Latest:

الصحة في الأمثال والأقوال المأثورة

الأمثال والحِكَم ليست مجرد شكل من أشكال الفنون الشعبية، وإنما هي أقوال غايتها الحث على سلوك معين أو التحذير من مغبة السير في سلوك ما. والشيء اللافت هو أن الكثير من الأمثال والحكم الشعبية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة، ويشير إلى مضامين علاجية ووقائية وشفائية، بعضها ينطوي على معان صحيحة بالغة الدقة من الوجهة الطبية، في حين أن بعضها الآخر يطغى عليه طابع الرشاقة اللفظية لكن لا صحة لمضمونه.

 

والقسم الأعظم من الأمثال والحكم الطبية لا يُعرف مصدره ولا أصله، ومع ذلك بقيت الأجيال تتناقل هذه الأمثال بسهولة، لأنها تعمل على مبدأ “خير الكلام ما قلّ ودلّ”. ونعرض هنا عدداً من هذه الأمثال المشهورة

 – لا تأكلِ السمك وتشربِ اللبن معه:

من منا لم يكن أهله له بالمرصاد في صغره لردعه عن أكل السمك وشرب اللبن معه؟

يقال إن الفيلسوف والطبيب الكندي رأى الجاحظ وهو يأكل السمك ويشرب اللبن، فقال له: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، فرد الجاحظ متسائلاً: “لم لا؟ إن كان من جنسه فقد ازددنا منه، وإن كان ضده فقد تداوينا منه به”. ولم يطع كلام الكندي، فرد عليه الأخير: ستعرف ماذا سيجري لك نتيجة ذلك.  وفي اليوم التالي حصلت المفاجأة، إذ أصيب الجاحظ بالفالج، فتوقع الجميع ان أكل السمك مع اللبن هو السبب. ولكن بالطبع، لم يكن لهذا المزيج أي علاقة بحدوث الفالج عند الجاحظ.

يظن الناس أن النهي عن أكل السمك مع اللبن مصدره أبقراط، أو سقراط، أو كتب ابن سينا، أو هو من عند بعض الحكماء، والواقع غير ذلك كلياً، فالمثل هو بكل بساطة قاعدة نَحْوية وليس نصيحة طبية، ولعل أفضل تعليق على هذا جاء به الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي الجزائري بقوله: “كيف لعب الزمن وتعاوره الاستعمال حتى أصبح ما ليس بصحيح صحيحاً وأصبح قاعدة طبية وما هو من الطب ولا قاله طبيب ولا هو بصحيح في الواقع والتجربة…”، وفي الواقع أن تناول السمك واللبن معاً لا عواقب سلبية له.

 – تغدّى وتمدّى، وتعشّى وتمشّى:

لننظر بإمعان إلى تفاصيل هذا المثل. إن الشق الأول من المثل صحيح ولا غبار عليه، والمقصود منه تسهيل عملية الهضم، وتجديد الخلايا ودب النشاط في الجسم. أما الشق الثاني، فيتناقض مع الشق الأول، لأن المشي بعد العشاء سيحرف الدم عن جهاز الهضم لمصلحة أعضاء أخرى، وهذا ما يؤدي الى تلبكات وصعوبات على صعيد عملية الهضم، خصوصاً إذا كانت الوجبة عارمة ومحشوة بالشحم واللحم. البعض فسر الشق الثاني من المثل بقوله إن استقلاب الدهون يقل في الليل، ما يترتب عنه أن الجسم يميل لتخزين مشتقات الوجبة إلى مخزون شحمي، وبناء عليه، يُنصح بالمشي بعد العشاء من أجل تحفيز العمليات الاستقلابية، وبالتالي حرق الدهن ومنعه من التكدس.

في كل الأحوال، لا مانع من المشي بعد العشاء، شرط ان يكون مشياً خفيفاً لدقائق قليلة، فهذا من شأنه أن يحرك الدورة الدموية بشكل لا يحرم المعدة من مستحقاتها من الدم لإنجاز عملية الهضم.

– الدفا عفا ولو بعزّ الصيف:

يحض هذا المثل على التعرض إلى الشمس والتماس ذرات الصحة والعافية من وهج أشعتها، فشعور المرء بالدفء يحمل له الصحة حتى ولو كان في الصيف.

