فكيف يؤثر الجسد في صحة القلب؟

يعتبر القلب محور الجسم، ومن دونه قد تتوقف حياة الانسان، وأي علة تصيب اعضاء الجسد تؤثر في القلب. والأعضاء الصحية السليمةتنعكس ايجاباً على الصحة العامة للمرء.

هنا عرض لارتباطات القلب مع باقي اعضاء الجسم وانسجته:

القلب

يدق القلب 2.5 مليار دقة، في المتوسط، خلال فترة الحياة كلها، دافعا الدم نحو كل جزء من الجسم. ويحمل دفق الدم معه الأوكسجين،والوقود، والهرمونات، وجملة من الجزئيات الحيوية الأخرى، كما أنه يتخلص من النواتج المتخلفة عن التمثيل الغذائي (الأيض).

وعندما يتوقف القلب فإن الوظائف الحيوية ستتعرض للفشل، بعضها فورا. ويتراسل القلب والشرايين دوما مع كل أجزاء الجسم، وهويستقبل مع الشرايين الإشارات الحيوية الراجعة من تلك الأجزاء.

الرئتان

تضيف أنسجة الرئتين الإسفنجية الغنية بالدم، الأكسجين إلى الدم، كما تبعد ثاني أوكسيد الكربون منه، وتقوم أيضا بترشيح الخثراتالدموية الصغيرة وشظاياها. وكما هي الحال في أمراض القلب، فإن أمراض الرئة مثل انتفاخ الرئة emphysema والربو، غالبا ما تؤدي إلىعواقب على كل الجسم، إذ انها قد تقود إلى توسيع البطين الأيمن للقلب، الأمر الذي يؤدي إلى عجز القلب. والأشخاص الذين يعانونمن هذه الحالات يعانون في الغالب من ارتفاع ضغط الدم واضطراب إيقاع القلب. كما أن المشكلات التنفسية في أثناء النوم، خصوصاانقطاع النفس، بمقدورها أيضا أن تسبب مشكلات في القلب.

الكليتان

الكليتان تعالجان نحو 200 كوارت (189.3 لتر) من الدم يوميا، وهي تلفظ نواتج النفايات والماء الزائد خارج الجسم. كما أنها تفرز«الإريثروبويتن» erythropoietin الذي يحفز نخاع العظم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتفرز كذلك الرينين rennin الذي يساعد فيتنظيم ضغط الدم، والكلسيتريول calcitriol الشكل النشيط من فيتامين «دي» الذي تحتاجه العظام والقلب. ويرتبط القلب بالكليتينبشكل وثيق، فأي ضرر، حتى إن كان ضئيلا، في الكلية يؤدي إلى زيادة في خطر التعرض لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو الوفاةبسببهما. كما أن أمراض القلب قد تكون إشارة تحذير من أن الكليتين تتعرضان للحصار!

العضلات

العضلات النشطة تساعد في إبعاد شبح السكري (المرض الذي أصبح شائعا ويضر بالقلب والشرايين) وذلك بالحفاظ على مستوياتالسكر والأنسولين في الدم، كما أن تشغيل عضلاتك، أي تمرينها، يساعد على الحفاظ على مرونة الشرايين وصحة القلب وقوته.

الدماغ

الاتصالات بين الدماغ والقلب تؤثر في صحة كل منهما.

العينان

ارتفاع ضغط الدم والسكري قد يضران بالبصر، نتيجة تضيق الأوعية الدموية في العينين، وحدوث تمددات منتفخة صغيرة على طول جدرانتلك الأوعية (أم الدم aneurysms)، ما يؤدي إلى انسداد شرايين الشبكية في العين، وتكوين أنسجة ميتة، أو في طريقها إلى الموت،نتيجة انعدام تدفق الدم.

الأسنان واللثة

العدوى والالتهابات الحاصلة في الأسنان واللثة قد تشجع على ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية.ومن المحتمل أن تقود أمراض اللثةوفقدان الأسنان الناجم عنها إلى التعود على نظام غذائي سيئ، الأمر الذي يسهم في زيادة خطر حدوث أمراض القلب.

