تطوير علاج للثعلبة الخبيثة (الصلع الكامل) Alopecia Totalis
كثيرا ما تعجز الكلمات والسطور عن التعبير عما يخامر الفكر والابداع فيما يختلج الانسان في الكثير الكثير من الأمور خاصة أمور البحث العملي فتتوالى الأفكار والنقاط والطرائق وتتزاحم.
نعم وقفت مشدوها أمام هذا الكم الهائل من الناس (يربو عن 200 مليون حسب آخر احصاء دولي) فقدوا شعرهم كليا حتى الحواجب والرموش ولم يبق في أجسادهم شعرة واحدة من الجنسين (مما يسميه الطب الثعلبة الخبيثة Alopecia Totalis)
وأكثر من هذا العدد فقدوا جزءا من شعرهم كفروة الرأس والذقن والحواجب والرموش ويسميهم الطب الثعلبة الجزئية Partial Alopecia
وعدد قليل نسبيا بشكل عارض وهو أبسط الأنواع ويسميه الطب Alopecia Areata
لأن مسببه فطر بسيط وهذا أسهلهم علاجا بعكس الصنفين الأولين فليس له علاج في العالم أجمع حتى اليوم.
ولنتأمل كم يسبب هذا المرض من اضطرابات نفسية لصاحبه أقلها الاكتئاب وما يلحق به من مضاعفات فبعضهم يلبس الباروكة وبعضهم يرسم الحاجبين وتخيل المصاب طالبا بالثانوية أو الجامعة أو شاب موظف بين أقرانه أو فتى يتقدم للخطوبة فما بالك لفرط الألم عندما تكون المريضة فتاة أو سيدة.
ان هؤلاء لا يشكون ولكن كما قيل والصب تفضحه عيونه.
كان رائدي حديث نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام (تداوو عباد الله فان الله خلق الداء وخلق الدواء الا السؤام -الموت- فليس له دواء) والذي أقر هذا القانون قال فيه تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى … حقيقة كثيرا ما ترددت كلما شاهدت التلفاز من مسؤولين كبار وزعماء دول و رأسماليين و مليونيرات لا تحول بينهم وبين العلاج حتى الملايين ومنهم من هو ممثل ومظهره الخارجي جزء من رأسماله .
وكنت أتردد أكثر وأقول في نفسي لو كان هنالك حل لما فات على علماء الطب وعلماء مستحضرات التجميل وممارسي الكيماويات لانبات الشعر في أعظم شركات الدواء والتجميل في قرننا الواحد والعشرين وأخص بالذكر مؤسسات زراعة الشعر وصانعي الباروكات وفنيي جلسات الليزر التي تصل الى ستين وسبعين جلسة في أعرق المؤسسات الطبية في الأردن ودول العالم المتقدمة ولا يفوتني محاولات العلاج بالكورتيزون والتي فشلت بشكل قاطع.
أصدقكم القول أن حيرتي كانت شديدة بين هذه الاستحالات ولكني كنت مطمئنا لحديثه عليه السلام (تداوو عباد الله فان الله خلق الداء وخلق الدواء) فالعلم لا شك وقف أمام مشكلة عالمية استعصى على العلماء حلها بحثا وتمحيصا لأهميتها وعالميتها وحاجة العالم بأسره لحلها.
تقنية البحث (الاكتشاف) ومراجعه
Technical methods of research (Discovery) And references
لكل بحث ناجح عدد من المراجع العلمية يعتمد عليها .
ومراجعي هنا في علوم الجلدية(Dermatology) وعلوم الغدد الصماء(Edocrinology) وعلم الأدوية (Pharmacology)
وعلم استخراج الأدوية من مصادرها (Pharmacognosy)وقبل هذي وتلك كتابنا العزيز القرآن الكريم وحديث نبينا الشريف.