– شمس الصيف أقسى من برد الشتا:

هذا المثل يدعو إلى التحذير من أشعة الشمس، ويذكر بأن التعرض لحر الشمس في الصيف قد يضر بالصحة أكثر من التعرض للفحات البرد. وبالفعل، فإن هذا يتطابق مع النظرة الطبية الحديثة، التي تحذِّر من مغبة الإفراط في الحمام الشمسي، نظراً الى التداعيات الصحية الخطيرة التي يتركها خلفه، مثل الضربة الشمسية، والإنهاك الحراري، والصدمة.

– البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله حكيم:

ينصح هذا القول بأهمية تغلغل أشعة الشمس في رحاب البيت من أجل تبديل هوائه، وتطهير جوه من الميكروبات، وطرد الرطوبة المعشعشة فيه، وهذه كلها تمنع تسلل الأمراض وتغني عن زيارة الطبيب.

– هواء الخريف يسمم، وهواء الربيع يسمن:

هذا المثل الشعبي يشير إلى أن هواء الخريف مخيف، نظراً الى كثرة تقلبات الطقس في هذا الفصل، وأن الانسان يَقْدُم بعد جو الصيف الحار إلى جو الخريف البارد، الذي يحمل معه مفاجآت يتم فيها اختبار ردود فعل الجهاز المناعي. أما الربيع، فهو على عكس الخريف، يحمل هواء لطيفاً ومنعشاً، ليس فيه أي ضرر على الصحة. وفي المختصر، لا يناسب الجو الخريفي الصحة، لأنه يحرض على الإصابة بعدد من الأمراض، أما الجو الربيعي فهو على عكس الجو الخريفي، ملائم جداً للصحة، ويحمل معه بشائر الطمأنينة والراحة النفسية.

– الذي يبدل هواء بيته لا يلزمه دواء:

هذا المثل يحث الناس على ضرورة الخروج إلى الهواء الطلق لاستنشاق الهواء الصافي، وإلى التنزه في الأماكن الخضراء التي تبعث على السكينة والراحة والطمأنينة، وهذا بالتالي ما يغني عن تناول الدواء

– كنّس بيتك ما بتعرف مين بيدوسو، وغسّل وجه ابنك ما بتعرف مين بيبوسو:

ينادي هذا المثل العامي بأهمية العناية بنظافة البيت وأهل البيت والأطفال، خوفاً من انتقال الأمراض… وانتقادات الآخرين.

– نص البطن أحسن من ملوها. الأكل في الشبعان خسارة:

وهما عبارتان مقتبَستان من المثل المشهور: ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه. إن هذه الأمثلة الثلاثة تحذّر من مغبة أن يسرف الإنسان في الأكل، فتناول الشخص ما يزيد عن حاجته سيجعله يقع تحت رحمة مطبات هضمية كثيرة، إلى جانب خطر التعرض للبدانة والأمراض القلبية الوعائية

– قلل طعامك تحمد منامك:

وهو مثل يحض على تناول وجبة خفيفة في المساء، وعدم الإفراط في الأكل قبل الذهاب إلى الفراش

– الثوم قاتل السموم:

وهو يشير إلى أهمية الثوم في إبطال مفعول السموم التي تنفثها الديدان والبكتيريا والفيروسات، وذلك بفضل احتوائه على مركبات كبريتية، خصوصاً مادة الأليسين

– وجع ساعة ولا وجع كل ساعة:

وهو مثل يدل على شدة المرض وقســـاوته، وأنــه يجب على العليل أن يتحمل مشقة ساعة من العلاج ( كالجراحة، أو قلع سن…) بدل أن يقع فريسة الوجع يومياً.

– نام بكير وفيق بكير وشوف الصحة كيف بتصير:

المثل يحث على ضرورة النوم الكافي وأهمية الاستيقاظ باكراً، فالنوم يفسح المجال للجسم والعقل كي يستعيدا عافيتهما ونشاطهما، والحرمان منه يترك تداعيات لا تحمد عقباها. أما الاستيقاط الباكر، فهو مفتاح النجاح في الحياة، لأنه يزيد من صفاء الذهن ويساهم في شحذ القدرات العقلية.

