Latest:

الطنين من منغصات الحياة

كم مرة شعرت بسماع صوت رنين أو صفير في أذنيك دون وجود صوت خارجي؟ لا بد ان ذلك الشعور كان مزعجاً وانك شعرت براحة كبيرة عند اختفائه.

الطنين هو شعور المريض بوجود صوت في الاذن او الرأس دون وجود مؤثر خارجي، و قد يكون مؤقتاً او دائماً في بعض الحالات. يُصيب الطنين حوالي 15% من سكان العالم و ترتفع تلك النسبة الى 33% عند الأشخاص ما فوق الستين عام، و ينعكس بصورة سلبية على جودة و طبيعة حياة الاشخاص المصابين به.

للطنين الدائم أثر نفسي كبير على شخصية المصابين، فغالباً ما يُعانون من قلق دائم وفي بعض الاحيان مناكتئاب مزمن، و قد يميلون الى الانعزالية، و يؤثر أيضاً على مستوى التركيز و اداء المهام بصورة مثالية.

الطنين قد يكون على اشكال متعددة كالصفير و الطقطقة و الهدير والحفيف.

وللطنين اسباب عديدة من أهمها:

1- فقدان السمع العصبي و غالباً ما يكون في الترددات العالية.و تعتمد شدة الطنين على مدى فقدان السمع في تلك الترددات، حيث أن التعرض لأصوات عالية أي التلوث السمعي سواء كان بصورة مزمنة او مفاجئة مما ينتج عنه ضمور في الخلايا السمعية ونقصان السمع المصاحب للطنين.

2- تصلب عظمة الركاب في الاذن .

3- خلل في مفصل الفك او عضلات سقف الحلق (و هو من الطنين الذي يمكن سماعه من قبل الطبيب).

4- ارتفاع ضغط الدم، حيث أنه في بعض الحالات قد يكون الطنين مؤشر لأمراض في الشرايين و الاوردة الرئيسية للرقبة، و يكون الطنين على شكل نبضات و يتم سماعه من قبل الطبيب.

5- انسداد القناة الخارجية للاذن بواسطة الشمع الصمغي.

6- اورام في الاذن الداخلية.

7- بعض الأمراض النفسية.

8- من الاعراض الجانبية للادوية كبعض المضادات الحيوية و مدرات البول و بعض الادوية المستخدمة في العلاج الكيماوي و الاسبيرين.

لتشخيص الطنين لابد من فحص شامل و كامل للجسم ككل، و لمنطقة الرأس و العنق خصوصاً، بالاضافة الى التاريخ المرضي لهم (لمعرفة طبيعة الطنين و مدته و هل هو دائم ام مؤقت على نفس الدرجة من الشدة ام متغير)، و تفاصيل الامراض المزمنة و العمليات الجراحية التي خضع لها المريض و الادوية التي يتناولها.

ولعلاج الطنين لابد من معرفة سبب الطنين؛ فقد يكون العلاج سهلاً كتنظيف الاذنين في حال كان السبب انسداد القناة الخارجية للاذن بالصمغ الشمعي، أو اعطاء ادوية مخفضة للضغط اذا كان السبب ارتفاع ضغط الدم، او اجراء عملية جراحية اذا كان السبب ثقب في غشاء الطبلة او تصلب في عظمة الركاب او ارتفاع في السائل المخي.

ملاحظة: من الامور التي تحتاج الى متابعة حثيثة و جهد دائم من قبل الطبيب المعالج بالتعاون مع المريض اذا كان سبب الطنين خلل في العصب السمعي؛ حيث أن هنالك بعض الادوية تُعطى لتحسين تغذية العصب السمعي و ازالة المواد الضارة كالجينكوبيلوبا و بعض المهدئات ومضادات الاكتئاب .

من طرق العلاج ايضاً:

– استخدام سماعات مخصصة تعمل على اصدار صوت مستمر(white noise) للتغطية على الطنين.

– العلاج بالموسيقى و تمارين اليوغا.

وبالنهاية ان علاج الطنين يتطلب تعاوناً حثيثاً بين الطبيب و المريض، وقانا الله و اياكم كل الشرور.