فجأة شعر بألم حاد في بطنه امتد إلى ظهره وساقه. ظن أن الألم عابر وسرعان ما سيختفي، إلا أنه لازمه كظله. أخذ يحس بنبضات قلبه المتسارعة، وأصبح في حال ما بين نصف مستيقظ ونصف مغمى عليه.

قـال لمن حوله أنه ليس على ما يرام، فما كان منهم إلا أن نقلوه إلى أقرب مركز اسعاف، وهناك أجريت له بعض الفحوص الضرورية التي جاءت نتيجتها لتكشف ما ليس في الحسبان، فالمريض يعاني من تمزق في الشريان الأورطي البطني الذي يعتبر من

المضاعفات الخطيرة إن لم تكن القاتلة لداء اسمه تمدد الشريان الأورطي.

والشريان الأورطي (أو الشريان الأبهر) هو أكبر شرايين الجسم، ويخرج من البطين الأيسر للقلب حاملاً الدم المشبع بالأوكسيجين إلى مختلف أنحاء الجسم بواسطة شبكة وعائية تعرف بالدورة الدموية الكبرى.

قسم من الشريان الأورطي يقع في الصدر، والقسم الثاني في البطن ويعرف بالشريان الأورطي البطني. 

ويمتد الشريان الأورطي البطني من النافذة التي يمر من خلالها في عضلة الحجاب الحاجز إلى حيث تقع الفقرة القطنية الرابعة، وهنا يتفرع إلى شعبتين هما الشريان الحرقفي الأيمن، والشريان الحرقفي الأيسر. ويغذي الشريان الأورطي البطني الأحشاء عبر

فروع شريانية مفردة أو مزدوجة.

قد يصاب الشريان الأورطي بالتمدد (التوسع) في أحد المواضع بسبب وجود نقطة ضعف في جداره، فيزداد قطر الشريان عن الحد الطبيعي، وهذه الزيادة إما تكون شاملة لكل محيط الشريان أو قد تقتصر على جانب معين منه. وتتباين درجة التمدد وشدته

بحسب طول المنطقة المتأثرة من الوعاء، ويأخذ هذا التمدد أشكالاً مختلفة إلا أن الشكل المغزلي هو الأكثر مشاهدة. إن 90 في المئة من حالات تمدد الشريان الأورطي البطني تقع في منطقة الشريان تحت مستوى الكلية.

 

والشريان الأورطي البطني هو من أكثر الشرايين في الجسم تعرضاً للتمدد، وينتج هذا الأخير عن الأسباب التالية:

    •    ضعف خلقي في الطبقة العضلية للشريان، قد يكون في جميع أجزاء الطبقة العضلية أو في نقطة معينة منها.

    •    ضعف في جدار الشريان إثر حادث التهابي، مثل داء السفلس (الزهري)، والالتهاب العقدي المتعدد للشرايين، والتهاب شغاف القلب (الغشاء الذي يبطن القلب من الداخل).

    •    حدوث تلف تدريجي للطبقة العضلية للشريان نتيجة الإصابة بأحد الأمراض المزمنة مثل تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم .

 

ما هي عوامل الخطر للإصابة بالتمدد الشرياني الأورطي البطني؟

السبب الرئيسي الذي يقف وراء التمدد الشرياني الأورطي البطني غير معروف، ولكن هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تؤهب للإصابة به وهي: 

التدخين:

  وهو يزيد من خطر التعرض للتمدد الشرياني الأورطي من خلال الآثار المدمرة المباشرة التي يتركها على جدران الشريان، كما أنه يساهم في زيادة خطر تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

ويمكن القول إن التدخين هو الشرارة التي تعجل في حدوث الإصابة بالتمدد الشرياني، وفي 90 في المئة من المصابين بالتمدد هناك قصة تدخين في مرحلة ما من مراحل الحياة. 

العمر:

  إذ يمكن للتمدد الشرياني الأورطي أن يحصل في أي عمر، ولكن مشاهدة هذا التمدد تكثر لدى الأشخاص الذين تجاوزوا عتبة الستين من العمر. 

الجنس:

 إن معشر الرجال هم الأكثر إصابة بالتمدد الشرياني الأورطي البطني. في المقابل فإن النساء هم الأكثر تعرضاً لخطر تمزق التمدد الشرياني. 

يشاهد التمدد الشرياني الأورطي لدى العِرق الأبيض أكثر من الأعراق الأخرى. 