الصحة في الأمثال والأقوال المأثورة

الأمثال والحِكَم ليست مجرد شكل من أشكال الفنون الشعبية، وإنما هي أقوال غايتها الحث على سلوك معين أو التحذير من مغبة السير في سلوك ما. والشيء اللافت هو أن الكثير من الأمثال والحكم الشعبية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة، ويشير إلى مضامين علاجية ووقائية وشفائية، بعضها ينطوي على معان صحيحة بالغة الدقة من الوجهة الطبية، في حين أن بعضها الآخر يطغى عليه طابع الرشاقة اللفظية لكن لا صحة لمضمونه.

 

والقسم الأعظم من الأمثال والحكم الطبية لا يُعرف مصدره ولا أصله، ومع ذلك بقيت الأجيال تتناقل هذه الأمثال بسهولة، لأنها تعمل على مبدأ “خير الكلام ما قلّ ودلّ”. ونعرض هنا عدداً من هذه الأمثال المشهورة

 – لا تأكلِ السمك وتشربِ اللبن معه:

من منا لم يكن أهله له بالمرصاد في صغره لردعه عن أكل السمك وشرب اللبن معه؟

يقال إن الفيلسوف والطبيب الكندي رأى الجاحظ وهو يأكل السمك ويشرب اللبن، فقال له: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، فرد الجاحظ متسائلاً: “لم لا؟ إن كان من جنسه فقد ازددنا منه، وإن كان ضده فقد تداوينا منه به”. ولم يطع كلام الكندي، فرد عليه الأخير: ستعرف ماذا سيجري لك نتيجة ذلك.  وفي اليوم التالي حصلت المفاجأة، إذ أصيب الجاحظ بالفالج، فتوقع الجميع ان أكل السمك مع اللبن هو السبب. ولكن بالطبع، لم يكن لهذا المزيج أي علاقة بحدوث الفالج عند الجاحظ.

يظن الناس أن النهي عن أكل السمك مع اللبن مصدره أبقراط، أو سقراط، أو كتب ابن سينا، أو هو من عند بعض الحكماء، والواقع غير ذلك كلياً، فالمثل هو بكل بساطة قاعدة نَحْوية وليس نصيحة طبية، ولعل أفضل تعليق على هذا جاء به الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي الجزائري بقوله: “كيف لعب الزمن وتعاوره الاستعمال حتى أصبح ما ليس بصحيح صحيحاً وأصبح قاعدة طبية وما هو من الطب ولا قاله طبيب ولا هو بصحيح في الواقع والتجربة…”، وفي الواقع أن تناول السمك واللبن معاً لا عواقب سلبية له.

 – تغدّى وتمدّى، وتعشّى وتمشّى:

لننظر بإمعان إلى تفاصيل هذا المثل. إن الشق الأول من المثل صحيح ولا غبار عليه، والمقصود منه تسهيل عملية الهضم، وتجديد الخلايا ودب النشاط في الجسم. أما الشق الثاني، فيتناقض مع الشق الأول، لأن المشي بعد العشاء سيحرف الدم عن جهاز الهضم لمصلحة أعضاء أخرى، وهذا ما يؤدي الى تلبكات وصعوبات على صعيد عملية الهضم، خصوصاً إذا كانت الوجبة عارمة ومحشوة بالشحم واللحم. البعض فسر الشق الثاني من المثل بقوله إن استقلاب الدهون يقل في الليل، ما يترتب عنه أن الجسم يميل لتخزين مشتقات الوجبة إلى مخزون شحمي، وبناء عليه، يُنصح بالمشي بعد العشاء من أجل تحفيز العمليات الاستقلابية، وبالتالي حرق الدهن ومنعه من التكدس.

في كل الأحوال، لا مانع من المشي بعد العشاء، شرط ان يكون مشياً خفيفاً لدقائق قليلة، فهذا من شأنه أن يحرك الدورة الدموية بشكل لا يحرم المعدة من مستحقاتها من الدم لإنجاز عملية الهضم.

– الدفا عفا ولو بعزّ الصيف:

يحض هذا المثل على التعرض إلى الشمس والتماس ذرات الصحة والعافية من وهج أشعتها، فشعور المرء بالدفء يحمل له الصحة حتى ولو كان في الصيف.

