يعرف اختبار الذكاء IQ) test) بأنه أسلوب لقياس الذكاء. أي أنه فحص يستنتج منه رقم يهدف إلى قياس القدرات المعرفية للشخص في ما يتعلق بفئته العمرية. وهذا يعني أشياء كثيرة لكثير من الناس، ولكن، عموما، هذا الاختبار يقيس سرعة الفهم العقلي، أو ما يسمى ب “رشاقة العقل”.

ويذكر أنه كثيرا ما يتم الخلط بين الذكاء والمعرفة والحكمة والذاكرة وغير ذللك من الصفات. ولكن، وبشكل عام، فإن هذا الاختبار يمتلك العديد من المعاني اعتمادا على السياق الذي يتم استخدامه به.

الذكاء مصطلح يشير عادة إلى محاولة لقياس الرشاقة العقلية للشخص. وهناك العديد من اختبارات الذكاء القياسية المستخدمة في جميع أنحاء العالم. ويعد الشخص الذي يحصل على علامة ما بين ال 90 و 110 متوسط الذكاء. أما من يحصل على أكثر من 120، فيعد متفوقا. ومن يحصلون على نتيجة أقل من 70 فقد يشير ذلك إلى أن لديهم مشاكل في فهم الأسئلة أو التخلف. أما من يحصل على درجة تزيد عن ال 130، فذلك شير إلى أنه شخص موهوب. ولكن بعض الاختبارات تعطي قيماً عددية مختلفة، حيث يتم تحويل الرقم من اختبار لآخر بطريقة مشابهة لتلك  التي يتم من خلالها تحويل درجات الحرارة من فهرنهايت إلى مئوية أو العكس.

وينقسم اختبار الذكاء إلى الأجزاء التالية:

● القدرات اللفظية، فوجود مفردات واسعة لدى الشخص يعد مؤشراً جيداً على الذكاء اللفظي.

تقيس اختبارات الذكاء القدرات اللفظية من خلال الأسئلة التي تغطي المفردات وأوجه الشبه بين الكلمات والمفاهيم فضلاً عن فهم مادة مكتوبة والمترادفات والمتضادات والألغاز اللفظية، منها أوجه التشابه والاختلاف بين الأشياء، والذاكرة على المدى القصير، منها القدرة على تذكر سلسلة من الأرقام أو الكلمات.

● القدرات الرياضية، فالشخص ذو القدرات الرياضية العالية ﻻ يقوم بتأدية الحسابات الأساسية فحسب، وإنما يقوم أيضا بحساب مفاهيم أكثر تقدماً. اختبارات الذكاء تقيس المهارات الرياضية من خلال الأسئلة التي تتطلب ملء رقم في تسلسل من الأرقام والعمل مع الأشكال الهندسية وفك الألغاز الرياضية. بعض الاختبارات تقيس التفكير التحليلي مع مشاكل الكلمة التي يجب أن تحسب عقليا.

● القدرات المكانية، والتي تقوم بقياس القدرة على التصور العقلي والتلاعب بالأشياء ثلاثية الأبعاد. ويذكر أنه، في بعض الأحيان، عندما يجرى هذا الاختبار للطفل، فإنه يطلب منه التلاعب بأشكال مادية. أما عندما يتم اﻻختبار ضمن مجموعة، فإن هذه الأشكال تظهر على صفحة ويطلب ممن يتم اختباره باختيار الجواب الصحيح الذي يصور الطريقة التي سيبدو بها الشكل إن تم التلاعب به بطريقة ما. كما وقد يتم اختبار القدرة على كيفية ظهور الشكل بعد إعادة تركيبه.

● القدرات المنطقية، فقدرة الشخص على التفكير باستخدام المنطق هو مقياس للذكاء كونه يحدد مدى القدرة على استقراء أو استنتاج معرفة إضافية بناءً على معلومات ومعطيات. ولقياس التفكير المنطقي، يتم طرح كمية معينة من المعلومات، ومن ثم يطلب من الشخص تقديم بيانات إضافية أو استخلاص النتائج من المعلومات المقدمة.

 

ويشار إلى أن أعلى معدل للذكاء هو 228، وذلك وفقا لكتاب غينيس للأرقام القياسية. هذه النتيجة تعود إلى ‘أذكى’ شخص في العالم، وهي مارلين فوس سافانت، والتي سجلته عندما كان عمرها عشرة أعوام. وهذا من شأنه، وفقا لبحث أجري مؤخراً، أن يتوافق مع حوالي 185 لدى شخص بالغ، غير أن بطل الشطرنج بوبي فيشر قد تجاوزه بالحصول على 187، وكيم اونغ يونغ بالحصول على أكثر من 200.

 

أما السؤال هنا، فهل يقوم مقياس الذكاء بقياس الذكاء بالفعل؟ وللرد على هذا السؤال نحتاج أولاً للإجابة على سؤال واحد: ما هو الذكاء؟ المشكلة هنا أنه لا يمكنك قياس ما يمكنك بالكاد تحديده. فالذكاء لم يتم تحديده بشكل كاف. وبالتالي لا أحد يعرف ما يفترض أن يقيسه اختبار الذكاء بشكل محدد. وعلى الرغم من كل هذا، فإن هذا الاختبار يقوم بتحديد مستقبل الآلاف من الأطفال والموظفين عبر نتائجه، وذلك لأنه يمتلك حصة جيدة من الدقة.

ومن الجدير بالذكر أن اختبار الذكاء قد بدأ بمقياس يعرف بمقياس ببينيه، والذي كان يهدف إلى أمر واحد، وهو تحديد الأطفال في المدرسة الذين يحتاجون إلى تعليم خاص للحد من تدني مستواهم الدراسي.

ويشار إلى أن مقياس الذكاء لم يكن مصمما في السابق لقياس الذكاء. أما في وقت لاحق، وبعد إجراء العديد من التعديلات عليه، فقد حصلت اختبارات الذكاء على شعبية كبيرة بين الناس، وكذلك في الدوائر الحكومية. وفي عام 1989، قامت الأكاديمية الأمريكية لتقدم العلوم بإدراج اختبار الذكاء بين أهم الاكتشافات العلمية في القرن العشرين، وذلك إلى جانب الانشطار النووي والحمض النووي DNA.