اضطرابات اللغة واسباب التأخر اللغوي عند الاطفال
اضطرابات اللغة: ما هي اسباب التاخر اللغوي عند الاطفال؟
عندما يلاحظ بعض الاباء والامهات تاخر اطفالهم عن التطور الطبيعي للنمو اللغوي (انظر الجدول رقم 3 الرابط التالي) فان ذلك يرجع الى احد الاسباب التالية:
1. نقص القدرة السمعية:
يجب التاكد من القدرة السمعية للطفل، حيث ان السمع هو اول خطوات تعلم اللغة واكتسابها، فاذا كان نقص السمع هو السبب في تاخر اللغة عند الطفل فيمكن التغلب عليه بارتداء سماعة الاذن المناسبة حيث تطور علم السمعيات تطورا كبيرا، كما انه يمكن زراعة القوقعة لبعض الحالات التي تعاني من ضعف شديد بالسمع.
2. نقص القدرة العقلية:
حيث ان اكتساب اللغة واستخدامها يعتمد بشكل كبير على القدرة العقلية للطفل، فانه كلما زاد التاخر العقلي، زاد التاخر اللغوي وقلت فرص تدريب الطفل وتنمية مهاراته اللغوية.
3. اسباب اجتماعية ونفسية:
المبالغة في تدليل الطفل او القسوة عليه.
المشاحنات المستمرة بين الابوين.
تمييز احد الاخوة عن الاخر.
التدخل الدائم من الاهل في لغة الطفل واستنكارها.
التدبير:
التاكد من القدرة السمعية والعقلية للطفل.
عرض الطفل على الطبيب او اخصائي النطق والتخاطب لتحديد سبب التاخر اللغوي ووضع برنامج لعلاج التاخر هذا.
التاكيد على دور الاهل في التغلب على الاسباب التي ادت الى هذه المشكلة ودورهم في تنفيذ البرنامج العلاجي.
ما هي الحبسة (Aphasia)؟
تتاثر بعض مراكز اللغة في الدماغ نتيجة التعرض لاذيات او انسداد في شرايين الدماغ مما يؤدي الى الحبسة، وهي عدة انواع، اهمها:
الحبسة التعبيرية (حبسة بروكا) Expressive:
حيث يصبح الشخص غير قادر على التعبير عن افكاره بشكل طبيعي او لديه بطء في التعبير، وتكون الجمل قصيرة برقية مع حذف حروف الوصل والتعريف (ال، من، على، و) بينما قدرته على الاستيعاب والفهم لما يسمعه سليمة، كما نجد صعوبة في قدرته على اعادة نطق ما يسمعه من كلمات (الترديد)، او ما يطلب منه استدعاؤه من كلمات من ذاكرته، وتنجم عن تلف في انسجة منطقة بروكا على النصف الايسر من الدماغ في مقدمة الفص الجبهي.
الحبسة الاستقبالية (حبسة فيرنيكة) Receptive:
حيث يصبح الشخص غير قادر على فهم الكلام واستيعاب ما يسمع وفي اعادة ما يطلب نطقه من كلمات واستدعاء الكلمات من الذاكرة، بينما تكون قدرته على الكلام بجمل طويلة سلسلة ولكن (في الغالب) بلا معنى. اما سبب الاصابة فهو تلف الخلايا في منطقة فيرنيكة الواقعة على الجزء الخلفي للفص الصدغي لنصف الدماغ الايسر.
الحبسة الشاملة (Global):
فيها تتاثر القدرة على الفهم والتعبير معا وتكون الاصابة واسعة في النسج الدماغية.
الحبسة التوصيلية (Conductive):
يحدث فيها صعوبة في النطق، اضافة الى خلل في التكرار والترديد وتسمية الاشياء، وفي استدعاء الكلمات من الذاكرة. اما القدرة على الكلام فتكون سليمة والفهم والاستيعاب لما يسمع سليمة تماما، وتكون الاذية في منطقة الحزمة المقوسة وفي الاليات العصبية التي تصل بين منطقتي بروكا وفيرنيكة يحدث فيها صعوبة في النطق اضافة الى خلل في التكرار والترديد وتسمية الاشياء.
الجدول رقم (4): مواقع الخلل في مناطق اللغة في الدماغ ومظاهرها.
نوع الحبسة |
الكلام |
النطق |
الفهم |
الترديد |
القواعد النحوية |
تسمية الاشياء |
1.الحبسة التعبيرية |
تنقص الطلاقة |
به خلل |
خلل بسيط |
محدود ويميل الى الحذف |
بسيط |
محدود |
2. الحبسة الاستقبالية |
طلاقة |
عادي |
به خلل |
به خلل (الابدال) |
معقدوبه اخطاء |
به خلل |
3. الحبسة التوصيلية |
طلاقة |
بعض الاصوات الخاطئة |
سليم |
به خلل |
بسيط |
به خلل |
4. حبسة شاملة |
تنقص الطلاقة |
به خلل |
به خلل |
محدود |
به اخطاء |
به خلل |
هل يوجد مظاهر اخرى لاصابة مراكز اللغة في الدماغ؟
نجد عدة اضطرابات تنجم عن اذيات دماغية مختلفة (نقص الاكسجة الدماغية – الرضوض – اختناق الوليد – التهاب السحايا- التهاب الدماغ وغيرها من الاسباب).
