Latest:

الغيرة أسبابها وطرق التخلص منها

حياناً تراودك يا آدم الشكوك بأن لشريكتك علاقة مع رجل آخر. وربما أنت بكل بساطة من النوع الشكاك أو الغيور.

إنها الغيرة، ذلك الشعور الذي يغلي في داخلك يا حواء عندما ترين شريكك يتودد إلى شخص آخر، أو عند مصادفة صديقة أو خطيبة سابقة لمن تحبين.

 مع أن بعض الغيرة وارد في مختلف العلاقات، لاشك أن الإفراط في الغيرة يقلب حياتكما رأساً على عقب، وربما يؤدي إلى عواقب مدمرة.

 

ما هي الغيرة؟    

 الغيرة هي نوع من الحسد، شعور بأننا نرغب باقتناء ما يملكه شخص آخر: ملابس أو سيارة أو منزل!
تتمثل الغيرة أيضاً بالخوف من فقدان إنسان عزيز، إنه شعور يمتزج فيه حب التملك والغضب. إحساس بإمكانية قيامهم بالتخلي عنك. مثل شعور الطفلة عندما يرتبط والدها بشريكة جديدة وتشعر بأن والدها سيحب زوجته الجديدة أكثر منها. تتجلى الغيرة في الخوف من فقدان الحبيب لشخص آخر، أو الغضب عندما نشعر أن من نحبه قد تعرف على شخص آخر احتل مكاننا.
الغيرة شعور قد يراود أي إنسان في مرحلة ما. الشعور بقليل من الغيرة أمر طبيعي تماماً. فمن الوارد أن نشعر بعدم الأمان إزاء مشاعر الطرف الآخر تجاهنا أو تجاه غيرنا. غير أن الأمر يصبح شائكاً حين تأخذ الغيرة بتعكير صفو علاقتنا وتنعدم الثقة بينا وبين الشريك.

 

سبعة أسباب أساسية

توصلت البحوث إلى أن هناك سبعة أسباب أساسية للغيرة. بعضها ناجم عن مخاوف مبررة وبعضها الآخر مصدرها مخاوف غير عقلانية.
 

أولا:

  على رأس القائمة طبعاً أن يكون الحبيب/ة أو الخطيب/ة السابق/ة هو السبب في الشعور بالغيرة… والمزيد حول هذا الاتهام الشائك في الحقيقة الثالثة.

ثانياً:

الخوف – دون سبب مبرر – من قيام من نحب بالتخلي عنا لشخص آخر.

ثالثاً:

ماضي الحبيب(ة)،  إذا قام بالخيانة في السابق وشعورنا بالقلق من أن يحدث هذا مرة أخرى معنا.

رابعاً:

أقارب أو أصدقاء الشريك(ة) والذين نشعر بأنهم يؤثرون عليه أو عليها ويؤثرون على العلاقة بينكما. وقد يخلق ذلك جواً من التوتر في العلاقة.

خامساً:

الشعور بعدم الأمان نتيجة لغياب الطرف الآخر، وعدم معرفة مكان تواجد أو تواجدها وكيفية قضاء وقته. غير أن محاولة التجسس قد تزيد المسألة سوءاً، ولذلك من الأفضل مصارحة الطرف الآخر حول مشاعرك.

سادساً:

يقوم الطرف الآخر باختلاق أكاذيب حول أمور عابرة، الأمر الذي يثير الشك في النفس: ما الدليل أنها أو أنه لن يكذب عليّ حول أمور أخرى أكثر جدية؟

سابعاً:

ترتبط هذه النقطة بالنقطة السابقة، وهي عندما يقوم الطرف الآخر بعمل ما يزرع الشك، ويهز ثقتنا بهم. الثقة مفتاح أي علاقة سليمة وسعيدة.

