على الرغم من أن التجاعيد تعرف أحيانا بخطوط الابتسام، إلا أن ذلك لا يروي القصة الكاملة حول كيفية تسبب الابتسام بظهور التجاعيد.

فالخطوط التي تظهر على زوايا العيون وفي منطقة الخد تظهر قبل سن الشيخوخة بفترة طويلة.

كما وأن هذه العلامات تكون أعمق وأكثر وضوحا من التجاعيد في أي مكان آخر على الوجه أو الجسم.

لذلك، فمن الواضح أن تعابير الوجه هي عامل مهم في ظهور التجاعيد.

ولكن، لتظهر التجاعيد، يجب أن تتوفر عوامل عديدة، منها فقدان الجلد لمرونته وكثرة تعرضه لأشعة الشمس.

ويذكر أن بشرة صغار السن تكون سلسة لأنها لم تواجه العناصر التي تسبب التغيرات في وظيفة خلايا الجلد.

فالجلد الشاب يحتوي على المستوى الأمثل من الكولاجين، وهو البروتين الهيكلي الذي يساعد الجلد في الحفاظ على شكله. كما ويحتوي الجلد الشاب على الإيلاستين والبروتينات التي تعطي الجلد مرونته.

أما مع تقدم السن، فإن الجلد يصبح أقل إنتاجا للزيوت، ما يجعله أكثر حفافا. والأهم من ذلك، فإن الأدمة، وهي طبقة الجلد الداخلية، تصبح أرق بسبب التغيرات الهرمونية. كما وتصبح حركة الدورة الدموية أبطأ.

ويشار إلى أن التجاعيد والترهلات تكون أقل وضوحا بكثير إن كان هناك طبقة من الدهون تحت الجلد. فالأطفال لديهم كميات وفيرة من الدهون. ولكن مع التقدم السن، تقل طبقة الدهون الطبيعية، وخاصة في الوجه. وتعد مناطق العين والخد المناطق الأكثر عرضة لإظهار التجاعيد.

ولكن، لحسن الحظ، هناك عامل لظهور التجاعيد يمكن التحكم به، وهو التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية. فهذا يعد، في الواقع، السبب رقم واحد لظهور التجاعيد. وهذا بحسبما ذكره طبيب الأمراض الجلدية مارك غلاشوفر الذي أضاف أنه عند ازدياد تسرب أشعة الشمس للجلد، فإن المزيد من الأنسجة الضامة تنهار. الأمر الذي يفضي إلى أن يصبح الجلد أقل مرونة، ما يسبب ظهور التجاعيد.

لهذا السبب، نصح الطبيب غلاشوفر وطبيب الأمراض الجلدية أنتوني روسي، وهو من مركز
Memorial Sloan Kettering Cancer Center
باستخدام المستحضرات الواقية من الشمس يوميا. كما وينصح باستخدامها واستخدام الأساليب الأخرى للوقاية من الشمس، منها ارتداء الأكمام الكاملة والسراويل على مدار العام. فحتى في الأيام الغائمة، فإن أشعة الشمس تعبر الغيوم.

كما ونصح كلا الطبيبين بالحفاظ على رطوبة الجلد، وذلك بشرب الكثير من الماء. ويقول الطبيب روسي أن الماء هو العنصر الرئيسي للأدمة، وهي طبقة من الجلد تضم العديد من البروتينات الهيكلية التي تبقي الجلد شابا.

ويقترح أيضا استخدام المستحضرات المرطبة للجلد كونها تحبس الماء في البشرة.

ويذكر أيضا أن هناك عادات أخرى يمكن التحكم بها للتخفيف من التجاعيد، منها الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول. فالتدخين والكحول يحولان دون تشكيل الكولاجين ويبطئان من التئام الجلد. كما ويشجعان على تكوين التجاعيد.

سوء التغذية أيضا يسرع شيخوخة الجلد عن طريق حرمان خلايا الجلد من مضادات الأكسدة والمواد المغذية الأخرى التي تحمي البشرة من عوامل الشيخوخة.

 

أما الخلاصة، فهي أن الابتسام يساعد بالفعل على ظهور التجاعيد، حاله كحال غيره من تعبيرات الوجه التي تتضمن الكشرة. ولكن الضحك يقلل من الضغط النفسي ويعزز مناعة الجسم. وقد علق الطبيب غلاشوفر على ذلك بأنه لا ينصح أبدا بالحد من الابتسام والضحك، فهما نعمتان يجب عدم التخلي عنهما.