حدثت خلال الفترة الماضية حالات من التسمم الغذائي في مناطق مختلفة في الأردن. فأولا حدثت 50 حالة تسمم في قرية امليح بالقرب من مادبا. وذكرت التقارير أن مسبب الحالات بكتيريا “الشيغلا”. وثانيا، حدثت حالة تسمم لعائلة في أحد فنادق البحر الميت شملت أربعة أفراد، وأدت الى وفاة طفل وأمه، وذكر بصورة غير رسمية بأن سبب الإصابة نوع من البكتيريا يعرف باسم بسيلس Bacillus، كما حدثت ثالثا إصابة عائلة من سبعة أفراد في الشونة الجنوبية بسبب شرب حليب غير معقم، ولم يذكر مسبب تسمم العائلة.

من المهم جدا في جميع حالات التسمم الغذائي أن يتم إجراء استقصاء وبائي لمعرفة الجرثومة أو المادة الكيمياوية المسببة للتسمم، حتى يتم في ما بعد اتخاذ الإجراءات الصحية الضرورية من الدوائر المختصة لتلافي حدوث المزيد من الإصابات بين السكان. ومن أهم الإجراءات هي مراقبة نظافة وسلامة وجبات الطعام التي تقدم أو تباع للمواطنين في أي مكان.

تشخيص حالات التسمم الغذائي:

يعرف المختصون بتشخيص الميكروبات المعدية في المختبرات ومعهم أطباء الصحة العامة وأطباء الأمراض المعدية والتسمم الكيماوي بأنه ليس من السهل أن تتم معرفة المسبب الحقيقي للتسمم الغذائي في الكثير من الحالات، وخاصة إذا لم يشترك في إجراء الفحوصات مختبرات مختصة وعدد من أهل الأختصاص.
كما يجب أن يساعد الأطباء المختصون في وبائيات الأمراض المعدية في دراسة كل حالة بدقة، وبمتابعة مصدر العدوى ومراحل المرض الخاصة لكل نوع من التسمم الغذائي، ليتم تأكيد النتيجة النهائية لمسبب الحالة. ومعروف علميا بأن الأعراض والعلامات السريرية لمسببات الغذاء الجرثومية تتشابه وتختلف في كثير من الحالات، وتحتاج أحيانا الى خبرة واسعة من الطبيب المعالج لتحديد نوع المسبب الحقيقي للمرض، وبعدها قد يتم مخبريا تشخيص نوع الجرثومة أو المادة الكيماوية إذا تم أخذ العينات المناسبة من المريض والطعام.

 

انتشار التسمم الغذائي بالميكروبات:

يعد التسمم الغذائي من أكثر الأمراض المعدية التي تنتشر في البلدان النامية والتي تشكو من نقص إمدادات مياه الشرب النقية وضعف في النظافة العامة. وهناك تقارير من منظمة الصحة العالمية تؤكد حدوث ملايين الحالات المرضية والوفيات سنويا نتيجة التسمم الغذائي في هذه البلدان. ومن المؤكد أن نسبة حالات التسمم التي تسجل رسميا في البلدان المختلفة لا تمثل سوى نسبة قليلة من عدد الحالات الحقيقة. والسبب أن نسبة كبيرة من الأشخاص يتعرضون أثناء حياتهم مرات عدة للإصابة بأنواع مختلفة من مسبيات التسمم الغذائي.

 

الحالة المرضية بالتسمم الغذائي:

تعد مجموعة الأعراض والعلامات المرضية التي تشتمل غالبا على بداية تقيؤ وإسهال ومغص باطني وغثيان خفيف الى شديد، وتظهر بعد تناول الطعام الملوث بها وخلال فترة 1-48 ساعة، وليس ضروريا أن تظهر جميع هذه الأعراض والعلامات عند كل شخص مصاب بالتسمم الغذائي وبالحدة نفسها. كما يلاحظ في حالات قليلة ارتفاع كبير بدرجة حرارة الجسم وصداع شديد ومضاعفات خطيرة تؤثر على الجهاز الهضمي والعصبي والتنفسي في جسم المصاب. وعادة تنتهي نسبة كبيرة من هذه الحالات، بأن يمرض الشخص لمدة 24 ساعة بأعراض بسيطة، ولا يحتاج الى زيارة طبيب أو أخذ أي علاج سوى تناول السوائل والراحة الجسدية.