وقد تتسلل البكتريا من الفم أحيانا نحو الجدران الداخلية لحجيرات القلب slippery endocardium، ويمكن لهذه العدوى المسببة لالتهابشغاف القلب endocarditis أن تحدث الإضرار في صمامات القلب، أو تدمرها.

الغدة الدرقية

القلب حساس جدا للإشارات القادمة من الغدة الدرقية، فقد يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى حدوث إيقاع غير منتظم في دقاتالقلب، وإلى ارتفاع ضغط الدم، وفي بعض الأحيان إلى آلام في الصدر.

أما نقص نشاط الغدة الدرقية فقد يتسبب في إيقاع شديد التباطؤ غير عادي للقلب ويسهم في حدوث تصلب الشرايين وعجز القلب،والأدوية المستخدمة لضبط إيقاع القلب غير المنتظم، خصوصا دواء “أميودارون” amiodarone “كوردارون” Cordarone، قد ترمي الغدةالدرقية في حالة من عدم الانتظام.

الكبد

بوصفها أكبر أعضاء الجسم الداخلية فإن الكبد تنفّذ وظائف متعددة، وهي تراوح من إنتاج وإفراز أحماض المرارة الضرورية للهضم، إلىتفكيك مركبات الأدوية والكحول والسموم. والكبد أيضا هي «الدار المركزية» لإنتاج وخزن ومعالجة الدهون والكولسترول، وهذا الدور الأخيرله تأثيرات مباشرة في القلب.

الجلد

الجلد قد يعكس المشكلات التي يعاني منها القلب والشرايين، فالحالات الجلدية المرضية مثل الصدفيةpsoriasis ترتبط بمرض القلب.

البنكرياس

البنكرياس المنزوي خلف المعدة يصنع إنزيمات تساعد الأمعاء في هضم الطعام، كما أنه ينتج أيضا الأنسولين، الهرمون الذي يحتاج إليهالجسم لتمرير سكر الدم نحو خلايا العضلات، وكذلك الغلوكاغون glucagon الذي يأمر الكبد بتحرير كميات الغلوكوز المخزونة، عندما يقلمستوى سكر الدم كثيرا.

والأشخاص المعانون من مرض السكري من النوع الأول لا يمكنهم إنتاج الأنسولين، أما الأشخاص المعانون من مرض السكري من النوعالثاني فإن أنسجة الجسم لا تستجيب بشكل اعتيادي للأنسولين. والنتيجة هي وجود مستوى عال من سكر الدم الذي يلحق الضرربالشرايين والأعصاب وجملة من الأنسجة. والسكري هو المرض الرئيسي الذي يسهم في حدوث أمراض القلب، ولذا فإن ضبط مستوىسكر الدم، وضغط الدم، مهم للأشخاص المصابين بالسكري.

شحوم البطن

الدهون المتراكمة على البطن وحولها، أكثر خطورة على القلب من الدهون المختزنة في أي موقع آخر من الجسم.

الأعضاء الجنسية

الهرمونات التي ينتجها المبيضان والخصيتان تؤثر بقوة في صحة القلب، فالإنتاج المتدني للهرمونات الجنسية مع تقدم العمر قد يسهمفي حدوث أمراض القلب. وقد تشير المشكلات الجنسية لدى الرجال أيضا، إلى وجود أمراض خفية في القلب والأوعية الدموية.

العظام

الأشخاص المعانون من هشاشة العظام عليهم خطر أعلى في حدوث أمراض القلب، فيما تزيد أمراض القلب من فرص ظهور هشاشةالعظام.

المفاصل

التهاب المفاصل الروماتويدي، والنقرس، وداء الذئبة الجلدي، واضطرابات المناعة الذاتية الأخرى هي مشكلات صحية مزمنة تنجم عناضطراب وظيفة جهاز المناعة. وكما يبدو فإنها تزيد من خطر أمراض القلب (إلا أن هذا لا يشمل التهاب المفاصل العظمي الناجم عن تقدمالعمر) ومن المحتمل أن تؤدي السيطرة على الالتهابات المصاحبة لمشكلات المفاصل هذه إلى تخفيف أمراض القلب.

