يعتبر الكولسترول أحد العوامل الرئيسية لانسداد الشرايين والنوبات القلبية وهي المسبب الأكبر للوفاة! اليك 10 خرافات حول هذا الموضوع:

قد تعتقدون ان كبار السن وحدهم يعانون من ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم والاطفال الصغار غير معرضين للخطر؟ وقد تكونون واثقين من ان الادوية من عائلة الستاتينات تخفض بالفعل الكولسترول الا انها تشكل خطرا على الصحة؟ فكروا في ذلك ثانية، فقد تكون هذه احدى الخرافات الشائعة حول الكولسترول.

حوالي 30٪ من السكان البالغين يعانون من ارتفاع الكولسترول في الدم، ولكن ليس الجميع قد يتلقى العلاج المناسب. اليوم، واحدة من اكثر الطرق فعالية لعلاج هذا المرض الشائع هي الادوية التي تدعى الستاتينات. والادوية من عائلة الستاتينات هي العلاج الاكثر شيوعا لعلاج الكولسترول، وهي تؤدي الى انخفاض مستويات الكولسترول في جسم الانسان عن طريق تثبيط عمل انزيم محدد في الكبد.

اكتشف علاج الكولسترول وكيف تتجنب اضرار الكولسترول المرتفع

 على الرغم من حقيقة ان هذا المرض والدواء شائع جدا، وربما تحديدا بسبب انتشاره، فان هناك اسئلة وافتراضات لدى عامة الناس، التي تستند احيانا على الخرافات بشان الكولسترول والستاتينات. اليكم ال 10 خرافات الاكثر شيوعا حول من يعانون من الكولسترول:

الخرافة: الكولسترول هو مرض يصيب  كبار السن، الشباب لا ينبغي ان يقلقوا

 ليس صحيحا. معظم الامراض الناتجة عن ارتفاع الكولسترول في الدم، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، تحدث بالفعل في جيل متقدمة. ومع ذلك، فان الضرر يبدا بالتراكم في سن مبكرة. يمكن تشبيه الوضع بالصدا الذي يتكون على انابيب المياه – الصدا يتراكم ببطء، حتى الوصول الى حالة التي تكون فيها الانابيب صدئة لدرجة انها تصبح غير صالحة للاستعمال.

 يفضل البدء في عمليات الوقاية منذ سن مبكرة حتى لا نصل الى مستوى مرتفع من الكولسترول في سن متاخرة. وجدت الدراسات التي اجريت على المراهقين والشباب الذين ماتوا موت غير طبيعي (حوادث السير، حوادث عسكرية، وما الى ذلك) في اجيال بين 20-25 سنة انه لدى 40٪ من الشباب كانت هناك دلائل تشير الى بداية عملية تراكم الكولسترول في الشرايين، حيث ان نسبة الكولسترول المرتفعة تظهر بالفعل في جيل متاخرة، ولكن يفضل ان ننتبه لذلك منذ سن مبكرة.

الخرافة: الاطفال لا يعانون من مشاكل زيادة نسبة الكوليسترول

 ليس صحيحا. فقد اظهرت الدراسات التي اجريت في الماضي ان هناك العديد من حالات الوراثة التي تتسبب بقيم كولسترول غير عادية لدى الاطفال. في كثير من الحالات وجد ان زيادة مستويات الكولسترول تظهر منذ الولادة، واكثر من ذلك – حتى انها تحدث في الرحم. ومع ذلك، تجدر الاشارة الى ان اعطاء العلاج الدوائي للاطفال لا يزال مثير للجدل – البعض يعتقد انه من المهم اعطاء الاطفال الدواء منذ سن مبكرة، ويعتقد البعض عكس ذلك.

 خرافة: الكولسترول الجيد يجب ان يكون اعلى من 60 والكولسترول السيئ يجب ان يكون اقل من 100

 ليس صحيحا. الوضع المثالي لمستوى الكولسترول في الجسم هو: الكولسترول الجيد – اكثر من 40 لدى الرجال واكثر من 50 لدى النساء، مقارنة مع الكولسترول السيئ – اقل من 100 لدى كلا الجنسين. لذلك، فالاعتقاد السائد لدى الجمهور والذي يتحدث عن ان مستوى الكولسترول الجيد يجب الا يكون اكثر من 60 هو غير صحيح.

 نشرت مؤخرا الجمعيات الطبية توصيات علاجية جديدة لعلاج الكوليسترول، بما في ذلك القيم المفضلة الجديدة وفقا لمستوى خطر الاصابة بامراض القلب. وفقا لهذه التوصيات، فالمرضى المعرضون لنسب مخاطر مرتفعة (اولئك الذين يعانون من مرض القلب، السكري او الذين اصيبوا بجلطة دماغية، او الذين يعانون من تراكم عوامل خطر متعددة) يجب عليهم الحرص على ان يبقى مستوى الكولسترول “السيئ” (LDL) اقل من 70 ملغ لديسيليتر. المعرضون لنسبة خطر متوسطة (اثنين او اكثر من عوامل الخطر) يجب عليهم الحرص على مستويات LDL اقل من 130، ويفضل ان تكون اقل من 100 ملغ لديسيليتر.

