لقد أصبحت الفيتامينات جزءاً من روتين حياتنا. لنتعرف على الطريقة المثلى التي علينا اتباعها عند تناول هذه الفيتامينات

لقد اصبحت الفيتامينات خلال السنوات القليلة الماضية، جزءا من روتين حياتنا، بل اننا نكاد نعتبرها “احد افراد العائلة” في كثير من منازلنا. هذا، بالاضافة طبعا لازدياد وعينا حول كل ما يتعلق بانماط الحياة الصحية، التغذية السليمة، والحفاظ على الوزن. هذه التطورات، اوصلت الكثيرين منا، مباشرة، الى اقسام المنتجات الطبيعية في الصيدليات والحوانيت من اجل التزود بالفيتامينات والمكملات الغذائية.

لكن السؤال الذي يبقى مطروحا بانتظار الاجابة هو: هل نعرف الطريقة المثلى التي علينا اتباعها عند تناول هذه الفيتامينات؟ وهل نحن على علم بالاضرار التي قد تطرا جراء تناولها بصورة خاطئة؟ وهل هنالك، اساسا، اسلوب صحيح واسلوب خاطئ في تناول الفيتامينات؟ او ربما، ولان الحديث يدور عن مكملات غذائية، فليس من المتوقع ان تكون لها اي مضار فعلية، وبالتالي فليس هنالك طريقة صحيحة واخرى خاطئة في تناولها؟

قد يكون اكثر انواع المكملات الغذائية انتشارا وشعبية، هو الاوميغا 3، الذي يساهم في عدد كبير من الامور الحيوية للجسم، مثل خفض مستويات الكوليسترول، تحسين الذاكرة، خفض مستوى الدهنيات في الدم، التقليل من اضطرابات نقص الانتباه والتركيز (ADHD)، والكثير غيرها. ان الاوميغا 3 هو من المكملات الغذائية التي لا بد من تناولها بعد تناول الطعام فقط، ولا يجوز تناوله عندما تكون المعدة فارغة، نظرا لكونه من المكملات الغذائية الدهنية التي يتم امتصاصها بسهولة اكبر من خلال المواد الدهنية الاخرى الموجودة في الطعام.

اما الحديد، فهو ايضا احد الفيتامينات والمكملات الغذائية الواسعة الانتشار مثل مكملات الكالسيوم وغيرها. لكن لا بد من الحذر وعدم تناوله بالتزامن مع منتجات الالبان (الحليب) والبيض والقهوة، او الاطعمة او المشروبات الغنية بالكالسيوم بشكل عام، لان الكالسيوم يضر بعملية امتصاص الجسم للحديد بشكل كبير. ينبغي دمج الحديد مع المنتجات المشبعة بالفيتامين (ج – C)، مثل البرتقال، الليمون، الكيوي، وغيرها.

وما دمنا قد تطرقنا الى الكالسيوم، فان تناولنا للكالسيوم لا يجب ان يقتصر على الاطعمة التي تحتوي عليه فحسب، بل لا بد لنا من تناوله مع مواد اخرى تحتوي على الفيتامين D3 الذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم. اليوم، تتضمن معظم المستحضرات كلا من الفيتامين D3 الى جانب الكالسيوم سويا.

كذلك هو الامر بالنسبة للبروبيوتيك (البكتيريا الحميدة / الصديقة) الاخذة بالانتشار مؤخرا بشكل كبير وواسع بين الناس، خصوصا خلال فصل الشتاء. المشكلة ان الكثيرين يقومون بتناول البروبيوتيك بالتزامن مع المضادات الحيوية، وبشكل منتظم. هنالك اهمية كبرى لوجود فترة زمنية معقولة تفصل بين تناول المضادات الحيوية والبروبيوتيك، على الا تقل هذه المدة عن ساعتين بالحد الادنى، اذا ان التقارب الزمني (او التزامن) في تناولهما قد يؤدي للمس والاضرار بعملية امتصاص الجسم لكل منهما.

كما راينا في ما جاء اعلاه، لا بد لنا ان نعرف ما هي الطريقة السليمة والصحيحة في كيفية تناول الفيتامينات، على الرغم من ان الحديث يدور للوهلة الاولى عن مكملات غذائية فحسب، وليس عن عقاقير دوائية حقيقية. اهتموا بتناول المكملات الغذائية بشكل صحيح وسليم، من اجل الحفاظ على صحتكم.