكملات الكالسيوم كان مرتبطا مع زيادة خطر الاصابة بها. العديد من الناس لا يحصلون على كمية الكالسيوم التي يحتاجونها. 
ينفق الاميركيون اكثر من مليار دولار سنويا على مكملات الكالسيوم. والسؤال المطروح هو – هل تناول مكملات الكالسيوم يعادل تناول الكالسيوم من خلال الغذاء؟ الجواب هو على الارجح لا.

على غرار دراسات اخرى التي وجدت ان تناول الفيتامينات وخاصة مضادات الاكسدة (antioxidants), من الغذاء يمكن ان يحمي من امراض القلب ولكن الحصول عليها من المكملات سيزيد حتما من خطر الاصابة بامراض القلب, وتشير الدراسات حول الكالسيوم ايضا عن هذه العلاقة المعقدة. ووجدت الدراسات الوبائية الواسعة بانتظام وجود علاقة عكسية بين تناول الكالسيوم من خلال الغذاء وبين انخفاض خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم, السمنة ومرض السكري من النوع 2 – جميعها عوامل خطر للاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية, اي ان تناول الكالسيوم من الغذاء لا يزيد من خطر الاصابة بهذه الامراض. وفي الواقع, وجدت الدراسات ايضا انه هنالك علاقة بين التغذية الغنية بالكالسيوم وانخفاض نسبة الاصابة بامراض القلب الوعائية (Cardiovascular Disease – CVD). في حين ان تناول مكملات الكالسيوم مرتبط بارتفاع خطر الاصابة بالنوبة القلبية. 

كيف يمكن تفسير تاثير مكملات الكالسيوم على خطر الاصابة بامراض القلب؟

في دراسة حديثة, تبين ان الاشخاص الذين تناولوا مكملات الكالسيوم تعرضوا لخطر اكبر (تقريبا مرتين) للاصابة بالنوبة القلبية مقارنة بالاشخاص الذين لم يتناولوا المكملات. في المقابل, فان تناول كميات كبيرة من الكالسيوم من خلال الغذاء ومنتجات الحليب كان مرتبطا بانخفاض خطر الاصابة بالنوبة القلبية بنسبة 30٪ بالمقارنة مع الاستهلاك المنخفض. لم يتم ايجاد علاقة ملحوظة لخطر الاصابة بالسكتة الدماغية (stroke) ومعدل الوفيات من امراض القلب والاوعية الدموية بشكل عام. استمرت الدراسة بمعدل 11 سنة وشملت حوالي 24000 مشترك الذين تتراوح اعمارهم بين 35-64 عاما, كجزء من دراسة اوروبية كبيرة عن النظام الغذائي والسرطان (European Prospective Investigation into Cancer and Nutrition). ووفقا للباحثين, فان التفسير المحتمل للتاثير العكسي للكالسيوم من المكملات الغذائية ومن الغذاء هو الارتفاع الحاد بمستويات الكالسيوم في الدم بعد تناول المكملات الغذائية, ولكن ليس بعد تناول الاطعمة الغنية بالكالسيوم.

ربما, يمكن لمستويات عالية جدا من الكالسيوم في الدم ان تزيد من تصلب الشرايين (Atherosclerosis) و/او تؤثر على تخثر الدم. نتائج الدراسة تتطابق مع تلك التي تم الحصول عليها من دراستين من نوع التحليل التلوي –  تحليل الدراسات السريرية التي اظهرت ان تناول مكملات الكالسيوم يزيد من خطر الاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية. على سبيل المثال, وجد التحليل التلوي الذي اجراه باحثين من  نيوزيلندا ان مكملات الكالسيوم (بجرعة 1،000 ملغ في اليوم الواحد او اكثر) تزيد من خطر الاصابة بالنوبة القلبية بنسبة 27%-32% ومن خطر الاصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 12%-20%.

استنتج الباحثون انه يجب توخي الحذر اثناء تناول مكملات الكالسيوم, بالمقارنة مع تناول كميات كبيرة من الكالسيوم في الغذاء. المصادر الغذائية للكالسيوم لا تؤثر سلبا على خطر الاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية ولذلك فهي افضل من المكملات الغذائية.

ما هي كمية الكالسيوم التي ينصح تناولها؟

تستند التوصيات لتناول الكالسيوم في الاكاديميه الوطنيه للعلوم بالولايات المتحده الامريكية الى النتائج المتعلقة بصحة العظام, وتؤكد اهمية الكالسيوم للعظام وللحفاظ عليها في دورة الحياة. توصيات تناول الكالسيوم اذا كان هنالك نقص بالكالسيوم تناسب السن والجنس وفقا للاحتياجات المختلفة – لنمو وتطور العظام لدى الاطفال والمراهقين ولمنع فقدان كتلة العظم عند البالغين وكبار السن.
وفي هذه التوصيات ايضا يشددون على انه ينبغي ان يكون مصدر الكالسيوم من الطعام وليس من المكملات الغذائية.

الاحتياجات اليومية الموصى بها من الكالسيوم حسب الفئة العمرية:   

  • 1-3 500 ملغرام
  • 4-8 800 ملغرام
  • 9-18 1300 ملغرام
  • 19-50 1000 ملغرام
  • 51-70 رجال 1200 ملغرام
  • 51-70 نساء 1200 ملغرام
  • 70 فما فوق 1200 ملغرام

يعتبر الحليب ومنتجاته مصدرا رئيسيا للكالسيوم في النظام الغذائي, وذلك بسبب محتوى الكالسيوم الكبير به وكونه يوفر الكالسيوم سهل الامتصاص. بالاضافة الى الكالسيوم فان الحليب ومنتجاته توفر الفيتامينات والمعادن الاخرى المهمة لصحة العظام.

وجبة منتجات الحليب توفر بمعدل 200 ملغرام من الكالسيوم (مثل كوب من الحليب او اللبن). للحصول على نفس كمية الكالسيوم من الاطعمة الاخرى, يجب ان تاكل 3 اكواب من الملفوف الطازج او البروكلي, نصف علبة من السردين, 4 ملاعق كبيرة من بذور السمسم الكامل او حوالي 100 غرام من اللوز. وبالتالي, فان التوصية لاستهلاك 3 وجبات من منتجات الحليب يوميا توفر حوالي 600 ملغرام من الكالسيوم يوميا ويجب اكمال الفارق من المصادر اخرى غير منتجات الالبان.

وماذا عن الاشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز (الحساسية للاكتوز – Lactose Intolerance)؟
وفقا للتوصيات الجديدة فانهم ليسوا بحاجة للتخلي عن منتجات الحليب. ننصحهم بتناول منتجات الحليب التي تحتوي على كميات منخفضة نسبيا من اللاكتوز مثل الحليب الخالي من الدسم او الخالي من اللاكتوز, الجبنة الصفراء او البلغارية. يمكن تناول كمية منخفضة من منتجات الحليب خلال النهار والجمع بينها وبين غيرها من الاطعمة في وجبة الطعام. وثمة خيار اخر هو استخدام مكملات اللاكتاز قبل تناول منتجات الحليب.