اليوغا هي ممارسة تكتسب شعبية شيئا فشيئا في جميع أنحاء العالم . لماذا؟ وما هي اليوغا وفوائدها؟ جمعنا لكم كل الفوائد البدنية والنفسية للنشاط البدني القديم الذي نشأ في الهند منذ سنوات بعيدة.
 
 اليوغا وفوائدها ترتكز على تعلم وضعيات بدنية خاصة. فهي تجمع بين تقنيات التنفس، التمدد وحتى عناصر مختلفة من التامل. هنالك انماط مختلفة من اليوغا حتى تعلم كيفية تحريك الجسم بطرق جديدة! جمعنا لكم كل ما هو مفيد في تمارين اليوغا، سواء للجسم ام للروح.

اليوغا والمرونة

عندما يفكر البالغون او كبار السن بممارسة اليوغا، يخشون من ان يطلب منهم اداء تمارين تمدد بمستوى الرياضين الاولمبيين. الحقيقة هي انه لم يفت بعد الاوان لتحسين مرونة الجسم. العديد من وضعيات اليوغا تشد العضلات بشكل امن. فهي تؤدي الى افراز حمض اللاكتيك الذي يتراكم عند استخدام العضلات ويؤدي  للتصلب، التوتر، الالم والتعب.

بالاضافة الى ذلك، فان اليوغا تزيد من مجال الحركة في المفاصل. والنتيجة هي الشعور بالراحة والمرونة في جميع انحاء الجسم. اليوغا لا تحرر عضلاتكم فقط وانما كل الانسجة اللينة في الجسم، وهذا يشمل ايضا الاربطة والاوتار التي تحيط العضلات. بغض النظر عن مستواك الرياضي، فمن المرجح انك ستلحظ فوائدها في فترة قصيرة جدا من الزمن. في واحدة من الدراسات في هذا الموضوع، افاد المشاركون بتحسن بنسبة 35٪ في المرونة بعد ثمانية اسابيع فقط من ممارسة اليوغا. وحظي الظهر والكتفين بالتحسن الاكبر.

اليوغا والقوة

انماط مختلفة من اليوغا، مثل “اشتانجا” او باسمها الاكثر شيوعا “يوغا القوة”، تتميز بتمارين قوة متنوعة. التدرب على هذه الانماط يساعدكم على تحسين قوة العضلات، ولكن ايضا انماط اقل قوة من اليوغا، مثل “اينجار” يمكن ان تعطي ايجابيات القوة والتحمل.

الوضعيات كثيرة ومتعددة، مثل وضعية “الكلب نحو الاسفل”، “الكلب نحو الاعلى” وغير ذلك، تؤدي الى بناء كتلة العضلات في الجزء العلوي من الجسم. التمارين في وضعية الوقوف، لا سيما تلك التي تدمج التنفس العميق، تسهم الى حد كبير في تقوية عضلات الفخذ وعضلات البطن. وضعيات اسفل الظهر تشمل “الكلب ينظر الى اعلى” ووضعية الكرسي. عندما تمارس بشكل صحيح، فانها تقوي بشكل فعال عضلات البطن.

اليوغا وفوائدها في تقليل الضغوط

حتى المتدربون المبتدئون يميلون الى الشعور بضغوط اقل والهدوء اكثر بعد اول درس. تمارين اليوغا وتمارين التنفس التي تنفذ خلالها تقلل من “الضجيج العقلي” الذي يسبب الضغط النفسي. تقنيات التنفس العميق تركز التفكير والوعي بالتنفس فقط وبذلك تساهم في الاسترخاء.

كما وجدت ايضا الدراسات حول اليوغا سلسلة من التفاعلات البيوكيميائية التي تخفف التوتر والضغط، مثل خفض مستويات الدوبامين، النورابينبرين والابينبرين في الدماغ، تفاعل الذي يعطي شعورا من الهدوء. تشير بعض الدراسات الى ان زيادة افراز هرمون الاوكسيتوسين. ويرتبط هذا الهرمون بالشعور بالاسترخاء.

وداعا للريتالين؟ اليوغا لتحسين التركيز والحالة المزاجية

من الصعب علميا اثبات موضوع التركيز، القدرة على التركيز وحتى الحالة المزاجية لدى ممارسي اليوغا. يفيد ممارسو اليوغا بتحسن الحالة المزاجية، في الواقع تقريبا كل متدرب يوغا سوف يقول لكم انه يشعر بسعادة وارتياح ورضى اكبر عن حياته بعد كل درس.

مؤخرا، بدا الباحثون بفحص اثار اليوغا على الاكتئاب، ميزة التي قد تنتج عن ميل اليوغا لزيادة مستويات الاوكسجين في الدماغ. كما يجري بحث اليوغا كعلاج مساعد لتخفيف اعراض الوسواس القهري.

اليوغا وفوائدها  للقلب

ربما يكون احد اكثر المجالات التي يتم بحثها حول اليوغا وفوائدها، هو تاثيرها على امراض القلب. من المعروف منذ فترة طويلة ان اليوغا تساعد في خفض ضغط الدم وابطاء وتيرة ضربات القلب. خفض وتيرة ضربات القلب يمكن ان يفيد الاشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، امراض القلب والسكتة الدماغية.

تمارين اليوغا اصبحت على نحو متزايد طريقة اساسية في برامج اعادة التاهيل وشفاء امراض القلب من خلال برامج المحافظة على نمط الحياة والحمية الغذائية – ولكن من دون تدخل جراحي. على المستوى البيو كيميائي، فالدراسات تشير الى احتمال وجود تاثير مضاد للاكسدة لليوغا، خفض الكولسترول وحتى خفض مستوى الدهون الثلاثية في الجسم – مما يساعد على تقوية الجهاز المناعي.

هذا ليس كل شيء…هناك المزيد عن اليوغا وفوائدها …

وقد اظهرت بعض الدراسات ان لليوغا تاثير ايجابي على قدرة التعلم والذاكرة. يعزو باحثون اخرون لليوغا القدرة على ابطاء عملية الشيخوخة وتحسين مستويات الطاقة. من الصعب جدا بحث التاثير المحتمل لليوغا من الناحية العلمية، مثل رفع الوعي الروحي الذي يتطور لدى المتدربين. اذهبوا الى درس اليوغا وتحدثوا مع المتدربين، بعضهم حتى سوف يفصح لكم عن تحسن في العلاقة الزوجية والعلاقات في العمل. افضل طريقة لمعرفة كل الامور المفيدة التي يمكن لليوغا ان تحدثه لكم هي بالطبع … المحاولة!