التاريخ العائلي:

إن وجود قصة عائلية بالإصابة بالتمدد الشرياني الأورطي يزيد من خطر التعرض به، ويكون المصابون غالباً من شريحة عمرية أصغر.

تصلب الشرايين:

  وهو من أكثر الأسباب التي تقف وراء التمدد الشرياني الأورطي. ويتم التصلب نتيجة ترسب خليط يضم الكوليسترول والخلايا العضلية الميتة والأنسجة الليفية والصفائح الدموية والكلس أحياناً.

ويساهم ترسب الخليط المذكور في ضياع مرونة الشريان، وفي خلق نقاط ضعف في جدرانه تمهد للإصابة بالتمدد الشرياني. 

السمنة المفرطة:

وتسبب هذه جملة من الاضطرابات من أهمها اضطرابات شحوم الدم، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والداء السكري، وهذه كلها تتشارك في نشوء داء التمدد الشرياني.

كيف يتظاهر تمدد الشريان الأورطي البطني؟

الغالبية العظمى من المصابين بهذا المرض تكون العلة عندهم صامتة فلا يشكون من أية عوارض تذكر، فالتمدد يتطور عادة ببطء ومن دون ضجة، ونسبة كبيرة من التمددات تنشأ صغيرة وتبقى كذلك، أما النسبة الباقية فتتوسع بتؤدة وقد تصل الى حجم كبير

يعرضها للتمزق، وفي حال توسع التمدد يمكن لبعض الأشخاص أن يعانوا من الآتي:

    •    آلام في منطقة البطن أو الصدر.

    •    آلام في الظهر.

    •    الشعور بالنبض قرب منطقة السرة.

إن الخطر الأكبر الناتج عن التمدد الشرياني الأورطي البطني هو التمزق الذي يقود إلى النزف الداخلي الذي يمكن أن يهدد الحياة. وكلما كان التمدد الشرياني كبيراً زاد خطر تعرضه للتمزق. أما العوارض الناتجة عن التمزق فهي: 

    •    أوجاع حادة مبرحة في البطن أو الصدر أو الظهر. 

    •    انتفاخ البطن، وظهور قساوة غير طبيعية فيه. 

    •    التعرق، والغثيان، والتقيؤ. 

    •    قصر التنفس، وتسارع في النبض، وانخفاض التوتر الشرياني. 

    •    الدوار وفقدان الوعي. 

ومن المضاعفات الأخرى للتمدد الشرياني تشكل الجلطات الدموية الصغيرة، التي يمكن لها أن تنزلق إلى قلب الشريان فتؤدي إما إلى انسداده جزئياً أو كلياً، أو أنها قد تسافر إلى أماكن أخرى محدثة أزمات وعائية في الكليتين أو الساقين أو الأصابع أو أجزاء

أخرى من البطن.

كيف يتم تشخيص التمدد الشرياني الأورطي البطني؟ 

إن معظم حالات إصابات التمدد الشرياني البطني تُرصد بالصدفة لدى إجراء فحوص لأسباب معينة أو لدى إجراء فحوص روتينية، على كل، وفي حال وجدت شكوك بالإصابة بالتمدد الشرياني الأورطي البطني، يعمد الطبيب إلى طلب الفحوص الضرورية مثل

تصوير البطن بالأمواج فوق الصوتية، والتصوير الطبقي، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وفي بعض الحالات النادرة قد يتم التصوير الملون للشريان.

ما العلاج؟

في شكل عام يمكن القول ان التمددات الشريانية التي يقل قطرها عن خمسة سنتميترات نادراً ما تتعرض للتمزق والانفجار، ويكتفى في هذه الحال بالمراقبة ومكافحة عوامل الخطر، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم. أما التمددات التي يبلغ عرضها من 5 إلى

5.5 سنتم فتحتاج لإصلاحها جراحياً إما بوضع رقعة، أو بوضع دعامة شريانية. 

هل يمكن الوقاية من التمدد الشرياني؟ 

إن خير ما يمكن عمله على هذا الصعيد هو الحفاظ على شرايين سليمة بقدر المستطاع وذلك من خلال مكافحة عوامل الخطر التي يمكن التحكم بها، وتشمل هذه، التوقف عن التدخين، وضبط مستوى ضغط الدم، وتقليل نسبة الكوليسترول والشحوم الأخرى في

الدم، وضبط مستوى سكر الدم، ومكافحة السمنة. وعند الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بالتمدد الشرياني الأورطي البطني ينصح بتصوير الشريان الأورطي البطني بالأمواج فوق الصوتية كل بضع سنوات.

