الحامل وارتفاع ضغط الدم
هناك العديد من النساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم الشرياني، ويرغبن بالحمل، مستفسرات عن إمكانية الحمل دون مضاعفات من جهة، وعن الأدوية الخافضة لضغط الدم الآمن استخدامها في فترة الحمل من جهة أخرى. وكذلك يستفسر العديد من النساء السليمات صحياً، عن إمكانية الإصابة بارتفاع الضغط في فترة الحمل، والخطورة التي يشكلها ذلك عليها وعلى جنينها في حال حدوثه.
وفي هذا المجال أستطيع الإجابة بما يلي:
يُلاحظ في بداية فترة الحمل انخفاض ضغط الدم الشرياني بمعدل 15 ملليمتراً زئبقياً، وذلك بسبب توسع الشرايين الفيزيولوجي في بداية الحمل. غير أنه قد يرتفع عند امرأة واحدة من كل عشر نساء حوامل في وسط فترة الحمل، أو في نهايته. وهذا يشير إلى أن ارتفاع ضغط الدم يعتبر من أكثر مضاعفات فترة الحمل شيوعاً.
ولنجاح العلاج يجب أن نحدد ما إذا كانت المرأة تعاني من ارتفاع ضغط الدم الشرياني المزمن قبل فترة الحمل، أو أنها أصيبت به خلال فترة الحمل.
ويمكن للمرأة الحامل عدم تناول الأدوية الخافضة لارتفاع ضغط الدم الشرياني في حال معاناتها من ارتفاع طفيف فيه، (وهذا يحدده الطبيب المعالج) غير أن العلاج قد يتيح للحامل الوقاية من تفاقم ارتفاع الضغط، أو لعلاجه في حال تفاقمه، كذلك يُعطى الدواء لإطالة فترة الحمل بالقدر المستطاع من الأمن والسلامة، وبالتالي إطالة عمر الجنين.
متى يفضل علاج المرأة الحامل بالادوية الخافضة للضغط:
يجب البدء بعلاج المرأة الحامل بالأدوية الخافضة لضغط الدم الشرياني في حال كون ضغط الدم الانقباضي أعلى من 160 ملليمتراً زئبقياً، وضغط الدم الانبساطي أعلى من 100 ملليمتر زئبقي. غير أني أنصح بالبدء بالعلاج في حال كون ضغط الدم الانقباضي أعلى من 145 ملليمتراً زئبقياً، وضغط الدم الانبساطي أعلى من 95 ملليمتر زئبقي، والعمل على تخفيض ضغط الدم الانتساطي إلى 80 أو 85 ملليمتر زئبقي.
ابرز مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الشرياني على الأم هي:
-الانفصال المبكر للمشيمة
-الارتفاع الشديد والمفاجىء لضغط الدم الشرياني
وما يترتب عليه من صدمة دماغية (قد تكون قاتلة) ومن الارتعاج أو التشنج الحملي Eclampsia.
وأما مضاعفات ارتفاع الضغط على الجنين، فهي:
-تخلف من جهة النمو
-الولادة قبل الأوان (سواء كان ذلك بشكل طبيعي، أو بشكل اصطناعي بهدف انهاء الحمل)
وإنهاء الحمل يؤدي إلى وقاية الأم من نتائج وخيمة مترتبة عن ارتفاع ضغط الدم (وأهمها الارتعاج أو التشنج الحملي).
ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد دواء آمن خافض لضغط الدم الشرياني مئة في المئة أثناء فترة الحمل، لأن استخدام هذه الأدوية قد يؤدي إلى إصابة الجنين ب:
الضائقة Distress وذلك بسبب نقص إرواء المشيمة بالدم
-وقف نمو الجنين
-قلة صفائح الدم في الوليد
ومن أكثر الأدوية الخافضة لضغط الدم الشرياني استخداماً في فترة الحمل هو:
Methyldopa و Labetalol في المقام الأول أو Nifedipine في المقام الثاني وذلك للسيطرة على الارتفاع غير الشديد. أما في حال كون ارتفاع ضغط الدم شديداً فتستخدم أدوية أخرى لا مجال لذكرها هنا.
وأخيراً استطيع القول إنه بسبب الخطورة التي يشكلها ارتفاع ضغط الدم الشرياني المفرط والمستمر والثابت على المرأة الحامل، فإنه يجوز استخدام الأدوية الخافضة لضغط الدم الأخرى سريعة المفعول، بالرغم من تأثيراتها الجانبية على الجنين، التي قد تكون مؤذية وضارة في بعض الأحيان. علماً أن سلامة الجنين تعتمد على سلامة الأم.
ومن المهم جداً أن تتقيد المرأة الحامل التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم الشرياني بتعليمات طبيبها، وتتابع زيارته بانتظام، حيث يُخضعها لفحوصات مخبرية دورية تشمل فحوصات متنوعة للدم والبول، إضافة الى متابعة استجابتها للعلاج (وذلك بالقياس الدوري لضغط الدم) ناهيك عن المتابعة الروتينية لتطور الجنين في رحمها، والتي قد تصل في بعض الحالات إلى زيارتين في الأسبوع.