ضغط الدم المرتفع: كيف نتفاداه؟
تعتبر قيَم ضغط الدم طبيعية وسليمة عندما لا تكون أكثر من 120/80, ولكن ماذا تعني هذه الأرقام؟!
تتم الاشارة الى ضغط الدم بقيمتين عدديتين، يفصل بينهما خط مائل، مثل 80/120. وقد تسمع ايضا شخصا ما يقول لك ان ضغط دمه هو 120 على 80، فما معنى هذه الارقام؟
تشير القيمة العددية الاولى الى حجم ضغط الدم الانقباضي، وهو ضغط الدم الذي يتكون في الذروة، عندما يدفع قلبك بالدم الى الاوعية الدموية. اما القيمة العددية الثانية، فهي اشارة الى حجم ضغط الدم الانبساطي. وهو ضغط الدم عندما يمتلئ قلبك بالدم مرة اخرى، خلال الفترة الفاصلة بين نبضتين.
القيم الطبيعية لضغط الدم هي 80/120 او اقل من ذلك، اما ضغط الدم المرتفع، فيتم الاشارة اليه اذا كانت هذه القيم لديكم عند 90/140 او اكثر. اما اذا كانت القيم العددية في المجال الواقع بين 80/120 حتى 90/140، فان الحالة التي يتم تشخيصها هنا هي “حالة ما قبل ارتفاع ضغط الدم”، الامر الذي يعني انكم ان لم تتخذوا الخطوات اللازمة للوقاية، فان ضغط الدم عندكم من الممكن ان يتحول الى ضغط دم مرتفع.
متى ينبغي قياس ضغط الدم؟
من المحبذ البدء بقياس ضغط الدم بعد سن الـ 18 عاما، مرة كل سنتين. وبوتيرة اكبر من ذلك ان كنتم قد عانيتم من ارتفاع مستويات ضغط الدم في الماضي.
ما هي المشاكل التي يسببها ضغط الدم المرتفع؟
من الممكن ان تسبب حالات ما قبل ارتفاع ضغط الدم، وحالات ارتفاع ضغط الدم -على حد سواء- اضرارا في الاوعية الدموية. ونتيجة لذلك، تزداد مخاطر واحتمالات الاصابة بالسكتة الدماغية، الفشل الكلوي، امراض القلبوالنوبات القلبية.
التغييرات المطلوبة في نمط الحياة، لتفادي ضغط الدم:
– لا تدخن السجائر او اي منتج اخر يحتوي على التبغ.
– خفض وزنك اذا كنت سمينا.
– واظب على ممارسة الرياضة بانتظام.
– حافظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، يتضمن مجموعة متنوعة من الخضروات والفواكه والغذاء قليل الدهنيات.
– قلل من تناول الملح، الكحول والكافيئين.
– حاول اتباع اساليب الاسترخاء، او الية التغذية الرجعية (فيدباك – FeedBack).
كيف يؤثر التبغ على ضغط الدم؟
ان النيكوتين الموجود في السجائر، وكذلك في المنتجات الاخرى التي تحتوي على التبغ، يسبب انقباض الاوعية الدموية وزيادة سرعة نبض القلب، الامر الذي يرفع ضغط الدم لديكم بشكل مؤقت. اذا قررتم الاقلاع عن التدخين، او التوقف عن استهلاك منتجات التبغ الاخرى، فبامكانكم من خلال هذه الخطوة، ان تقللوا بشكل كبير جدا، من مخاطر الاصابة بامراض القلب والنوبات القلبية، فضلا عن خفض قيم ضغط الدم.
وماذا عن خفض الوزن وممارسة الرياضة؟
اذا كنتم تعانون من زيادة الوزن، فان خفض الوزن يساعد، عادة، في خفض قيم ضغط الدم. تعتبر المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وسيلة ممتازة لخفض الوزن. وعلاوة على ذلك، فقد تبين ان النشاط البدني يساهم بشكل كبير ومباشر في خفض قيم ضغط الدم.
الصوديوم، هل هو في المجال الامن؟
ليس بامكان جميع الناس ان يشعروا بتاثير الصوديوم، لكنه من الممكن ان يسهم كثيرا في زيادة ضغط الدم لدى معظم الناس. ولان الامر كذلك، فان التوصية الواردة في الولايات المتحدة هي “ان لا يتجاوز الاشخاص من ذوي ضغط الدم الطبيعي والسليم، كمية 2300 مليجرام من الصوديوم يوميا”. كما تنص التوصية الموجهة للاشخاص من الاصول الافريقية وللمسنين -الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم- على التقليل من تناول الصوديوم الى 1500 مليجرام يوميا. كذلك، من الوارد ان يطلب منكم الطبيب تقليل استهلاك الصوديوم بدرجة اكبر.