إلا أن أفضل طريقة حتى الآن هي تخفيف الخطر على القلب باتباع نظام غذائي صحي ونقص الوزن وإجراء التمارين الرياضية، وضبط ضغطالدم والكولسترول.

إرتباطات غريبة بين القلب والأعضاء

  • تغضّن شحمة الأذن: الأشخاص الذين لديهم تغضّن على طول خط القطر، أو انبعاج على إحدى شحمتي الأذن أو كليهما، يكونلديهم خطر أعلى من المتوسط في الإصابة بأمراض القلب.
  • الصلع: أمراض القلب أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين يصابون مبكرا بالصلع.
  • الشعر الأشيب: رُبط ظهور الشعر الأشيب قبل أوانه، بأمراض القلب.
  • طول الرجلين: كلما ازداد طول الرجلين، كلما قل خطر أمراض القلب.
  • قصر القامة: الأشخاص البالغون الأقصر قامة أكثر تعرضا لأمراض القلب، كما يزداد لديهم خطر الرجفان (الاختلاج) الأذيني atrial fibrillation.
  • الشقيقة (الصداع النصفي): أمراض القلب تزداد شيوعا لدى المصابين بالشقيقة.

صحة القلب والوظائف الجنسية

اعتبر التيستوستيرون في وقت ما سيئا للقلب، والدافع الرئيسي وراء الظهور المبكر لأمراض القلب لدى الرجال دون النساء. إلا أن عددامتزايدا من الأبحاث يشير إلى أنه، وللرجال الأكبر سنا، فإن القليل جدا من التيستوستيرون هو الذي يسبب المشكلات.

ولدى الرجال يساعد التيستوستيرون الأوعية الدموية على الاسترخاء، والتوسع، وتمرير الدم عند الحاجة إليه. وهو يحسن من ضغط الدمومستوى الكولسترول كما أنه يؤثر إيجابيا في كهربائية القلب، أما قلة التيستوستيرون فقد رُبطت بجملة من المشكلات الصحية، التيتراوح بين ظهور مرض السكري من النوع الثاني وفقدان العظام، وكذلك فقدان الاهتمام بالجنس.

إن الشرايين المسدودة بفعل تراكم الكولسترول بمقدورها أيضا العمل على اضطراب النشاط الجنسي، فعندما تحفز اللمسة، أو النظرة،بل حتى الفكرة، الدماغ على إرسال إشارات التهيج الجنسي فإن شرايين العضو الذكري تسترخي وتتوسع. ويتدفق دم إضافي نحوالقضيب الذكري، مضفيا صلابة أكثر على أنسجته، وضاغطا على الأوردة الصغيرة التي ترجع الدم من القضيب الذكري. إلا أن تراكمالترسبات الدهنية في داخل الأوعية الدموية في كل مناطق الجسم بمقدوره أن يتداخل مع هذه العملية، مؤديا إلى ضعف الانتصاب أومنعه تماما. وترسل مشكلات الانتصاب تحذيرات بضرورة إجراء فحص لعلامات على وجود أمراض في القلب. وهذا الفحص يشمل فحوصاتلمستوى الكولسترول العالي، وارتفاع ضغط الدم السكري، إضافة إلى أعراض لتصلب الشرايين في مواقع أخرى من الجسم، مثل وجودضغط في الصدر، والمرور بفترات من صعوبة التنفس، أو وجود آلام في إربة الساق عند المشي. والتركيز على النظام الغذائي الصحيوالتمارين الرياضية والامتناع عن التدخين يساعد في تحسين صحة القلب والوظائف الجنسية.

