أثبتت أجهزة الكمبيوتر اللوحية حقاً فعاليتها من حيث كونها تستهوي الاشخاص من جميع الأعمار، فكما تساعد الطلاب و الباحثين في الدراسة و تصفح المحاضرات وغيرها؛ توفر الكثير من ساعات المرح لهواة الألعاب والترفيه، حيث تقدم لهم إمكانية تجربة الألعاب الجديدة، فضلا عن كونها وسيلة ممتعة لمشاهدة الأفلام و غير ذلك العديد، كل ذلك في الوقت الذي يحدده المستخدم وفي الأجواء التي يكون بها مرتاحا.
وينطبق الأمر ذاته على الهوتف الذكية، فهي رقيقة جدا وخفيفة الحمل وتأخذ مساحة صغيرة جدا، إذ يمكن وضعها في الجيب. وهي مهمة، خصوصا بالنسبة لأولئك الذين يسافرون كثيرا لعملهم. فالتنقل قد أصبح الآن جانبا مهما في حياة الناس. وهذا يكاد يكون من المستحيل مع جهاز كمبيوتر سطح المكتب أو الكمبيوتر المحمول، فهي ضخمة وثقيلة، وخاصة إن احتاج المستخدم حقيبة منفصلة لتخزينها هي وجميع الأجهزة الطرفية والأسلاك اللازمة الملحقة بها.
ولكن، على الرغم من هذه الإيجابيات، إلا أنه ﻻ يمكن إنكار الجوانب السلبية لهذه الأجهزة، منها تأثيرها على الصحة.
دراسة جديدة تشير إلى إحدى هذه الجوانب السلبية، حيث أفادت الدراسة التي نُشرت في مجلة (BMJ Open)  أنّ مقدار الوقت الذي يقضيه من هم في سن المراهقة أمام التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر قد يؤثر على صحة عظامهم.
قام الفريق بمسح 961 من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15-17 عاماً من النرويج.
طُلب من المراهقين الإفادة عن مقدار الوقت الذي يتم قضاؤه في استخدام أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أو مشاهدة التلفزيون والأفلام في عطلة نهاية الأسبوع وخارج ساعات المدرسة خلال الأسبوع.
وأفادوا أيضاً عن تناول التبغ والكحول ، وأكملوا الاستبيان الخاص بالطعام وتفاصيل تناول المشروبات الغازية وتناول الكالسيوم – وهي العوامل المعروفة بتأثيرها على صحة العظام.
تم جمع معلومات عن متوسط ​​النشاط البدني الأسبوعي لجميع المشاركين مقارنة بالعام السابق وتصنيفها إلى واحدة من أربع مجموعات:
  • المستقرة (حركة قليلة ونادرة)
  •  ما لا يقل عن 4 ساعات من المشي
  • وركوب الدراجات أو ممارسة رياضة كل أسبوع
  • 4 ساعات على الأقل من الرياضات الترفيهية أسبوعياً ،
  • المشاركة في المسابقات الرياضية / التدريبات الصعبة عدة مرات في الأسبوع.
عن طريق قياس امتصاص الأشعة السينية، قام الباحثون بتحليل كثافة العظام المعدنية  في الهيكل العظمي كله، وكذلك في الفخذ ورأس عظم الفخذ (عنق الفخذ). وتم تقييم مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وكذلك مستويات فيتامين د عند هؤلاء المراهقين.
ووجد الفريق أن الأولاد يقضون وقت اكثر أمام الشاشات من الفتيات خلال أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع. قضى الأولاد 5 ساعات يوميا أمام الشاشة في عطلة نهاية الأسبوع وتقريبا 4 ساعات خلال أيام الأسبوع، في حين أنفقت الفتيات 4 ساعات يوميا أمام الشاشة في عطلة نهاية الأسبوع وأكثر من 3 ساعات خلال أيام الأسبوع.
كلما زاد الوقت الذي يقضيه الفتيان والفتيات  في استخدام وسائل الإعلام على الشاشات أثناء عطلة نهاية الأسبوع، كلما انخفض النشاط البدني.
في تقييم الارتباط بين الوقت الذي يقضيه المراهقون أمام الشاشات وكثافة المعادن في العظام، وجد فريق البحث أن زيادة الوقت الذي يقضيه المراهقون أمام الشاشات في عطلة نهاية الأسبوع يزيد من انخفاض كثافة المعادن في العظام في جميع مواقع الجسم – ولكن فقط في الأولاد. الوقت الذي يقضيه المراهقون أمام الشاشات كان مرتبطاً بشكل هامشي فقط بخفض كثافة المعادن في العظام في عنق الفخذ لدى الفتيات.
ويقول الباحثون أنّ اختلافات توزيع الدهون في الجسم والهرمونات بين الفتيان والفتيات في سن المراهقة قد يفسر لماذا كثافة العظام  عند الفتيات تبدو  أقل تأثرا بالوقت الذي يقضيه المراهقون أمام الشاشات الإلكترونية.
مقارنة مع الأولاد الذين يقضون أقل من ساعتين يوميا في عطلة نهاية الأسبوع في مشاهدة الشاشات الإلكترونية، كان الأولاد الذين قضوا 2-4 ساعات أو أكثر من 6 ساعات أمام الشاشات كل يوم في عطلة نهاية الأسبوع يملكون كثافة عظام معدنية أقل بكثير في عنق الفخذ.
من الجدير بالذكر أنّ الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) توصي بأن الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقين أمام الشاشات- بما في ذلك استخدام أجهزة التلفاز وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة القائمة على الشاشة الإلكترونية – يجب أن لا يتجاوز ساعتين  في اليوم، في حين ان استخدام مثل هذه الأجهزة يجب أن يتم تجنبه تماماً في الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سنتين أو أقل.