ما دامت هنالك أمراض، ستبقى الأبحاث مستمرة من أجل التغلب عليها. هذا الأمر يسري كذلك على داء السكري، فما هي آخر التجديدات بالنسبة له؟!

داء السكري، هو عمليا، خلل في عملية التمثيل الغذائي المتعلقة بالسكريات، حيث يتعذر على الجسم استغلال سكر الجلوكوز كما يجب، والذي يعتبر مصدره الاساسي للطاقة. يعود السبب في ذلك الى نقص الانسولين، وهو الهورمون الذي يتم انتاجه في البنكرياس، والمسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم، او بسبب مقاومة الانسولين – وهي حالة تتمثل بذلك انه على الرغم من انتاج البنكرياس للانسولين (سواء كان بكمية طبيعية، منخفضة او مرتفعة)، فانه لا يستطيع الارتباط بالمستقبلات الخاصة به، وبناء على هذا، لا يستطيع القيام بوظائفه كما يجب. يؤدي تراكم الجلوكوز الى ارتفاع نسبته في الدم، تسمى هذه الحالة بـ “فرط سكر الدم- Hyperglycemia “.

هناك نوعان مختلفان من داء السكري: السكري المتعلق بالانسولين (النوع الاول) الذي يستوجب حقن الانسولين، والسكري غير المتعلق بالانسولين (النوع الثاني) والذي يتم علاجه من خلال نظام غذائي ومجموعة من الادوية التي يمكن تناولها عبر الفم.

حتى اليوم، هناك عدة انواع من الادوية التي من الممكن تناولها عبر الفم:

  • البيجوانيدات (Biguanides)، والتي تتضمن دواء المتفورمين Metformin. 
  • الجيل الثاني من السولفانيل اوريا (Sulfanil Urea)، والذي يشمل ادوية الجلبيزيد – Glipizide (جلوكورايت – Glucorite)، جليمبريد – Glimiperid (امريل – Amaryl)، الجليبنكلاميد – Glibenclamide او الجليبوريد – Glyburide.
  • الميجلتنيدات (Meglitinides)،  والرباجلينيد – Rapaglinide
  • الروزجليتزون (Rosiglitazone)، افانديا (Avandia).

لكن الابحاث المتعلقة بالسكري لا تتوقف. ففي السنة الماضية تم تسويق الجيل الجديد من الادوية التي تعتبر رائدة في علاج السكري. تعمل هذه الادوية بشكل مختلف عن سابقاتها، وتتعلق فاعليتها بما يسمى بـ”نظام الانكريتينات”. الانكرتينات (Incretins) هي هورمونات يتم افرازها في الامعاء عقب الاكل، مع ارتفاع نسبة الجلوكوز. تقوم هذه الهورمونات بجعل البنكرياس يفرز كمية اكبر من الانسولين، فتساعد الجسم في عملية تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم. لدى مرضى السكري تكون كمية الانكرتين التي يتم افرازها اصغر، وتكون جودتها اقل.   

  • الدواء الاول من هذا الجيل هو بييتا Byetta، وهو الانكريتين بحد ذاته، والذي يتم حقنه مرتين يوميا. يتحلل الانكريتين سريعا في الجسم بواسطة الانزيم DPP-4.
  • اما الدواء الثاني، فهو جينوفيا Januvia (سيتاجليبتين Sitagliptin)، الذي يقوم بتثبيط عمل الانزيم المسؤول عن تحليل الانكريتين، وبالتالي فانه يرفع نسبة الانكريتين الفعال، ويزيد من تاثيره على البنكرياس، الذي يقوم بدوره بافراز الانسولين. هكذا يقوم هذا الدواء بموازنة نسبة الجلوكوز.

يتم تناول جينوفيا مرة واحدة في اليوم، على شكل اقراص عبر الفم، ولا يتعلق الامر بموعد الاكل، اذ يمكن تناولها مع او بدون طعام.