 

المبيضان وصحة الأوعية الدموية

المبيضان، معملان صغيران جدا لإنتاج الهرمونات، لهما دور مهم في صحة القلب والأوعية الدموية لدى النساء، فقبل وصول المرأة إلىسن اليأس من المحيض، يرسل المبيضان دفقا متواصلا من هرمون الأستروجين وهرمونات أخرى. وهذه الهرمونات تساعد على الحفاظعلى طراوة الشرايين، وهي أحد الأسباب التي تؤخر ظهور أمراض القلب لدى النساء لمدة عشر سنوات في المتوسط مقارنة بالرجال.

أما الأستروجين والبروجيستيرون المضافان، والهرمونات المضافة الأخرى المسماة نسائية، فلها شأن آخر. فتناول حبوب منع الحمل تزيدمن فرص حدوث جلطات الأوردة العميقة أو حالة الانسداد الوعائي الرئوي pulmonary embolism. كما يزيد استخدام الأستروجينوالبروجيستيرون بعد سن اليأس من فرص حدوث النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، وتخثر الدم. أما الجرعات الصغيرة من الأستروجينالتي قد يمكن حقنها عبر الجلد، فقد تساعد في درء أمراض القلب، غير أن هذا الأمر لا يزال قيد البحث والتنقيب.

وتمثل متلازمة التكيس المتعدد في المبيض إعصارا هرمونيا يتمتع بخصائص وجود مستويات عالية من الأندروجيناتandrogens (الهرمونات الذكرية)، واضطراب الدورة الشهرية أو اختفائها، وزيادة ظهور شعر الوجه أو الجسم، وتوسع المبيضين الممتلئين بأكياسصغيرة. والنساء المصابات بهذه المتلازمة تكون لهن شرايين متصلبة أكثر، إضافة إلى ازدياد مستوى الكولسترول، وارتفاع ضغط الدملديهن، وكذلك زيادة مقاومتهن للأنسولين، وهذه كلها عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب. ولهذا السبب يجب على النساء اللاتي يعانينمن هذه المشكلة استشارة الطبيب بهدف درء أمراض القلب.

الهيكل العظمي .. والقلب

مع تقدمنا في العمر فإن الكالسيوم يشرع في التسرب من العظام. وفي نفس الوقت، يأخذ الكالسيوم في الظهور على جدران الشرايينوصمامات القلب.وهذا الانتقال ضار في كل الأحوال، ففقدان الكالسيوم يؤدي إلى ضعف العظام وإلى احتمالات تكسرها، أي إلى الحالةالتي تعرف باسم هشاشة العظام، أما إضافة الكالسيوم إلى الشرايين وصمامات القلب، فإنها تجعلها أكثر صلابة وأقل مرونة، الأمر الذييدفع القلب إلى العمل أكثر.

ولدى النساء المعانيات من هشاشة العظام يزداد احتمال وجود شرايين متضيقة بسبب تراكم الكولسترول بـ6 مرات عن النساء غيرالمصابات بمرض ضعف العظام. ويتعرض الرجال، الذين يفقدون أكثر من بوصة (2.5 سم تقريبا) من طولهم لدى تقدمهم في العمر (نتيجةشائعة لمرض هشاشة العظام) يتعرضون في الغالب للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بالرجال الذين لا يتقلص طولقامتهم. وينطبق هذا الأمر على الجنس الآخر أيضا، فالرجال المسنون الذين يعانون من أمراض الشرايين المحيطية (تصلب الشرايين فيالذراعين، والرجلين، ووسط الجسم) معرضون بنسبة 50 في المائة أكثر في الغالب لكسر عظمهم مقارنة بالذين لديهم شرايين صحية.والوقاية هي الأساس، إذ إن الكثير من الأمور التي تحافظ على صحة القلب هي جيدة أيضا للعظام. والتمارين الرياضية تتصدر القائمة،يتبعها الامتناع عن التدخين، وتناول الكثير من الفواكه والخضراوات. كما أن تناول الكالسيوم يوميا أمر مهم، لكن ينبغي تجنب الإفراط فيتناوله، والكمية الموصى بها هي 1200 مليغرام يوميا للبالغين من أعمار تزيد عن 50 سنة.