حين يحاصرنا ماضي من نحب

لنركز أكثر على أبرز الأسباب الداعية للغيرة وتحديداً تجربة الحب السابقة. من الطبيعي أن يكون هناك ماضي أو تجربة سابقة لعدة أشخاص. ولكن الشعور بأن شخصاً ما شارك من نحب بأمور حميمة يضايق البعض. ربما تبادل الشريك أو الشريكة مشاعر الحب والألفة لسنوات أو حتى أشهر مع شخص آخر،وربما هناك ذكريات ولحظات وتجارب جمعتهما.

من السهل الشعور بالقشعريرة من ماضي من نحب، خاصة إذا كانت هناك صداقة ما زالت تجمع بينهما أو إذا كان من أحبها في الأضواء: تسكن قريباً أو تعمل معه.
ومع أن الأمر صعب للغاية، ليس أمامنا سوى أن نحاول ابتلاع حسرتنا ومحاولة الثقة بمن نحب. فإذا كنا سنقلب الطاولة كلما ذكر الحبيب تجربته السابقة، سيتعكر صفو العلاقة.

دعونا نتحدث عن مشاعرنا – ولكن ليس بطريقة استفزازية تنتهي بخصام. وربما ينبغي علينا أن تذكر أنفسنا أن الشريك(ة) اختارنا أو اختارتنا فوق الآخرين.

الغيرة و… وجبات الطعام

لم ننته بعد من موضوع ماضي الحبيب وسوابقه .فالموضوع متعلق بتناول الطعام . يبدو أن تناول وجبه بسيطة أو فنجان من القهوة مع شخص من الماضي يثير مشاعر الغيرة أكثر من ضبط نقاش ساخن على الهاتف. حيث كشفت الدراسات المتعلقة بالغيرة أن الالتقاء بشخص من ماضيك وقيامكما بالاستمتاع بوجبة طعام مشتركة يمكن أن تثير غضب وغيرة الشريك بشكل ربما لا تتخيله.
إن أقل ما يمكن أن يثير غيرة الطرف الآخر هو تبادل البريد الالكتروني.

أما التحدث عبر الهاتف أو اللقاء لقهوة سريعة مع شريك سابق، يمكن أن يجعل الشريك الجديد أكثر غيرة. وجبات الطعام المشتركة هي أكثر ما يمكن أن يثير غضب الشريكة أو الشريك الغيور وفقاً للإستطلاعات الرأي التي اجريت في هذا الإطار.  
ولكن، من يغار أكثر؟ الشباب أم الفتيات؟

ليس هنالك  فرق بينهما – على الأقل وفقاً لبحث أجري على مجموعة من طلبة الجامعات الأمريكية.

كذلك كشف البحث عدم وجود فروق بين الرجال والنساء فيما يتعلق بطبيعة مشاعر الغيرة التي تراودهم.

الصراحة والثقة

من الممكن أن تؤدي الغيرة الزائدة إلى تدمير العلاقة على المدى الطويل. وهذا عكس ما نسعى له حين تتملكنا مشاعر الغيرة. ولكن هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها كي لا ينتهي بك الأمر بانفصال مرير.
أولاً: كالعادة محاولة الحوار والتفاهم مع الشريك/ة. يمكن وصف ما يجول في داخلك بصراحة وموضوعية ومحاولة حل المشاكل سوية.
ثانيا: راجع/ي نفسك وحاول/ي معرفة أسباب الشعور بالغيرة. هل تصرف الطرف الآخر بطريقة تجعلك تغارين أكثر؟ ابحث(ي) عن مسببات ذلك الشعور.
وأخيراً وليس آخراً، لا يجب أن ننسى أن مفتاح نجاح مختلف العلاقات هو…  الثقة.

من المفترض أن الشريك يريد أن يكون معك فقط. وإذا لم يكن من الممكن أن تثق بالطرف الآخر، حتى عند مراجعة مصدر غيرتك ومحاولة التعامل معه، ربما ينبغي وضع النقاط على الحروف وإعادة التفكير بالعلاقة أصلاً.