ومن هذه الاضطرابات نذكر:
- عسر القراءة (Dyslexia): (ضعف مهارات القراءة او البطء في القراءة).
- عسر الكتابة (Dysgraphia): (ضعف مهارات الكتابة).
- الخرق (خلل الاداء – Dyspraxia): (ضعف القدرة على التنسيق بين الجهاز العصبي وجهاز النطق).
- الرتة (عسر التلفظ – Dysarthria): (ضعف القدرة على تحريك اعضاء النطق).
- العمه (العجز عن ادراك منبه حسي – Agnosia): (ضعف القدرة على التعرف على الاشياء).
- حبسة التسمية (اللاتسمية – Anomia): (ضعف القدرة على تسمية الاشياء).
متلازمة جيرتسمان:
تتالف من العناصر التالية:
1. صعوبة في المقدرة الكتابية.
2. صعوبة في المقدرة الحسابية.
3. صعوبة في التمييز بين الجهة اليمنى واليسرى من الجسم.
4. صعوبة في تمييز الاصابع.
ويحتاج علاج هذه الحالات الى برامج طويلة الامد الهدف منها تنشيط المراكز اللغوية التي تاثرت واعادة بناء الجانب اللغوي الذي لم يعد كما كان، وقد يكون الجانب النحوي، الصرفي او الصوتي.
وتتوقف نتائج التدريب والتاهيل ومدى نجاحها في تحقيق اهدافها على عوامل عدة منها:
- مناطق الدماغ التي اصيبت وما تحويه من مراكز ومدى التلف وعمق الاصابة.
- سبب الاصابة: نقص الاكسجة الولادية، اختناق الوليد، التهاب السحايا والدماغ، الحوادث، المرض، الاورام.
- عمر الفرد عند حدوث الاصابة او اثناء الحمل.
- مرحلة تعلم او استيعاب اللغة من قبل حدوث الاصابة.
- الحالة الصحية للفرد المصاب.
- مستوى ذكاء الفرد قبل الاصابة.
- مدى الاسراع في اسعاف الفرد المصاب بعد حدوث الاصابة.
- دقة اجراءات الكشف عن نتائج الاصابة وصحة التشخيص.
- المبادرة الفورية في بدء برامج التاهيل والتدريب المبكر بعد التشخيص.
- ادراك المصاب وذويه اهمية وجدوى التاهيل والتجاوب معه بالحماسة اللازمة.
كما ترتبط درجة نجاح برامج التاهيل بمدى وعي اخصائي التاهيل بمشكلات الفرد المصاب والحالة النفسية التي تترتب على الاصابة. اما بالنسبة الى اخصائي التخاطب فمن الضروري ان يدرك من بادئ الامر انه معالج وليس مدرسا يرغب في تعليم الطفل بعض الكلمات وقواعد استخدامها في تكوين الجمل، فان وظيفته هي التواصل معه وبناء الثقة، وتدريب الطفل على التقدم المتواصل في استخدام القواعد والمهارات اللغوية ومقومات الاتصال الى اقصى حد ممكن.
على اخصائي التخاطب ان يستخدم المنبهات البصرية بالترافق مع المنبهات الصوتية، وتستمر مساعدة الاخصائي للطفل بتلك التنبيهات المزدوجة حتى يستطيع الاعتماد على نفسه فيتجاوب دون مساعدة من الاخصائي ويتمكن من الاقتصار على طريقة واحدة فقط سمعية او بصرية.
على الاخصائي الذي يعمل مع الطفل في تنفيذ برنامجه التعليمي ان يبدا بكلمات مفهومة معروفة دارجة بسيطة بشكل تدريجي لينتقل من مستوى الى مستوى اعلى واكثر من حيث درجة الصعوبة.
من الضروري بطبيعة الحال، الاعتماد على التكرار لتثبيت وتدعيم ما اكتسبه الطفل من خبرات سابقة والاستمرار بالتكرار حتى حدوث الاستجابة الصحيحة في النهاية، وليتذرع الاخصائي المعالج بالصبر واعطاء الفرصة من خلال التكرار لتحقيق التحسن التدريجي.
والملاحظ انه مع زيادة الحصيلة اللغوية السليمة تقل نسبة الاستجابة الخاطئة، كما ان تدريب المعالج للطفل على تهجي الكلمات وخاصة الصعبة (لاحقا) وتشجيعه على كتابة جمل يمليها المعالج كذلك القراءة بصوت مسموع يساعد على تحقيق الهدف، ويزيد من قدرة الطفل على الحديث والقراءة والكتابة الصحيحة، وفيما يخص العلاج بالادوية فانه ما يزال في مرحلة التجارب ولم يتوصل الى نتائج مؤكدة، ويبقى الامر الواقع ان الحبسة غير قابلة للعلاج حتى الان الا في حالات نادرة ناجمة عن اصابة خفيفة لبعض اجزاء معينة من المخ قد تزول اعراضها تلقائيا بعد فترة اعاقة مؤقتة، وفيما عدا ذلك تبقى برامج العلاج النفسي مع جلسات علاج التخاطب هي الاساس في عمليات التاهيل لرفع مستوى اداء الطفل المصاب الى اقصى حد ممكن تسمح به المهارات اللغوية المتبقية