بروتين يُساعد سرطان الدماغ على الهروب من الجهاز المناعي
اكتشف فريقٌ من الباحثين الصينيين كيف تعمل خلايا سرطان الدماغ على زيادة إنتاج أحد البروتينات الرئيسية التي تتيحُ لتلك الخلايا الهروب من الجهاز المناعي.
وقالت الدراسة التي نشرتها دورية “جورنال أوف إكسبريمنتال ميديسين” (Journal of Experimental Medicine)، اليوم “الخميس”، 27 أغسطس، إن استهداف ذلك البروتين يُمكن أن يساعد في علاج سرطان الدماغ القاتل، بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطانات التي تقاوم الأشكال الحالية من العلاج المناعي.
والبروتين المقصود يسمى PD-L1، ويتم ترميزه في البشر بواسطة جين CD274. ويعتقد أنه يؤدي دورًا رئيسيًّا في عملية الموت المبرمَج للخلايا، كما أن له القدرة على قمع الجهاز المناعي في أثناء أحداث معينة، مثل الحمل، ومع حالات مرضية كالتهاب الكبد.
يقول “جيانكسين ليو” -الأستاذ بجامعة “ونجو الطبية” الصينية، والمؤلف المشارك في الدراسة- في تصريحات لـ”للعلم”: إن ذلك البروتين يكبح الجهاز المناعي في حالات الحمل؛ كي لا يهاجم الأجنة باعتبارها أجسامًا غريبة، إنه يكبح جماح تكاثر الخلايا التائية في الجسم البشرى، لكنه يؤدي دورًا شديد الخطورة في سرطانات الدماغ.
تقوم الخلايا المناعية -المعروفة باسم الخلايا التائية السامة- بمنع نمو الأورام في الجسم عبر مهاجمة الخلايا السريعة الانقسام، واعتبارها أجسامًا دخيلةً تجب مواجهتها.
ولتجنُّب ذلك المصير، تُنتج العديد من الخلايا السرطانية ذلك البروتين لمواجهة الجهاز المناعي وتعطيل عمل الخلايا التائية السامة.
يضيف “ليو”: بمجرد بدء الإصابة بسرطان الدماغ، تقوم الخلايا بإفراز البروتين لتعطيل الجهاز المناعي، ما يعزِّز من الانقسام المفرط للخلايا، فيزيد كلٌّ من حجم الورم وقدرته على مقاومة العلاجات التقليدية والمناعية.
يقوم ذلك البروتين أيضًا بتعزيز عمل بروتين آخر يُسمى PD-1 الموجود على سطح الخلايا، ويعمل على تنظيم الاستجابة المناعية عن طريق قمع النشاط الالتهابي للخلايا التائية. ومن المعروف أن ذلك البروتين يمنع الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، إلا أنه يمكنه منع الجهاز المناعي من قتل الخلايا السرطانية.
وتوصلت الدراسة إلى أن العلاجات المناعية التي تمنع التفاعل بين كلا البروتينين PD-1 وPD-L1 يمكن أن تُسهم في إعادة تنشيط الخلايا التائية السامة وتَراجُع مستويات الانقسام المفرط لخلايا سرطان الدماغ. وبخاصة سرطان الدماغ العدواني المعروف باسم الورم الأرومي الدبقي. كما يُمكنها أيضًا علاج أنواع من سرطان الجلد وسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.
وتمكَّن الباحثون من إطالة مدة بقاء فئران التجارب عبر تثبيط مسار البروتين. إذ لاحظ الباحثون أن تقليل مستويات البروتين عند الفئران المصابة بالأورام الدبقية الدماغية يقلل من شراسة تلك الأورام ويساعد على علاجها.
يقول “ليو”: استغرق العمل على تلك الدراسة 3 أعوام كاملة، والتجارب السريرية الحالية لا تزال تُقيم هذا النهج لعلاج أنواع أخرى من السرطان، وقد يساعد اكتشاف ذلك البروتين في تصميم أدوية جديدة تستهدف سرطانات الدماغ.
المصدر: https://www.scientificamerican.com/arabic/articles/news/mechanism-underlying-cancer-cells-immune-evasion/