إحدى الأبحاث التي أجريت مؤخرا في الولايات المتحدة تشكك في فوائد الفيتامين E من مصادر خارجية, للأشخاص الأصحاء.

شكك عدد من الباحثين والعلماء في الولايات المتحدة في فوائد استخدام الاشخاص المعافين (الاصحاء) للفيتامين E. فقد ادعوا بان نمط التغذية الغربية المتوسط، يسد – بشكل كاف – الحاجة اليومية من الفيتامين E بالنسبة للاشخاص ذوي الصحة الجيدة. وبما ان الوضع كذلك، فان اضافة الفيتامن E الى نظام التغذية يعتبر امرا لا حاجة له. 

يعتبر الفيتامين E احد مضادات الاكسدة. ولانه كذلك، فقد تبين انه حيوي من اجل ابطاء تاثير عملية التقدم في السن على الخلايا، وعلى نشاط الكثير من الانزيمات. يقوم الفيتامين E بحماية الانسجة وخلايا الدم من الاضرار التي قد تسببها المواد السامة والمواد الملوثة. 

على ما يبدو، فان الاضرار التي تسببها عملية الاكسدة تلعب دورا في نشوء وتفاقم عدد من الامراض. ولكن تبين، في المقابل، ان نتائج العديد من الابحاث التي تم اجراؤها حتى الان لفحص تاثيرات مضادات الاكسدة، مثل الفيتامين E، ما زالت محل شك ونقاش.

في هذا البحث، الذي نشرت نتائجه في مجلة JAMA، وجد الباحثون ان مستويات الفيتامين E التي تم قياسها لدى المشاركين كانت ضمن المجال السليم، ولم يجدوا اي اثبات على ان اضافة الفيتامين E للمشاركين – باية جرعة كانت – ستمنحهم شعورا افضل وستؤدي الى تقليل اضرار الاكسدة.

ترتكز المعلومات القليلة المتوفرة حول تاثيرات المواد المضادة للاكسدة على الانسان، على اختبار تم اجراؤه على خلايا في ظروف مخبرية (مثالية). وقد فحص هذا الاختبار العلاقة بين حجم جرعة مضادات الاكسدة وبين ردة فعل الجسم، والمتمثلة في التاثير على قدرة الكوليسترول من نوع LDL على الاكسدة. 

لا يعتبر هذا الاختبار مقياسا موثوقا يعكس حقيقة ما يدور داخل الجسم الحي، ولا يمكن من خلاله استنتاج اية حقيقة تتعلق بتاثير عملية الاكسدة على انواع المواد الدهنية الاخرى في الجسم، او بالامراض.

قام الباحثون في هذه الدراسة بفحص “علاقة حجم الجرعة بردة الفعل” التي اثارها الفيتامين E مقابل عملية الاكسدة لدى 30 متطوعا، اصحاء ومعافين، تتراوح اعمارهم بين 18 عاما و 60 عاما. وقد تم تقسيم المشاركين الى ست مجموعات (خمسة مشاركين في كل مجموعة): مجموعة تلقت عقارا خاليا من الفيتامين E، مجموعة تلقت جرعة دواء فيه 200 وحدة، 400 وحدة، 800 وحدة، 1200 وحدة، و2000 وحدة، على التوالي. (المقصود بالوحدة هنا هي الوحدات الدولية لقياس الفيتامين E والمعروفة كذلك باسم “Alpha Tocopherol”). قام الباحثون خلال البحث، بمراقبة وضع المشاركين على مدار 8 اسابيع بعد العلاج.

تم فحص عدد من المقاييس المتعلقة باكسدة الدهون من خلال بعض الطرق الكيميائية والفيزيائية القادرة على تمييز وجود المركبات المختلفة (من هذه الطرق: طريقة الاستشراب – Chromatography – وطريقة قياس الطيف الضوئي – Spectrophotometry). تم اخذ عينات القياس قبل بدء العلاج باسبوع واحد، بعد البدء باسبوعين، بعد 4 اسابيع، بعد 6 اسابيع وبعد 8 اسابيع. وكذلك بعد الانتهاء من العلاج بالفيتامين E باسبوع واحد، ثلاثة اسابيع وثمانية اسابيع. 

تبين من نتائج البحث ان مستويات الفيتامين E في الدم ارتفعت بموازاة ارتفاع الجرعة المعطاة، لكن لم يثبت وجود اي تاثير للفيتامين E على مستويات قياس الاكسدة.  

هنالك العديد من النـظـم المتطورة التي تقوم مضادات الاكسدة من خلالها بحماية الانسجة لدى الانسان والحيوانات. لكن الميزة الوحيدة في استخدام مضادات الاكسدة من المصادر الخارجية تتعلق بمستوى نقص هذه المواد في الجسم.