 

فجأة شعر بألم حاد في بطنه امتد إلى ظهره وساقه. ظن أن الألم عابر وسرعان ما سيختفي، إلا أنه لازمه كظله. أخذ يحس بنبضات قلبه المتسارعة، وأصبح في حال ما بين نصف مستيقظ ونصف مغمى عليه.

قـال لمن حوله أنه ليس على ما يرام، فما كان منهم إلا أن نقلوه إلى أقرب مركز اسعاف، وهناك أجريت له بعض الفحوص الضرورية التي جاءت نتيجتها لتكشف ما ليس في الحسبان، فالمريض يعاني من تمزق في الشريان الأورطي البطني الذي يعتبر من

المضاعفات الخطيرة إن لم تكن القاتلة لداء اسمه تمدد الشريان الأورطي.

والشريان الأورطي (أو الشريان الأبهر) هو أكبر شرايين الجسم، ويخرج من البطين الأيسر للقلب حاملاً الدم المشبع بالأوكسيجين إلى مختلف أنحاء الجسم بواسطة شبكة وعائية تعرف بالدورة الدموية الكبرى.

قسم من الشريان الأورطي يقع في الصدر، والقسم الثاني في البطن ويعرف بالشريان الأورطي البطني. 

ويمتد الشريان الأورطي البطني من النافذة التي يمر من خلالها في عضلة الحجاب الحاجز إلى حيث تقع الفقرة القطنية الرابعة، وهنا يتفرع إلى شعبتين هما الشريان الحرقفي الأيمن، والشريان الحرقفي الأيسر. ويغذي الشريان الأورطي البطني الأحشاء عبر

فروع شريانية مفردة أو مزدوجة.

قد يصاب الشريان الأورطي بالتمدد (التوسع) في أحد المواضع بسبب وجود نقطة ضعف في جداره، فيزداد قطر الشريان عن الحد الطبيعي، وهذه الزيادة إما تكون شاملة لكل محيط الشريان أو قد تقتصر على جانب معين منه. وتتباين درجة التمدد وشدته

بحسب طول المنطقة المتأثرة من الوعاء، ويأخذ هذا التمدد أشكالاً مختلفة إلا أن الشكل المغزلي هو الأكثر مشاهدة. إن 90 في المئة من حالات تمدد الشريان الأورطي البطني تقع في منطقة الشريان تحت مستوى الكلية.

 

والشريان الأورطي البطني هو من أكثر الشرايين في الجسم تعرضاً للتمدد، وينتج هذا الأخير عن الأسباب التالية:

    •    ضعف خلقي في الطبقة العضلية للشريان، قد يكون في جميع أجزاء الطبقة العضلية أو في نقطة معينة منها.

    •    ضعف في جدار الشريان إثر حادث التهابي، مثل داء السفلس (الزهري)، والالتهاب العقدي المتعدد للشرايين، والتهاب شغاف القلب (الغشاء الذي يبطن القلب من الداخل).

    •    حدوث تلف تدريجي للطبقة العضلية للشريان نتيجة الإصابة بأحد الأمراض المزمنة مثل تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم .

 

ما هي عوامل الخطر للإصابة بالتمدد الشرياني الأورطي البطني؟

السبب الرئيسي الذي يقف وراء التمدد الشرياني الأورطي البطني غير معروف، ولكن هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تؤهب للإصابة به وهي: 

التدخين:

  وهو يزيد من خطر التعرض للتمدد الشرياني الأورطي من خلال الآثار المدمرة المباشرة التي يتركها على جدران الشريان، كما أنه يساهم في زيادة خطر تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

ويمكن القول إن التدخين هو الشرارة التي تعجل في حدوث الإصابة بالتمدد الشرياني، وفي 90 في المئة من المصابين بالتمدد هناك قصة تدخين في مرحلة ما من مراحل الحياة. 

العمر:

  إذ يمكن للتمدد الشرياني الأورطي أن يحصل في أي عمر، ولكن مشاهدة هذا التمدد تكثر لدى الأشخاص الذين تجاوزوا عتبة الستين من العمر. 

الجنس:

 إن معشر الرجال هم الأكثر إصابة بالتمدد الشرياني الأورطي البطني. في المقابل فإن النساء هم الأكثر تعرضاً لخطر تمزق التمدد الشرياني. 

يشاهد التمدد الشرياني الأورطي لدى العِرق الأبيض أكثر من الأعراق الأخرى. 