وقد وجدت ما يلي: أن آخر تصنيف لمرض الثعلبة الخبيثة في مراجع الطب هو Autoimmune disease (أي مرض مناعي ذاتي) وآسف ان قلت أن هذا غير مطابق للواقع وعلى العكس يناقض علوم الجلدية والغدد الصماء والأدوية وبحثت بشكل أعمق وأجريت التحاليل المخبرية المرتبطة بتوقعاتي فاذا المرض مرتبط بشكل قطعي بهرمونات مختلفة من غدد صماء ثلاث :
الخصية Testes وتعطي هرمون ال Testosterone
المبيض Ovary وتعطي هرمون ال Estradiol
الغدة الكظرية Suprarenal gland وتعطي ال Cortisol
وبدرجة أقل أهمية )غير مباشرة ) مخزون الحديد Ferretin
والكالسيوم(Ca) و فيتامين د3 (Vit D3)ولدرجة أقل فيتامين ب12 (Vit B12).
عدت الى كتابنا الكريم حيث يقول سبحانه (وكل شيء خلقناه بقدر) ويقول أيضا (وكل شيء عنده بمقدار) .
فأدركت أنه لا بد من ضبط المقادير بشكل دقيق لنجاح هذا الاكتشاف.
وكانت مشكلة أخرى أن المرضى ذوي شرائح مختلفة في العمر و في عدد سنوات المرض – فقدان الشعر- فهم يتراوحون بين 6 سنوات و حتى 50 عاما، أما سنوات فقدان الشعر فتدرجت بين عام وثلاثين عام، ومنهم الاناث ومنهم الذكور وهكذا واجهت مشاكل أخرى من حيث اضطراب أرقام التغيير في الهرمونات وما تعلق بها، ومنها بالأمراض الأخرى ذات الصلة.
وسيرالعلاجات وعلاقته بمدة فقدان الشعر والتدرج الواضح عند توقف الدواء مع مراعاة التداخل بين الأدوية الموصوفة و علاجات يستخدمها المريض لأمراض مزمنة أخرى كالضغط والسكري على سبيل المثال.
علاوة على الهامش الوراثي والمناعي للانسان وأحمده وأشكره أن تجاوزت نسبة النجاح لهذا الاكتشاف 99.5% أما ال0.5 % المستثناة لأسباب آتية وهي عدم القدرة على المتابعة أو السفر للخارج.
نقطة لا بد من ذكرها وكان لها أثرها في طريقة العلاج وهي تغيير طبيعة الخلايا لفروة الرأسDenaturing of cells of scalp في معظم الحالات وخاصة القديم منها والذي يصل الى حوالي ثلاثين عاما لفقدان الشعر.
من خلال هذا الاكتشاف وصلت وبكل تواضع الى ثلاث نظريات حديثة وغريبة على عالم الطب:
أولا: نظرية التحفيز التنافسي Competitive Excitation بتعديل بعض من الجرعات المستعملة تقليديا في الطب والتي كانت تؤدي اصلا الى التثبيط التنافسي Competitive Inhibition
ثانيا: أدخلت ميكانيكية التكامل Compensatory mechanism وهي التي ساعدتني بقلب التثبيط التنافسي الى تحفيز تنافسي المذكورة أعلاه.
ثالثا: أدخلت طريقة السحب التدريجي Gradual withdrawal
Fixed level واستطعت أن أحفظ مستوى الهرمون بدرجة ثابتة
ولو لم أدخل هذه الطريقة لزال الشعر الجديد مباشرة بعد توقف العلاج.
التطبيقية في البحث (الاكتشاف) و النتائج النهائية
Applied principles of research (discovery) and Final Results
لا أخفي على أخي صعوبة التطبيق وربط الجانب النظري بالواقع العملي فكما قال أحد علماء النفس “كان عندي عشر طرق لتربية عشرة أطفال فما أن أنجبت الطفل الأول حتى صرت أحتاج الى طريقة..!”
وهذا هو حال كل باحث وحال كل جديد حتى الديانات السماوية واجهت نفس الصعاب بما لا يحتاج وصفا أو يخفى على عقل رجل رشيد.