 

مسببات التسمم الغذائي بالميكروبات المعدية:

هناك أنواع قليلة من البكتيريا المعدية تسبب معظم حالات التسمم أثناء نموها وتكاثرها في الغذاء أو الماء الملوث أو عند وصولها الى أمعاء الإنسان وتكاثرها هناك بعد تناول وجبات الغذاء أو الماء.

 

وأهمها الأنواع الآتية:

1. مجموعة سلمونيلا الالتهاب المعوي Salmonella، وهذه واسعة الانتشار في أمعاء الإنسان وجميع الحيوانات والطيور، ويسهل انتقالها إلى الإنسان بواسطة تلوث لحوم الدواجن والبيض والألبان في المزارع أو عن طريق تلوث أيدي العاملين والأدوات أثناء تحضير وجبات الطعام في المطاعم والبيوت أو من خلال تصنيع منتجات الألبان واللحوم الطازجة بطريقة غير نظيفة وصحية.

2. بكتيريا ستافلوكوكس الذهبية – S.aureus، ويكثر وجود هذه البكتيريا في مناطق مختلفة من جسم الإنسان وخاصة الأنف وثنايا الجلد والجروح، وتفرز بعض سلالاتها نوعا من الذيفان/ السم البكتيري المقاوم لدرجة غليان الماء (مائة درجة مئوية) ولمدة لا تقل عن 10 دقائق. وهذه البكتيريا تفرز الذيفان أثناء تكاثرها في أنواع الغذاء الغني بالملح والبروتينات، مثل وجبات الطعام التي تحتوي على اللحوم والأسماك ومشتقات الألبان والبقوليات مثل الحمص والفول والتي يتم حفظها بعد التحضير في مكان دافئ أو بدرجة عالية.

3) سلالات بكتيريا القولون التي تسبب الإسهالات – Escherichia coli، وهذه جزء من مجموعة بكتيريا القولون الطبيعية التي تستقر في أمعاء جميع البشر والحيوانات والطيور منذ الولادة، وتعد ضرورية للمحافظة على عمل الأمعاء بصورة طبيعية. ولكن على الجانب الآخر، تضم بكتيريا القولون سلالات تسبب أكثرها حالات إسهال وأحيانا تسمما غذائيا بسيطا نتيجة إفراز سموم في الأمعاء. ويشكو المريض غالبا منإسهال بسيط الى شديد ومغص باطني وبنسبة مئوية أقل تقيؤ وارتفاع بحرارة الجسم ولمدة لا تزيد على يومين، وتظهر الأعراض المرضية عند الأطفال الصغار أكثر منها عند الكبار.

ومنذ مطلع 1980 ظهرت سلالات عدة من بكتيريا القولون الشديدة السمية-الدموية، وهذه تسبب بداية إسهالات مائية-دموية، ومن ثم قد تنتقل مادة السم التي تفرزها من الأمعاء الى دم المريض والكلى وتسبب صدمة سمية دموية تؤدي الى عطل الكلي ووفاة المريض إذا لم تتم معالجته بسرعة في المستشفى. ومما يذكر أن هذه السلالات تنتشر بكثرة في أمعاء البقر، وقد تلوث أحيانا الحليب والخضراوات الورقية الطازجة، كما تلوث اللحوم المطحونة والتي تستعمل لتحضير أقراص الهمبورغر. ومما يذكر أن هذه السلالات الخطيرة انتشرت بشكل واسع مرات عدة في الكثير من الدول ومنها أميركا والدول الأوروبية واليابان، وأدت الى إمراض عشرات الآلاف ووفاة المئات. 