فكيف يؤثر الجسد في صحة القلب؟

يعتبر القلب محور الجسم، ومن دونه قد تتوقف حياة الانسان، وأي علة تصيب اعضاء الجسد تؤثر في القلب. والأعضاء الصحية السليمةتنعكس ايجاباً على الصحة العامة للمرء.

هنا عرض لارتباطات القلب مع باقي اعضاء الجسم وانسجته:

القلب

يدق القلب 2.5 مليار دقة، في المتوسط، خلال فترة الحياة كلها، دافعا الدم نحو كل جزء من الجسم. ويحمل دفق الدم معه الأوكسجين،والوقود، والهرمونات، وجملة من الجزئيات الحيوية الأخرى، كما أنه يتخلص من النواتج المتخلفة عن التمثيل الغذائي (الأيض).

وعندما يتوقف القلب فإن الوظائف الحيوية ستتعرض للفشل، بعضها فورا. ويتراسل القلب والشرايين دوما مع كل أجزاء الجسم، وهويستقبل مع الشرايين الإشارات الحيوية الراجعة من تلك الأجزاء.

الرئتان

تضيف أنسجة الرئتين الإسفنجية الغنية بالدم، الأكسجين إلى الدم، كما تبعد ثاني أوكسيد الكربون منه، وتقوم أيضا بترشيح الخثراتالدموية الصغيرة وشظاياها. وكما هي الحال في أمراض القلب، فإن أمراض الرئة مثل انتفاخ الرئة emphysema والربو، غالبا ما تؤدي إلىعواقب على كل الجسم، إذ انها قد تقود إلى توسيع البطين الأيمن للقلب، الأمر الذي يؤدي إلى عجز القلب. والأشخاص الذين يعانونمن هذه الحالات يعانون في الغالب من ارتفاع ضغط الدم واضطراب إيقاع القلب. كما أن المشكلات التنفسية في أثناء النوم، خصوصاانقطاع النفس، بمقدورها أيضا أن تسبب مشكلات في القلب.

الكليتان

الكليتان تعالجان نحو 200 كوارت (189.3 لتر) من الدم يوميا، وهي تلفظ نواتج النفايات والماء الزائد خارج الجسم. كما أنها تفرز«الإريثروبويتن» erythropoietin الذي يحفز نخاع العظم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتفرز كذلك الرينين rennin الذي يساعد فيتنظيم ضغط الدم، والكلسيتريول calcitriol الشكل النشيط من فيتامين «دي» الذي تحتاجه العظام والقلب. ويرتبط القلب بالكليتينبشكل وثيق، فأي ضرر، حتى إن كان ضئيلا، في الكلية يؤدي إلى زيادة في خطر التعرض لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو الوفاةبسببهما. كما أن أمراض القلب قد تكون إشارة تحذير من أن الكليتين تتعرضان للحصار!

العضلات

العضلات النشطة تساعد في إبعاد شبح السكري (المرض الذي أصبح شائعا ويضر بالقلب والشرايين) وذلك بالحفاظ على مستوياتالسكر والأنسولين في الدم، كما أن تشغيل عضلاتك، أي تمرينها، يساعد على الحفاظ على مرونة الشرايين وصحة القلب وقوته.

الدماغ

الاتصالات بين الدماغ والقلب تؤثر في صحة كل منهما.

العينان

ارتفاع ضغط الدم والسكري قد يضران بالبصر، نتيجة تضيق الأوعية الدموية في العينين، وحدوث تمددات منتفخة صغيرة على طول جدرانتلك الأوعية (أم الدم aneurysms)، ما يؤدي إلى انسداد شرايين الشبكية في العين، وتكوين أنسجة ميتة، أو في طريقها إلى الموت،نتيجة انعدام تدفق الدم.

الأسنان واللثة

العدوى والالتهابات الحاصلة في الأسنان واللثة قد تشجع على ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية.ومن المحتمل أن تقود أمراض اللثةوفقدان الأسنان الناجم عنها إلى التعود على نظام غذائي سيئ، الأمر الذي يسهم في زيادة خطر حدوث أمراض القلب.