 الخرافة: اذا كانت هذه هي مشكلة مزمنة منذ سنوات عديدة فلا داعي للقلق

 ليس صحيحا. كما اكدنا في السابق، فكلما كانت مشكلة الكولسترول موجودة في جسم الانسان وقت اطول من دون تلقي العلاج المناسب – فان الانسان يعرض نفسه للخطر والضرر المتراكم قد يكون اكبر بكثير. ومع ذلك، فليس كل مستوى غير طبيعي من الكولسترول يتطلب بالضرورة العلاج الدوائي – يجب فحص عوامل الخطر لكل شخص والتقرير ما اذا كانت الفائدة من العلاج بواسطة الستاتينات مبررة.

 الخرافة: يمكن تقليل مستوى الكولسترول السيئ بواسطة ممارسة الرياضة والتغذية السليمة

 غير دقيق. اهمية التغذية السليمة واتباع نمط حياة صحي واضحة ومعروفة للجميع. ومع ذلك، فان تاثير النظام الغذائي على مستويات الكوليسترول في الدم هو محدود جدا ومنخفض نسبيا بالمقارنة مع الستاتينات. النظام الغذائي يمكن ان يقلل من مستوى ال-  LDL بنسبة 10٪ في المتوسط، بينما ممارسة التمارين الرياضية يمكن ان تقلل ال- LDLبنسبة 5٪ على الاكثر (وذلك لان النشاط البدني يؤثر اساسا على ال- HDL وعلى خفض الجلسرئيدات). وعلى سبيل المقارنة، يمكن للستاتينات ان تقلل مستوى ال- LDL بنسبة 30-50٪.

الاشخاص الذين يستخدمون الادوية من عائلة الستاتينات ومع ذلك لا يزالون يعانون من مستويات LDL اعلى من المستوى الموصى به، يوصون بزيادة جرعة الدواء، تغيير نوع الستاتين او اضافة دواء اخر لعلاج الكولسترول الذي يقلل من امتصاص الكولسترول في الامعاء من خلال نهج علاجي مدمج.

 الخرافة: تمكنت من الوصول الى مستوى ال- LDL الموصى به؛ يمكن التوقف عن تناول الادوية

 ليس صحيحا. زيادة نسبة الكولسترول في الدم هي مشكلة مزمنة. اذا وصلت  قيم الكولسترول لدى الشخص الى مستويات عالية التي تبرر اخذ الادوية فان عليه مواصلة اخذ الدواء لفترة طويلة (عادة ما يكون لمدى الحياة) للحفاظ على صحته حتى بعد الوصول الى مستوى ال- LDL المطلوب. العلاج الدوائي يساعد الكثير من الناس للعيش بسلام مع الكولسترول، وبذلك يمكنهم ان يستمروا في روتين حياتهم اليومية.

 الخرافة: الستاتينات تسبب ضرر في العضلات

صحيح جزئيا. اذ من جميع المرضى الذين يتلقون علاج الستاتينات، حوالي 5٪ منهم قد يطورون الام في العضلات، ويحدث ذلك عادة عند اخذ جرعات مرتفعة من الدواء. فقط نسبة ضئيلة منهم يطورون ضرر حقيقي في العضلات الذي يعبر عنه بتدمير الانسجة العضلية. في معظم الحالات يحدث ضرر من هذا النوع لدى كبار السن ذوي الاجسام الصغيرة، تضرر لوظائف الكلى و / او  عند الدمج مع ادوية اخرى التي ترفع مستوى الستاتينات في الدم. لدى الغالبية العظمى من الناس يعتبر العلاج بواسطة الستاتينات امن على المدى الطويل.

 خرافة: الستاتينات تدمر الكبد

 ليس صحيحا. خلافا لادوية كثيرة، فليست هناك حاجة للخوف من ان يضر العلاج بالستاتينات بوظائف الكبد. لدى نسبة صغيرة جدا من الملايين من مستخدمي الستاتينات (1٪ -2٪)، يمكن في فحص الدم تمييز تغيير طفيف في وظائف الكبد اثناء تلقي العلاج الدوائي، ولكن لم يتم حتى الان الاثبات بشكل قاطع ان الستاتينات تسبب ضرر دائم في الكبد.

 خرافة: يمكن علاج ارتفاع مستوى الكولسترول بشكل فعال بواسطة المكملات الغذائية الطبيعية

 غير دقيق. مختلف مصنعي الاضافات الغذائية يقترحون علاج حالات الكولسترول الزائد بواسطة المكملات الغذائية الطبيعية، والكثير من الناس يميلون الى تفضيل المواد الطبيعية على الادوية. في معظم الحالات وبشكل مضلل: فان معظم المواد الطبيعية تقلل من مستوى الكولسترول السيئ (LDL) فقط بدرجة طفيفة جدا، ولم يتم بتاتا اجراء فحوصات دقيقة حول فعالية وسلامتها على المدى الطويل، وبالطبع لم يثبت في ابحاث مراقبة عليها انها تخفض نسب الاصابة والوفيات جراء امراض القلب والاوعية الدموية.

 مجموعة الاضافات الغذائية الوحيدة التي اثبتت الابحاث بانها تخفض من مستوى ال- LDL في الدم هي الفيتوسترولات (“الكوليسترول النباتي” الذي يمنع امتصاص الكولسترول الطبيعي من الجهاز الهضمي)، ولكن ايضا لم تثبت بعد قدرتها على منع النوبات القلبية في المستقبل. المنتجات التي تحتوي على اوميغا 3 قد تمنع الموت من النوبات القلبية ولكنها لا تؤثر بشكل كبير على مستوى الكولسترول في الدم.