4) بكتيريا باسيلس سيريوس Bacillus cereus، تنتشر هذه البكتيريا بكثرة في التربة والغبار كونها تتميز بتكوين الأبواغ Spores المقاومة للجفاف لفترة طويلة أثناء وجودها في الطبيعة، كما أنها تقاوم درجة غليان الماء لفترة لا تقل عن نصف ساعة قبل أن تتلاشى. ولذلك يكثر تلوث محاصيل الأرز والبقوليات، وثم وجبات الطعام التي تحتوي على الأرز واللحوم والأسماك بهذه البكتيريا، وخاصة اذا لم يطبخ الطعام جيدا بدرجة حرارة عالية. وتحدث حالات التسمم بهذا النوع عندما تترك وجبات الطعام في مكان دافئ لساعات عدة أو يتم تناول الأرز المسلوق والسمك بشكل وجبات باردة؛ حيث تتكاثر هذه البكتيريا وتفرز الذيفان، وتؤدي إلى حالات تسمم غذائي تشبه لحد كبير في المظاهر المرضية ومدة الحاضنة حالات التسمم ببكتيريا ستفلوكوكس أوريس S.aureus 

وطبعا، هناك أنواع أخرى من الميكروبات المعدية التي تمثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والتي تسبب أحيانا حالات من التسمم الغذائي، ولكنها بالتأكيد أقل انتشارا من أنواع البكتيريا التي ذكرت أعلاه. وأما بكتيريا الشيغلا Shigella فتحدث في معظم الحالات إسهالات دموية خفيفة الى شديدة، وقلما تسبب حالات التسمم الغذائي المعروفة بأعراضها المرضية المميزة وتنتقل عادة عن طريق تلوث المياه والعصائر.

وفي حالة لم يستطع المختبر أن يكشف عن نوع البكتيريا التي يكثر عادة الإصابة فيها والتي ذكرت أعلاه، فيجب على المختبر أن يتصل بأحد المختبرات المختصة للمساعدة بالبحث عن باقي الأنواع الأقل انتشارا في عينات الطعام والدم والبراز عند المريض وحسب تشخيص الحالة المريضة. فالمعروف عالميا أن هناك مختبرات طبية عامة، وأخرى مختصة بتشخيص الأنواع الصعبة من الميكروبات والتي تحتاج إلى خبرة المختصين ووسائل مخبرية متقدمة. وفي الأحوال كافة يجب في بعض حالات التسمم التي تنتهي بالوفاة أو إصابة عشرات الأشخاص أن يتم تأكيد النتيجة من مختبرين معروفين بخبرتهما في مجال تشخيص الميكروبات أو السموم الكيميائية.
 

 

الوقاية من التسمم الغذائي

 
أفضل الوسائل لمنع انتشار حالات التسمم الغذائي في المجتمعات المدنية، أن تقوم أولا الدوائر الصحية المختصة بصورة مستمرة بمراقبة ذبح وتنظيف وحفظ أنواع اللحوم كافة في المسالخ، وثانيا مراقبة بيع المواد الغذائية الطازجة من منتجات الألبان والعصائر واللحوم، وثالثا مراقبة نظافة المطاعم والعاملين فيها وسلامة المياه المستعملة، وتأكيد ضرورة حفظ الأغذية المعدة للأكل دائما في الثلاجات الصالحة والتي يجب أن لا تزيد درجة حرارتها الداخلية على ثلاث درجات مئوية.

وقد أحسن وزير الصحة الأردني، بتكوين لجنة خاصة من أعضاء في وزارة الصحة ومن بعض الجامعات الأردنية، لدراسة الأسباب الحقيقية لحالة تسمم العائلة ووفاة الأم وابنها، وخاصة أن الأردن بلد سياحي واعد، ويجب أن يحافظ على أعلى درجات السلامة والنظافة في المطاعم والفنادق كافة. ومما يذكر في هذا الشأن، أن مجلس النواب الأميركي عقد يوم أمس جلسة مناقشة عامة حول وفاة ممرضة بسبب إصابتها بفيروس إيبولا أثناء العمل في رعاية مريض بالفيروس، واشترك في المناقشة عدد من أعضاء المجلس ورئيس مركز مراقبة الأمراض المعدية ورئيس معهد الصحة الأميركي وعدد من المختصين بالأمراض المعدية، وذلك لمعرفة أسباب إصابة الممرضة رغم كل إجراءات الوقاية التي نفذت في المستشفى، وناقشوا أيضا كيفية منع حدوث إصابات جديدة بالفيروس في أميركا. وقدم تم نقل جلسة المناقشة العامة عبر محطات التلفزة ليطلع عليها الجمهور الأميركي كنوع من الشفافية والتثقيف الضروري لمقاومة انتشار فيروس إيبوبلا.

