الملوثات الكيميائية خطر على خصوبة الرجال

الملوثات البيئية الموجودة في المنزل والنظام الغذائي مسؤولان عن تدهور الخصوبة عند الرجال، بل وحتى عند الكلاب المنزلية. حيث تفيد العديد من الأبحاث والدراسات الحديثة أن خصوبة الرجال أصبحت في تراجع مقارنة بالأجيال السابقة، ويتمثل إنخفاض الخصوبة في أكثر صوره مأساوية في هبوط أعداد الحيوانات المنوية عند الرجال، في جميع أنحاء العالم تقريباً، وتصل لحوالي النصف في بعض الحالات أو قد تقل. أحد الأسباب فيما يحدث من تدهور في الخصوبة عند الرجال يرجع إلى التلوث بكل أنواعه وكذلك للنظام الغذائي.

في بحث جديد أجراه علماء من كلية الطب البيطري والعلوم في جامعة نوتينجهام بالمملكة المتحدة، ونُشرت نتائجه في مجلة “ساينتيفيك ريبورتس Scientific Reports ” مارس 2019، كشفت نتائجه عن وجود ملوثات في بيئة المنازل التي يعيش فيها الأفراد وكذلك أماكن العمل، بما يؤثر سلباً على خصوبة الذكور البالغين وكذلك على الحيوانات الأليفة الموجودة في المنازل مثل الكلاب التي تعيش مع الإنسان.

كشفت النتائج أنه كلما تعرض الأشخاص فترة أطول للجزيئات المتناهية في الصغر والتي تنطلق في صورة ملوثات وخاصة من بعض المواد الكيميائية التي يقوم الإنسان بتصنيعها مثل البلاستيسزرPlasticizer DEHP وهي (Diethylhexyl Phthalate ) تلك المادة تدخل في صناعة الأشياء الأساسية التي توجد غالباً في معظم المنازل مثل السجاد والأسقف والأرضيات والأسلاك والملابس ولعب الاطفال، وفرش التنجيد، وتوجد كذلك في الكيماويات الصناعية والتي تسمى عديدة الكلورين ثنائي الفينيل Polychlorinated Biphenyl 153 ومعروفة إختصاراً بـ PCB 153 وهي محظورة عالمياً، إلا أن آثارها موجودة في البيئة المحيطة وتوجد حتى في الطعام. تلك الملوثات أثبتت نتائج تلك الدراسة أن لها تأثير مدمر على الحيوانات المنوية في الرجال، في صورة إنخفاض في كفاءة وحركة وكذلك حيوية الحيوان المنوي، إضافة إلى إحداث تشظي في المادة النووية “دي إن إيه DNA” بما قد يسبب حدوث طفرات أوتشوهات فيها ومن ثمّ تصبح غير قادرة وغير صالحة للإخصاب، ويصل العطب فيها إلى معدل النصف 50% أو أكثر مقارنة بالسليمة.

أوضحت النتائج أيضاً أن التأثير المدمر للملوثات السابق ذكرها يعتمد في الأساس على كمية الملوثات التي يتعرض لها الأفراد من خلال الفترة التي يمكث فيها ملاصقاً لها، كما يعتمد أيضاً على المنطقة التي توجد بها البيوت، وكذلك على نوعية الأنشطة الصناعية ووجود مساحات خضراء فيها، وكلما إرتفعت معدلات التلوث زادت مخاطر تدهور الخصوبة عند الرجال، والتي قد تصل في بعض الأحيان للعقم. كما أشار الباحثون إلى أن الكلاب تعتبر نماذج مثالية يمكن القياس عليها عند عمل دراسات في المستقبل، والتي تعطي مؤشر على علاقة الملوثات التي يتعرض لها الإنسان وتأثيرها على الخصوبة وكذلك على الصحة العامة.

يبدو أن ذكاء وعبقرية المرأة المصرية والعربية بالعموم يظهر في إثنين من الأمثال الفكاهية على الرجال وهما: “جنازة بتار ولا قعدة الراجل في الدار”، والمثل الثاني “قعدة الدودة في الغيط ولا قعدة الراجل في البيت”. ونقرأ فيهما كما لو أن (الستات) لم يخشين جلوس الرجال في البيت تجنباً للشجار وطلباتهم التي لا تنتهي إضافة إلى حشريتهم فيما يخص أمور الزوجات، فكانوا فيدفعونهم للحركة والحيوية والخروج وخاصة بعد خروجهم على المعاش، فقط بل أيضاً خوفاً على صحتهم وخصوبتهم. فتحية لكل للزوجات على إرهاصاتهن ورؤاهن العلمية والمستقبلية.

المصدر:
http://arsco.org/article-detail-1384-2-0