وقد تتسلل البكتريا من الفم أحيانا نحو الجدران الداخلية لحجيرات القلب slippery endocardium، ويمكن لهذه العدوى المسببة لالتهابشغاف القلب endocarditis أن تحدث الإضرار في صمامات القلب، أو تدمرها.

الغدة الدرقية

القلب حساس جدا للإشارات القادمة من الغدة الدرقية، فقد يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى حدوث إيقاع غير منتظم في دقاتالقلب، وإلى ارتفاع ضغط الدم، وفي بعض الأحيان إلى آلام في الصدر.

أما نقص نشاط الغدة الدرقية فقد يتسبب في إيقاع شديد التباطؤ غير عادي للقلب ويسهم في حدوث تصلب الشرايين وعجز القلب،والأدوية المستخدمة لضبط إيقاع القلب غير المنتظم، خصوصا دواء “أميودارون” amiodarone “كوردارون” Cordarone، قد ترمي الغدةالدرقية في حالة من عدم الانتظام.

الكبد

بوصفها أكبر أعضاء الجسم الداخلية فإن الكبد تنفّذ وظائف متعددة، وهي تراوح من إنتاج وإفراز أحماض المرارة الضرورية للهضم، إلىتفكيك مركبات الأدوية والكحول والسموم. والكبد أيضا هي «الدار المركزية» لإنتاج وخزن ومعالجة الدهون والكولسترول، وهذا الدور الأخيرله تأثيرات مباشرة في القلب.

الجلد

الجلد قد يعكس المشكلات التي يعاني منها القلب والشرايين، فالحالات الجلدية المرضية مثل الصدفيةpsoriasis ترتبط بمرض القلب.

البنكرياس

البنكرياس المنزوي خلف المعدة يصنع إنزيمات تساعد الأمعاء في هضم الطعام، كما أنه ينتج أيضا الأنسولين، الهرمون الذي يحتاج إليهالجسم لتمرير سكر الدم نحو خلايا العضلات، وكذلك الغلوكاغون glucagon الذي يأمر الكبد بتحرير كميات الغلوكوز المخزونة، عندما يقلمستوى سكر الدم كثيرا.

والأشخاص المعانون من مرض السكري من النوع الأول لا يمكنهم إنتاج الأنسولين، أما الأشخاص المعانون من مرض السكري من النوعالثاني فإن أنسجة الجسم لا تستجيب بشكل اعتيادي للأنسولين. والنتيجة هي وجود مستوى عال من سكر الدم الذي يلحق الضرربالشرايين والأعصاب وجملة من الأنسجة. والسكري هو المرض الرئيسي الذي يسهم في حدوث أمراض القلب، ولذا فإن ضبط مستوىسكر الدم، وضغط الدم، مهم للأشخاص المصابين بالسكري.

شحوم البطن

الدهون المتراكمة على البطن وحولها، أكثر خطورة على القلب من الدهون المختزنة في أي موقع آخر من الجسم.

الأعضاء الجنسية

الهرمونات التي ينتجها المبيضان والخصيتان تؤثر بقوة في صحة القلب، فالإنتاج المتدني للهرمونات الجنسية مع تقدم العمر قد يسهمفي حدوث أمراض القلب. وقد تشير المشكلات الجنسية لدى الرجال أيضا، إلى وجود أمراض خفية في القلب والأوعية الدموية.

العظام

الأشخاص المعانون من هشاشة العظام عليهم خطر أعلى في حدوث أمراض القلب، فيما تزيد أمراض القلب من فرص ظهور هشاشةالعظام.

المفاصل

التهاب المفاصل الروماتويدي، والنقرس، وداء الذئبة الجلدي، واضطرابات المناعة الذاتية الأخرى هي مشكلات صحية مزمنة تنجم عناضطراب وظيفة جهاز المناعة. وكما يبدو فإنها تزيد من خطر أمراض القلب (إلا أن هذا لا يشمل التهاب المفاصل العظمي الناجم عن تقدمالعمر) ومن المحتمل أن تؤدي السيطرة على الالتهابات المصاحبة لمشكلات المفاصل هذه إلى تخفيف أمراض القلب.