حدثت خلال الفترة الماضية حالات من التسمم الغذائي في مناطق مختلفة في الأردن. فأولا حدثت 50 حالة تسمم في قرية امليح بالقرب من مادبا. وذكرت التقارير أن مسبب الحالات بكتيريا “الشيغلا”. وثانيا، حدثت حالة تسمم لعائلة في أحد فنادق البحر الميت شملت أربعة أفراد، وأدت الى وفاة طفل وأمه، وذكر بصورة غير رسمية بأن سبب الإصابة نوع من البكتيريا يعرف باسم بسيلس Bacillus، كما حدثت ثالثا إصابة عائلة من سبعة أفراد في الشونة الجنوبية بسبب شرب حليب غير معقم، ولم يذكر مسبب تسمم العائلة.

من المهم جدا في جميع حالات التسمم الغذائي أن يتم إجراء استقصاء وبائي لمعرفة الجرثومة أو المادة الكيمياوية المسببة للتسمم، حتى يتم في ما بعد اتخاذ الإجراءات الصحية الضرورية من الدوائر المختصة لتلافي حدوث المزيد من الإصابات بين السكان. ومن أهم الإجراءات هي مراقبة نظافة وسلامة وجبات الطعام التي تقدم أو تباع للمواطنين في أي مكان.

تشخيص حالات التسمم الغذائي:

يعرف المختصون بتشخيص الميكروبات المعدية في المختبرات ومعهم أطباء الصحة العامة وأطباء الأمراض المعدية والتسمم الكيماوي بأنه ليس من السهل أن تتم معرفة المسبب الحقيقي للتسمم الغذائي في الكثير من الحالات، وخاصة إذا لم يشترك في إجراء الفحوصات مختبرات مختصة وعدد من أهل الأختصاص.
كما يجب أن يساعد الأطباء المختصون في وبائيات الأمراض المعدية في دراسة كل حالة بدقة، وبمتابعة مصدر العدوى ومراحل المرض الخاصة لكل نوع من التسمم الغذائي، ليتم تأكيد النتيجة النهائية لمسبب الحالة. ومعروف علميا بأن الأعراض والعلامات السريرية لمسببات الغذاء الجرثومية تتشابه وتختلف في كثير من الحالات، وتحتاج أحيانا الى خبرة واسعة من الطبيب المعالج لتحديد نوع المسبب الحقيقي للمرض، وبعدها قد يتم مخبريا تشخيص نوع الجرثومة أو المادة الكيماوية إذا تم أخذ العينات المناسبة من المريض والطعام.

 

انتشار التسمم الغذائي بالميكروبات:

يعد التسمم الغذائي من أكثر الأمراض المعدية التي تنتشر في البلدان النامية والتي تشكو من نقص إمدادات مياه الشرب النقية وضعف في النظافة العامة. وهناك تقارير من منظمة الصحة العالمية تؤكد حدوث ملايين الحالات المرضية والوفيات سنويا نتيجة التسمم الغذائي في هذه البلدان. ومن المؤكد أن نسبة حالات التسمم التي تسجل رسميا في البلدان المختلفة لا تمثل سوى نسبة قليلة من عدد الحالات الحقيقة. والسبب أن نسبة كبيرة من الأشخاص يتعرضون أثناء حياتهم مرات عدة للإصابة بأنواع مختلفة من مسبيات التسمم الغذائي.

 

الحالة المرضية بالتسمم الغذائي:

تعد مجموعة الأعراض والعلامات المرضية التي تشتمل غالبا على بداية تقيؤ وإسهال ومغص باطني وغثيان خفيف الى شديد، وتظهر بعد تناول الطعام الملوث بها وخلال فترة 1-48 ساعة، وليس ضروريا أن تظهر جميع هذه الأعراض والعلامات عند كل شخص مصاب بالتسمم الغذائي وبالحدة نفسها. كما يلاحظ في حالات قليلة ارتفاع كبير بدرجة حرارة الجسم وصداع شديد ومضاعفات خطيرة تؤثر على الجهاز الهضمي والعصبي والتنفسي في جسم المصاب. وعادة تنتهي نسبة كبيرة من هذه الحالات، بأن يمرض الشخص لمدة 24 ساعة بأعراض بسيطة، ولا يحتاج الى زيارة طبيب أو أخذ أي علاج سوى تناول السوائل والراحة الجسدية.