لا تضيفوا الملح الى الطعام الذي تاكلونه. افحصوا قائمة المركبات على المنتجات الغذائية لتعرفوا كميات الصوديوم التي تحتوي عليها. ففي حين ان هنالك العديد من الاغذية التي من الواضح والمعروف، انها تحتوي على كميات وافرة من الصوديوم – مثل المسليات المختلفة- فاننا قد لا نكون على علم بكميات الصوديوم الموجودة في منتجات اخرى، كالخبز مثلا، وفي مختلف انواع الخضروات المعلبة، الشوربة والاجبان. وهنا، لا بد من الاشارة الى ان بعض الادوية ايضا تحتوي على الصوديوم.
الكحول وضغط الدم؟
تؤدي الكحول، لدى بعض الناس، الى ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير. لكن الامر قد يكون مختلفا لدى الاخرين. اذا كنت معتادا على تناول المشروبات الكحولية، فيجب تقليل الكمية لكاسين من المشروبات الكحولية يوميا للذكور، وكاس واحدة من المشروبات الكحولية للمراة في اليوم كحد اقصى.
تم تحديد مصطلح “كاس واحدة” على انه يمثل علبة واحدة من الجعة، كوب واحد من النبيذ (150 مل)، او كاس صغيرة من الخمور. اذا كان ضغط الدم عندكم يميل الى الارتفاع عند تناول المشروبات الكحولية، فمن المستحسن الامتناع عن تناول الكحول بشكل مطلق.
هل يؤثر الضغط والتوتر النفسي على ضغط الدم؟
هنالك تاثير للضغط والتوتر النفسي على قيم ضغط الدم لديكم. ومن اجل مساعدتكم في علاج الاعراض الجانبية الناتجة عن الضغط والتوتر النفسي، نقول لكم انه من المحبذ ان تحاولوا اتباع اساليب الاسترخاء او التغذية الرجعية الحيوية. من اجل الحصول على الحد الاقصى من الفائدة من تمارين الاسترخاء، من المحبذ القيام بها مرة واحدة في اليوم، على الاقل.
الادوية؟
هنالك مجموعة كبيرة من الادوية المخصصة لعلاج ضغط الدم غير الطبيعي، والتي يطلق عليها اسم “مخفضات ضغط الدم”.
ان الهدف من العلاج الدوائي، هو تخفيض ضغط الدم واعادته الى القيم الطبيعية او اقرب ما يمكن اليها. العلاج الدوائي فعال، تاثيره فوري، ولا يسبب عادة، اي اثار جانبية. بالامكان، في معظم الحالات، تحقيق خفض ضغط الدم بواسطة العلاج الدوائي.
اذا كنتم قادرين على السيطرة على ضغط الدم لديكم بواسطة الدواء فقط، فانكم ستحتاجون الى مواصلة اخذ الدواء طوال ايام حياتكم. علاوة على ذلك، قد تحتاجون الى اخذ اكثر من نوع واحد من الدواء من اجل السيطرة على قيم ضغط الدم. لا تتوقفوا عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب، لان الامر قد يعرضكم لمخاطر الاصابة بازمة قلبية او سكتة دماغية.
ما هي الاثار الجانبية المتوقعة جراء العلاج الدوائي؟
للادوية المختلفة تاثيرات جانبية مختلفة، يمكن ان تتفاوت بين شخص واخر. قد تشمل الاثار الجانبية لادوية خفض ارتفاع ضغط الدم، حالات مثل الدوار اثناء الانتقال من وضعية الاستلقاء او الجلوس الى وضعية الوقوف. بالاضافة الى ذلك، من الممكن ان تقلل الادوية مستويات البوتاسيوم في الدم، او تسبب اضطرابات النوم، التعب، جفاف الفم، الصداع، الشعور بالانتفاخ في الجهاز الهضمي، الامساك، وكذلك الاكتئاب. ولدى بعض الرجال، من الممكن ان تؤدي هذه الادوية، للعجز الجنسي ايضا.
تحدث مع طبيبك حول التغييرات التي تشعر بها. اذا كان احد الادوية غير فعال، او انه يسبب ظهور بعض الاثار الجانبية، وكانت هنالك خيارات علاجية اخرى، اسمح لطبيبك المعالج بالبحث عن الدواء الاكثر ملاءمة لحالتك.