إلا أن أفضل طريقة حتى الآن هي تخفيف الخطر على القلب باتباع نظام غذائي صحي ونقص الوزن وإجراء التمارين الرياضية، وضبط ضغطالدم والكولسترول.

إرتباطات غريبة بين القلب والأعضاء

  • تغضّن شحمة الأذن: الأشخاص الذين لديهم تغضّن على طول خط القطر، أو انبعاج على إحدى شحمتي الأذن أو كليهما، يكونلديهم خطر أعلى من المتوسط في الإصابة بأمراض القلب.
  • الصلع: أمراض القلب أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين يصابون مبكرا بالصلع.
  • الشعر الأشيب: رُبط ظهور الشعر الأشيب قبل أوانه، بأمراض القلب.
  • طول الرجلين: كلما ازداد طول الرجلين، كلما قل خطر أمراض القلب.
  • قصر القامة: الأشخاص البالغون الأقصر قامة أكثر تعرضا لأمراض القلب، كما يزداد لديهم خطر الرجفان (الاختلاج) الأذيني atrial fibrillation.
  • الشقيقة (الصداع النصفي): أمراض القلب تزداد شيوعا لدى المصابين بالشقيقة.

صحة القلب والوظائف الجنسية

اعتبر التيستوستيرون في وقت ما سيئا للقلب، والدافع الرئيسي وراء الظهور المبكر لأمراض القلب لدى الرجال دون النساء. إلا أن عددامتزايدا من الأبحاث يشير إلى أنه، وللرجال الأكبر سنا، فإن القليل جدا من التيستوستيرون هو الذي يسبب المشكلات.

ولدى الرجال يساعد التيستوستيرون الأوعية الدموية على الاسترخاء، والتوسع، وتمرير الدم عند الحاجة إليه. وهو يحسن من ضغط الدمومستوى الكولسترول كما أنه يؤثر إيجابيا في كهربائية القلب، أما قلة التيستوستيرون فقد رُبطت بجملة من المشكلات الصحية، التيتراوح بين ظهور مرض السكري من النوع الثاني وفقدان العظام، وكذلك فقدان الاهتمام بالجنس.

إن الشرايين المسدودة بفعل تراكم الكولسترول بمقدورها أيضا العمل على اضطراب النشاط الجنسي، فعندما تحفز اللمسة، أو النظرة،بل حتى الفكرة، الدماغ على إرسال إشارات التهيج الجنسي فإن شرايين العضو الذكري تسترخي وتتوسع. ويتدفق دم إضافي نحوالقضيب الذكري، مضفيا صلابة أكثر على أنسجته، وضاغطا على الأوردة الصغيرة التي ترجع الدم من القضيب الذكري. إلا أن تراكمالترسبات الدهنية في داخل الأوعية الدموية في كل مناطق الجسم بمقدوره أن يتداخل مع هذه العملية، مؤديا إلى ضعف الانتصاب أومنعه تماما. وترسل مشكلات الانتصاب تحذيرات بضرورة إجراء فحص لعلامات على وجود أمراض في القلب. وهذا الفحص يشمل فحوصاتلمستوى الكولسترول العالي، وارتفاع ضغط الدم السكري، إضافة إلى أعراض لتصلب الشرايين في مواقع أخرى من الجسم، مثل وجودضغط في الصدر، والمرور بفترات من صعوبة التنفس، أو وجود آلام في إربة الساق عند المشي. والتركيز على النظام الغذائي الصحيوالتمارين الرياضية والامتناع عن التدخين يساعد في تحسين صحة القلب والوظائف الجنسية.