 

مسببات التسمم الغذائي بالميكروبات المعدية:

هناك أنواع قليلة من البكتيريا المعدية تسبب معظم حالات التسمم أثناء نموها وتكاثرها في الغذاء أو الماء الملوث أو عند وصولها الى أمعاء الإنسان وتكاثرها هناك بعد تناول وجبات الغذاء أو الماء.

 

وأهمها الأنواع الآتية:

1. مجموعة سلمونيلا الالتهاب المعوي Salmonella، وهذه واسعة الانتشار في أمعاء الإنسان وجميع الحيوانات والطيور، ويسهل انتقالها إلى الإنسان بواسطة تلوث لحوم الدواجن والبيض والألبان في المزارع أو عن طريق تلوث أيدي العاملين والأدوات أثناء تحضير وجبات الطعام في المطاعم والبيوت أو من خلال تصنيع منتجات الألبان واللحوم الطازجة بطريقة غير نظيفة وصحية.

2. بكتيريا ستافلوكوكس الذهبية – S.aureus، ويكثر وجود هذه البكتيريا في مناطق مختلفة من جسم الإنسان وخاصة الأنف وثنايا الجلد والجروح، وتفرز بعض سلالاتها نوعا من الذيفان/ السم البكتيري المقاوم لدرجة غليان الماء (مائة درجة مئوية) ولمدة لا تقل عن 10 دقائق. وهذه البكتيريا تفرز الذيفان أثناء تكاثرها في أنواع الغذاء الغني بالملح والبروتينات، مثل وجبات الطعام التي تحتوي على اللحوم والأسماك ومشتقات الألبان والبقوليات مثل الحمص والفول والتي يتم حفظها بعد التحضير في مكان دافئ أو بدرجة عالية.

3) سلالات بكتيريا القولون التي تسبب الإسهالات – Escherichia coli، وهذه جزء من مجموعة بكتيريا القولون الطبيعية التي تستقر في أمعاء جميع البشر والحيوانات والطيور منذ الولادة، وتعد ضرورية للمحافظة على عمل الأمعاء بصورة طبيعية. ولكن على الجانب الآخر، تضم بكتيريا القولون سلالات تسبب أكثرها حالات إسهال وأحيانا تسمما غذائيا بسيطا نتيجة إفراز سموم في الأمعاء. ويشكو المريض غالبا منإسهال بسيط الى شديد ومغص باطني وبنسبة مئوية أقل تقيؤ وارتفاع بحرارة الجسم ولمدة لا تزيد على يومين، وتظهر الأعراض المرضية عند الأطفال الصغار أكثر منها عند الكبار.

ومنذ مطلع 1980 ظهرت سلالات عدة من بكتيريا القولون الشديدة السمية-الدموية، وهذه تسبب بداية إسهالات مائية-دموية، ومن ثم قد تنتقل مادة السم التي تفرزها من الأمعاء الى دم المريض والكلى وتسبب صدمة سمية دموية تؤدي الى عطل الكلي ووفاة المريض إذا لم تتم معالجته بسرعة في المستشفى. ومما يذكر أن هذه السلالات تنتشر بكثرة في أمعاء البقر، وقد تلوث أحيانا الحليب والخضراوات الورقية الطازجة، كما تلوث اللحوم المطحونة والتي تستعمل لتحضير أقراص الهمبورغر. ومما يذكر أن هذه السلالات الخطيرة انتشرت بشكل واسع مرات عدة في الكثير من الدول ومنها أميركا والدول الأوروبية واليابان، وأدت الى إمراض عشرات الآلاف ووفاة المئات. 