– شمس الصيف أقسى من برد الشتا:

هذا المثل يدعو إلى التحذير من أشعة الشمس، ويذكر بأن التعرض لحر الشمس في الصيف قد يضر بالصحة أكثر من التعرض للفحات البرد. وبالفعل، فإن هذا يتطابق مع النظرة الطبية الحديثة، التي تحذِّر من مغبة الإفراط في الحمام الشمسي، نظراً الى التداعيات الصحية الخطيرة التي يتركها خلفه، مثل الضربة الشمسية، والإنهاك الحراري، والصدمة.

– البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله حكيم:

ينصح هذا القول بأهمية تغلغل أشعة الشمس في رحاب البيت من أجل تبديل هوائه، وتطهير جوه من الميكروبات، وطرد الرطوبة المعشعشة فيه، وهذه كلها تمنع تسلل الأمراض وتغني عن زيارة الطبيب.

– هواء الخريف يسمم، وهواء الربيع يسمن:

هذا المثل الشعبي يشير إلى أن هواء الخريف مخيف، نظراً الى كثرة تقلبات الطقس في هذا الفصل، وأن الانسان يَقْدُم بعد جو الصيف الحار إلى جو الخريف البارد، الذي يحمل معه مفاجآت يتم فيها اختبار ردود فعل الجهاز المناعي. أما الربيع، فهو على عكس الخريف، يحمل هواء لطيفاً ومنعشاً، ليس فيه أي ضرر على الصحة. وفي المختصر، لا يناسب الجو الخريفي الصحة، لأنه يحرض على الإصابة بعدد من الأمراض، أما الجو الربيعي فهو على عكس الجو الخريفي، ملائم جداً للصحة، ويحمل معه بشائر الطمأنينة والراحة النفسية.

– الذي يبدل هواء بيته لا يلزمه دواء:

هذا المثل يحث الناس على ضرورة الخروج إلى الهواء الطلق لاستنشاق الهواء الصافي، وإلى التنزه في الأماكن الخضراء التي تبعث على السكينة والراحة والطمأنينة، وهذا بالتالي ما يغني عن تناول الدواء

– كنّس بيتك ما بتعرف مين بيدوسو، وغسّل وجه ابنك ما بتعرف مين بيبوسو:

ينادي هذا المثل العامي بأهمية العناية بنظافة البيت وأهل البيت والأطفال، خوفاً من انتقال الأمراض… وانتقادات الآخرين.

– نص البطن أحسن من ملوها. الأكل في الشبعان خسارة:

وهما عبارتان مقتبَستان من المثل المشهور: ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه. إن هذه الأمثلة الثلاثة تحذّر من مغبة أن يسرف الإنسان في الأكل، فتناول الشخص ما يزيد عن حاجته سيجعله يقع تحت رحمة مطبات هضمية كثيرة، إلى جانب خطر التعرض للبدانة والأمراض القلبية الوعائية

– قلل طعامك تحمد منامك:

وهو مثل يحض على تناول وجبة خفيفة في المساء، وعدم الإفراط في الأكل قبل الذهاب إلى الفراش

– الثوم قاتل السموم:

وهو يشير إلى أهمية الثوم في إبطال مفعول السموم التي تنفثها الديدان والبكتيريا والفيروسات، وذلك بفضل احتوائه على مركبات كبريتية، خصوصاً مادة الأليسين

– وجع ساعة ولا وجع كل ساعة:

وهو مثل يدل على شدة المرض وقســـاوته، وأنــه يجب على العليل أن يتحمل مشقة ساعة من العلاج ( كالجراحة، أو قلع سن…) بدل أن يقع فريسة الوجع يومياً.

– نام بكير وفيق بكير وشوف الصحة كيف بتصير:

المثل يحث على ضرورة النوم الكافي وأهمية الاستيقاظ باكراً، فالنوم يفسح المجال للجسم والعقل كي يستعيدا عافيتهما ونشاطهما، والحرمان منه يترك تداعيات لا تحمد عقباها. أما الاستيقاط الباكر، فهو مفتاح النجاح في الحياة، لأنه يزيد من صفاء الذهن ويساهم في شحذ القدرات العقلية.