خضع للمعالجة في هذا البحث في السنوات الخمس الماضية 200 مريض من الجنسين حتى الآن والعدد في تزايد يومي بما يساوي مريض أو اثنين جدد يوميا . تم فتح ملف لكل مريض- كسائر مرضى عيادتي الخاصة- اشتمل على الاسم والسن والعنوان و المهنة والهاتف و الجنسية وفي داخله تاريخ كل زيارة حيث شملت سيرة المرض والملاحظات السريرية ومدى التحسن والتشخيص النهائي والعلاجات اللازمة . كانت نسبة النجاح في هذه الشريحة من المرضى تصل الى 99.5% .
هذه الشريحة من المرضى من بينهم من يشغل وظائف عليا ومنهم أبناء لأطباء اختصاصيين أو لآباء في درجات رفيعة بالجامعات أو في وزارات ومنهم من دول شقيقة، طالبني هؤلاء وبالحاح نشر هذا البحث ليستفيد منه ملايين المعذبين بهذا المرض والذين يعانون مثلما عانى هؤلاء .
استجابة مني لهذه الرغبة الكريمة والتي عبر بعضهم عنها باللسان والرجاء وأكثرهم بدموع الفرحة وتنفيذا لتعليمات رسولنا الكريم الأحب الينا من آبائنا وأمهاتنا حيث يقول عليه الصلاة والسلام “من آتاه الله علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار” ويقول أيضا “أحسن الناس أنفعهم لعباده” استجابة لما سبق فقد قررت نشر هذا البحث ليفيد منه القاصي والداني من الانسانية جمعاء فان أصبت الله وان أخطأت فمن عندي.
وللمبدأ نفسه سأوالي نشر أبحاث جديدة في عالم الطب فيما بعد كعلاج الزائدة الدودية Acute appendicitis بدون جراحة في 95% من الحالات وذلك بحقنة واحدة وكذلك علاج للزحار الأميبي Entamoebic Dysenteryيقضي على الأميبا المتكيسة E.Hestoletica cysts وبحث آخر لعلاج Rett’s Syndrome و بحوث أخرى في علاج التوحد Autism و الشلل الدماغي Cerebral Palsy والضمور الدماغي Cerebral Atrophy و الصم البكم Deaf mutes والتصلب اللويحي Multiple Sclerosis و تصلب الجلد Scleroderma المؤدي للوفاة في خلال أربع سنوات في ذروة الشباب.
ربما تستغرب أخي لهذه العناوين الكبيرة التي لا يتوافر لها شفاء في مراجع الطب وربما يسرح تفكيرك بأن العلاج خلطات تصرف من محلات العطارة أو يقوم بتركيبها الصيادلة أو هي مجرد خيال في ذهن طبيب شاب يحتاج الى الدعاية أو حلم يراود خيال كاتب علمي أو من خيالات الطب العلمي!! أصدقك القول أنها ليست هذه ولا تلك بل ان آلاف من ملفات عيادتي منذ سنين تشهد بذلك وآلاف من الناس يقسمون أنهم شفوا من تلك الأمراض وكذلك مئات الصيادلة وآلاف المترددين على عيادتي يقسمون على ذلك ولا مجال في عيادتي الخاصة لكتابة خلطة أو تعامل مع أساليب الطب البديل أو العطارة بل كلها وصفات طبية قانونية كتبت وصرفت من شتى صيدليات مملكتنا الغالية حيث أن مرضاي ينتشرون في كل المحافظات عدا عمن يأتون من خارج مملكتنا الحبيبة.
ولكن هذه الأبحاث حصيلة سنوات وسنوات من الجهد والبحث الى أن وفقني الله لأفرغ من اعدادها لأضمها الى ما يقارب من سبعة أبحاث نشرت لي عبر مؤتمرات طبية دولية في أكثر عواصم الأرض تقدما .
وذلك عملا بقوله عليه السلام “اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ” وأذكّر ان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن عندي.
كان دافعي أن أنشر هذه الأبحاث قبل أن أودع هذه المهنة ولو بشهور كي يفيد منها سائر البشرية لأتفرغ لاكمال موسوعتي الخاصة في الاعجاز العددي والرقمي في القرآن الكريم فالحكمة نعمة الله و يجب أن تعم جميع خلقه (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) كلي رجاء أن يتقبله الله مني عملا خالصا لوجهه الكريم .