التاريخ العائلي:

إن وجود قصة عائلية بالإصابة بالتمدد الشرياني الأورطي يزيد من خطر التعرض به، ويكون المصابون غالباً من شريحة عمرية أصغر.

تصلب الشرايين:

  وهو من أكثر الأسباب التي تقف وراء التمدد الشرياني الأورطي. ويتم التصلب نتيجة ترسب خليط يضم الكوليسترول والخلايا العضلية الميتة والأنسجة الليفية والصفائح الدموية والكلس أحياناً.

ويساهم ترسب الخليط المذكور في ضياع مرونة الشريان، وفي خلق نقاط ضعف في جدرانه تمهد للإصابة بالتمدد الشرياني. 

السمنة المفرطة:

وتسبب هذه جملة من الاضطرابات من أهمها اضطرابات شحوم الدم، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والداء السكري، وهذه كلها تتشارك في نشوء داء التمدد الشرياني.

كيف يتظاهر تمدد الشريان الأورطي البطني؟

الغالبية العظمى من المصابين بهذا المرض تكون العلة عندهم صامتة فلا يشكون من أية عوارض تذكر، فالتمدد يتطور عادة ببطء ومن دون ضجة، ونسبة كبيرة من التمددات تنشأ صغيرة وتبقى كذلك، أما النسبة الباقية فتتوسع بتؤدة وقد تصل الى حجم كبير

يعرضها للتمزق، وفي حال توسع التمدد يمكن لبعض الأشخاص أن يعانوا من الآتي:

    •    آلام في منطقة البطن أو الصدر.

    •    آلام في الظهر.

    •    الشعور بالنبض قرب منطقة السرة.

إن الخطر الأكبر الناتج عن التمدد الشرياني الأورطي البطني هو التمزق الذي يقود إلى النزف الداخلي الذي يمكن أن يهدد الحياة. وكلما كان التمدد الشرياني كبيراً زاد خطر تعرضه للتمزق. أما العوارض الناتجة عن التمزق فهي: 

    •    أوجاع حادة مبرحة في البطن أو الصدر أو الظهر. 

    •    انتفاخ البطن، وظهور قساوة غير طبيعية فيه. 

    •    التعرق، والغثيان، والتقيؤ. 

    •    قصر التنفس، وتسارع في النبض، وانخفاض التوتر الشرياني. 

    •    الدوار وفقدان الوعي. 

ومن المضاعفات الأخرى للتمدد الشرياني تشكل الجلطات الدموية الصغيرة، التي يمكن لها أن تنزلق إلى قلب الشريان فتؤدي إما إلى انسداده جزئياً أو كلياً، أو أنها قد تسافر إلى أماكن أخرى محدثة أزمات وعائية في الكليتين أو الساقين أو الأصابع أو أجزاء

أخرى من البطن.

كيف يتم تشخيص التمدد الشرياني الأورطي البطني؟ 

إن معظم حالات إصابات التمدد الشرياني البطني تُرصد بالصدفة لدى إجراء فحوص لأسباب معينة أو لدى إجراء فحوص روتينية، على كل، وفي حال وجدت شكوك بالإصابة بالتمدد الشرياني الأورطي البطني، يعمد الطبيب إلى طلب الفحوص الضرورية مثل

تصوير البطن بالأمواج فوق الصوتية، والتصوير الطبقي، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وفي بعض الحالات النادرة قد يتم التصوير الملون للشريان.

ما العلاج؟

في شكل عام يمكن القول ان التمددات الشريانية التي يقل قطرها عن خمسة سنتميترات نادراً ما تتعرض للتمزق والانفجار، ويكتفى في هذه الحال بالمراقبة ومكافحة عوامل الخطر، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم. أما التمددات التي يبلغ عرضها من 5 إلى

5.5 سنتم فتحتاج لإصلاحها جراحياً إما بوضع رقعة، أو بوضع دعامة شريانية. 

هل يمكن الوقاية من التمدد الشرياني؟ 

إن خير ما يمكن عمله على هذا الصعيد هو الحفاظ على شرايين سليمة بقدر المستطاع وذلك من خلال مكافحة عوامل الخطر التي يمكن التحكم بها، وتشمل هذه، التوقف عن التدخين، وضبط مستوى ضغط الدم، وتقليل نسبة الكوليسترول والشحوم الأخرى في

الدم، وضبط مستوى سكر الدم، ومكافحة السمنة. وعند الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بالتمدد الشرياني الأورطي البطني ينصح بتصوير الشريان الأورطي البطني بالأمواج فوق الصوتية كل بضع سنوات.