4) بكتيريا باسيلس سيريوس Bacillus cereus، تنتشر هذه البكتيريا بكثرة في التربة والغبار كونها تتميز بتكوين الأبواغ Spores المقاومة للجفاف لفترة طويلة أثناء وجودها في الطبيعة، كما أنها تقاوم درجة غليان الماء لفترة لا تقل عن نصف ساعة قبل أن تتلاشى. ولذلك يكثر تلوث محاصيل الأرز والبقوليات، وثم وجبات الطعام التي تحتوي على الأرز واللحوم والأسماك بهذه البكتيريا، وخاصة اذا لم يطبخ الطعام جيدا بدرجة حرارة عالية. وتحدث حالات التسمم بهذا النوع عندما تترك وجبات الطعام في مكان دافئ لساعات عدة أو يتم تناول الأرز المسلوق والسمك بشكل وجبات باردة؛ حيث تتكاثر هذه البكتيريا وتفرز الذيفان، وتؤدي إلى حالات تسمم غذائي تشبه لحد كبير في المظاهر المرضية ومدة الحاضنة حالات التسمم ببكتيريا ستفلوكوكس أوريس S.aureus 

وطبعا، هناك أنواع أخرى من الميكروبات المعدية التي تمثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والتي تسبب أحيانا حالات من التسمم الغذائي، ولكنها بالتأكيد أقل انتشارا من أنواع البكتيريا التي ذكرت أعلاه. وأما بكتيريا الشيغلا Shigella فتحدث في معظم الحالات إسهالات دموية خفيفة الى شديدة، وقلما تسبب حالات التسمم الغذائي المعروفة بأعراضها المرضية المميزة وتنتقل عادة عن طريق تلوث المياه والعصائر.

وفي حالة لم يستطع المختبر أن يكشف عن نوع البكتيريا التي يكثر عادة الإصابة فيها والتي ذكرت أعلاه، فيجب على المختبر أن يتصل بأحد المختبرات المختصة للمساعدة بالبحث عن باقي الأنواع الأقل انتشارا في عينات الطعام والدم والبراز عند المريض وحسب تشخيص الحالة المريضة. فالمعروف عالميا أن هناك مختبرات طبية عامة، وأخرى مختصة بتشخيص الأنواع الصعبة من الميكروبات والتي تحتاج إلى خبرة المختصين ووسائل مخبرية متقدمة. وفي الأحوال كافة يجب في بعض حالات التسمم التي تنتهي بالوفاة أو إصابة عشرات الأشخاص أن يتم تأكيد النتيجة من مختبرين معروفين بخبرتهما في مجال تشخيص الميكروبات أو السموم الكيميائية.
 

 

الوقاية من التسمم الغذائي

 
أفضل الوسائل لمنع انتشار حالات التسمم الغذائي في المجتمعات المدنية، أن تقوم أولا الدوائر الصحية المختصة بصورة مستمرة بمراقبة ذبح وتنظيف وحفظ أنواع اللحوم كافة في المسالخ، وثانيا مراقبة بيع المواد الغذائية الطازجة من منتجات الألبان والعصائر واللحوم، وثالثا مراقبة نظافة المطاعم والعاملين فيها وسلامة المياه المستعملة، وتأكيد ضرورة حفظ الأغذية المعدة للأكل دائما في الثلاجات الصالحة والتي يجب أن لا تزيد درجة حرارتها الداخلية على ثلاث درجات مئوية.

وقد أحسن وزير الصحة الأردني، بتكوين لجنة خاصة من أعضاء في وزارة الصحة ومن بعض الجامعات الأردنية، لدراسة الأسباب الحقيقية لحالة تسمم العائلة ووفاة الأم وابنها، وخاصة أن الأردن بلد سياحي واعد، ويجب أن يحافظ على أعلى درجات السلامة والنظافة في المطاعم والفنادق كافة. ومما يذكر في هذا الشأن، أن مجلس النواب الأميركي عقد يوم أمس جلسة مناقشة عامة حول وفاة ممرضة بسبب إصابتها بفيروس إيبولا أثناء العمل في رعاية مريض بالفيروس، واشترك في المناقشة عدد من أعضاء المجلس ورئيس مركز مراقبة الأمراض المعدية ورئيس معهد الصحة الأميركي وعدد من المختصين بالأمراض المعدية، وذلك لمعرفة أسباب إصابة الممرضة رغم كل إجراءات الوقاية التي نفذت في المستشفى، وناقشوا أيضا كيفية منع حدوث إصابات جديدة بالفيروس في أميركا. وقدم تم نقل جلسة المناقشة العامة عبر محطات التلفزة ليطلع عليها الجمهور الأميركي كنوع من الشفافية والتثقيف الضروري لمقاومة انتشار فيروس إيبوبلا.