إنتشار كبير لنسخ كورونا المتحورة … وتحدي اللقاحات

زيادة كبيرة حول العالم في حالات كوفيد-19 ويبدو كما لو أنها بداية للموجة الثالثة، حيث ارتفاع كبير في عدد الإصابات التي تم رصدها، والسبب هو ظهور ثلاث نسخ متحورة من سلالة فيروس كورونا المستجد، والتي من خصائصها انتشار أكثر ومعها زيادة ملحوظة في نسبة الوفيات مقارنة بنسخة الفيروس التي ظهرت أولاً وتسببت في جائحة كوفيد-19.

دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة إكسيتر Exeter وجامعة بريستول ونشرت 10 مارس الحالي2021 في بريتش ميديكال جورنال British Medical Journal كشفت نتائجها عن انتشار واسع لنسخة الفيروس المتحورة البريطانية B.1.1.7 حيث تم رصدها في أكثر من 50 دولة في العالم، وترواحت نسبة الوفيات فيها من 30-100%، مما ينبئ بعواقب سيئة ما لم يتم التعامل مع نسخ الفيروس المتحورة الثلاثة (البريطانية والجنوب إفريقية B.1.351 والبرازيلية B.1.1.248 or P.1) بإهتمام أكبر، لأنها إضافة إلى انتشارها الكبير فهي أيضاً تمثل عقبة أمام فعالية الأدوية ولقاحات كوفيد-19 الحالية.

دراسة أخرى من مركز إيرفنج الطبي بجامعة كولومبيا نُشرت 8 مارس الحالي 2021 في مجلة نيتشر Nature أشارت إلى تراجع في فعالية الأجسام المضادة وحيدة النسيلة وكذا لقاحات كوفيد-19 الحالية أمام نسخة فيروس كورونا المستجد البريطانية والجنوب أفريقية الأمر الذي ترتب عليه زيادة ملحوظة في عدد حالات الإصابة للأشخاص للمرة الثانية والذين أصيبوا من قبل وتعافوا من كوفيد-19.

ركزت تلك الدراسة على فعالية لقاح نوفافاكس تجاه النسخ الجديدة المتحورة من فيروس كورونا المستجد SARS-CoV-2، وكانت الشركة المنتجة قد أعلنت عن فعاليتة والتي وصلت 90%، لكنها تراجعت إلي 48,4% ضد نسخة الفيروس الجنوب أفريقية، هذا فضلاً عن نقصان وصل للضعفين في فعالية الأجسام المضادة للفيروس المأخوذة من الذين تلقوا لقاح فايزر-بيونتك أو مودرنا أمام نسخة الفيروس البريطانية المتحورة، وسجلت فعالية تلك اللقاحات هبوط كبير في فعاليتها وصل إلى 6,5-8,5 مرات أمام النسخة الجنوب أفريقية.

وخلص فريق البحث إلى أنه ونظراً لما حدث من طفرات في بروتين أشواك فيروس كورونا المستجد، هذا البروتين الذي يمثل هدف استراتيجي تعمل عليه معظم الأدوية واللقاحات والتي تجيزها هيئة الغذاء والدواء FDA لعلاج كوفيد-19 أو لتلقيح الأشخاص، وقد تم رصد ثماني طفرات في أشواك بروتين النسخة البريطانية وتسع طفرات في النسخة الجنوب أفريقية، والتي ترتب عليها نقص 11 مرة في كفاءة الأجسام المضادة بالسيرم المأخوذ من المتعافين من كوفيد-19 أمام النسخة الجنوب أفريقية، وأربع مرات أمام النسخة البريطانية.

وقد كشفت دراسة سبق أن نُشرت 4 مارس 2021 في مجلة نيتشر ميديسين Nature Medicine عن تراجع في مستوى الأجسام المضادة وكذا فعاليتها عشر مرات أمام نسخ الفيروس الثلاث المتحورة ومن ثم فإنها تصبح غير كافية لحماية الأشخاص سواء المتعافين أو الذين حقنوا بلقاح فايزر من الإصابة بالفيروس، حيث تطلب تركيز الأجسام المضادة 3,5-10 مرات للتغلب على نسختي فيروس كورونا المستجد الجديدة الجنوب أفريقية والبرازيلية، بينما حققت النتائج نجاح الأجسام المضادة مع النسخة البريطانية.

وأوضح فريق البحث في تلك الدراسة أن أغلب الإختلاف بين النسخ الثلاث الجديدة للفيروس يرجع إلى تغيير في حمض أميني واحد لبروتين أشواك الفيروس، وأطلق عليه E484K، وقد وجد في نسخة الفيروس الجنوب أفريقية والبرازيلية، ولم يتواجد في النسخة البريطانية، الأمر الذي يوجب على شركات إنتاج الأدوية واللقاحات أن تسعى في تغييرها كي تلاحق وتتكيف مع ما يحدث من طفرات وظهور صور أو نسخ جديدة من فيروس كورونا المستجد.

المصدر:https://arsco.org/article-detail-1882-2-0