أسبابٌ جينيّة قد تكون وراء عدم القدرة على تمييز رائحة السمك الفاسد
إنَّ للسمك الفاسد رائحة نفَّاذة، تدفع الكثيرين إلى سد أنوفهم. ورغم ذلك، فقد رصد العلماء متغيرًا جينيًّا لدى بعض الأشخاص، يجعل حتى رائحة السمك المُنْتِن تبدو لهم كرائحة الكراميل.
فقد فحصت روزا جيسلادوتير، وكاري ستيفانسون –من شركة “ديكود جينيتيكس” deCODE Genetics، التي يقع مقرُّها في مدينة رايكفيك- وزملاؤهما، الحمض النووي لأكثر من 11 ألف شخص في أيسلندا، بحثًا عن المتغيرات الجينية التي تؤثر في القدرة على تمييز الروائح.
وقد طلب الباحثون من المشاركين في الدراسة أن يستنشقوا مجموعة متنوعة من الروائح، مثل روائح العرقسوس، والقرفة، والسمك. كما طلبوا منهم تمييز كل واحدةٍ من تلك الروائح، وتقييم مدى قوتها، ودرجة تقبُّلها أو النفور منها.
اكتشف الباحثون وجود طفرة في الجين المسؤول عن تشفير أحد مستقبِلات الرائحة داخل تجويف الأنف، تؤثر على قدرة الشخص على تمييز مُركّب معين في السمك الفاسد والمُخمَّر.
وقد لوحظ أنَّ الأشخاص الذين يملكون هذه الطفرة أقل حساسية تجاه رائحة السمك النفاذة، وأقل نفورًا منها، قياسًا إلى عموم الناس، بل لقد نَسَبَ هؤلاء الأشخاص الرائحة إلى أشياء لا علاقة لها بالسمك، مثل البطاطس، أو الكراميل، أو الورود، فيما لم يتمكن بعضهم من التعرُّف على رائحة السمك مُطلقًا.
وممَّا رصده الباحثون، كذلك، أن الأشخاص الذين يحملون متغيراتٍ جينية أخرى كانوا أمْيَل إلى استطابة رائحة العرقسوس أو القرفة من الأشخاص غير الحاملين لتلك المتغيرات.