 

المبيضان وصحة الأوعية الدموية

المبيضان، معملان صغيران جدا لإنتاج الهرمونات، لهما دور مهم في صحة القلب والأوعية الدموية لدى النساء، فقبل وصول المرأة إلىسن اليأس من المحيض، يرسل المبيضان دفقا متواصلا من هرمون الأستروجين وهرمونات أخرى. وهذه الهرمونات تساعد على الحفاظعلى طراوة الشرايين، وهي أحد الأسباب التي تؤخر ظهور أمراض القلب لدى النساء لمدة عشر سنوات في المتوسط مقارنة بالرجال.

أما الأستروجين والبروجيستيرون المضافان، والهرمونات المضافة الأخرى المسماة نسائية، فلها شأن آخر. فتناول حبوب منع الحمل تزيدمن فرص حدوث جلطات الأوردة العميقة أو حالة الانسداد الوعائي الرئوي pulmonary embolism. كما يزيد استخدام الأستروجينوالبروجيستيرون بعد سن اليأس من فرص حدوث النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، وتخثر الدم. أما الجرعات الصغيرة من الأستروجينالتي قد يمكن حقنها عبر الجلد، فقد تساعد في درء أمراض القلب، غير أن هذا الأمر لا يزال قيد البحث والتنقيب.

وتمثل متلازمة التكيس المتعدد في المبيض إعصارا هرمونيا يتمتع بخصائص وجود مستويات عالية من الأندروجيناتandrogens (الهرمونات الذكرية)، واضطراب الدورة الشهرية أو اختفائها، وزيادة ظهور شعر الوجه أو الجسم، وتوسع المبيضين الممتلئين بأكياسصغيرة. والنساء المصابات بهذه المتلازمة تكون لهن شرايين متصلبة أكثر، إضافة إلى ازدياد مستوى الكولسترول، وارتفاع ضغط الدملديهن، وكذلك زيادة مقاومتهن للأنسولين، وهذه كلها عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب. ولهذا السبب يجب على النساء اللاتي يعانينمن هذه المشكلة استشارة الطبيب بهدف درء أمراض القلب.

الهيكل العظمي .. والقلب

مع تقدمنا في العمر فإن الكالسيوم يشرع في التسرب من العظام. وفي نفس الوقت، يأخذ الكالسيوم في الظهور على جدران الشرايينوصمامات القلب.وهذا الانتقال ضار في كل الأحوال، ففقدان الكالسيوم يؤدي إلى ضعف العظام وإلى احتمالات تكسرها، أي إلى الحالةالتي تعرف باسم هشاشة العظام، أما إضافة الكالسيوم إلى الشرايين وصمامات القلب، فإنها تجعلها أكثر صلابة وأقل مرونة، الأمر الذييدفع القلب إلى العمل أكثر.

ولدى النساء المعانيات من هشاشة العظام يزداد احتمال وجود شرايين متضيقة بسبب تراكم الكولسترول بـ6 مرات عن النساء غيرالمصابات بمرض ضعف العظام. ويتعرض الرجال، الذين يفقدون أكثر من بوصة (2.5 سم تقريبا) من طولهم لدى تقدمهم في العمر (نتيجةشائعة لمرض هشاشة العظام) يتعرضون في الغالب للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بالرجال الذين لا يتقلص طولقامتهم. وينطبق هذا الأمر على الجنس الآخر أيضا، فالرجال المسنون الذين يعانون من أمراض الشرايين المحيطية (تصلب الشرايين فيالذراعين، والرجلين، ووسط الجسم) معرضون بنسبة 50 في المائة أكثر في الغالب لكسر عظمهم مقارنة بالذين لديهم شرايين صحية.والوقاية هي الأساس، إذ إن الكثير من الأمور التي تحافظ على صحة القلب هي جيدة أيضا للعظام. والتمارين الرياضية تتصدر القائمة،يتبعها الامتناع عن التدخين، وتناول الكثير من الفواكه والخضراوات. كما أن تناول الكالسيوم يوميا أمر مهم، لكن ينبغي تجنب الإفراط فيتناوله، والكمية الموصى بها هي 1200 مليغرام يوميا للبالغين من أعمار تزيد عن 50 سنة.