مخاطر كتابة الرسائل القصيرة أثناء المشي والقيادة
هل فكرت يوماً بمدى خطورة تبادل الرسائل القصيرة أثناء المشي أو القيادة؟ تتعدد هذه المخاطر لدرجة تصل إلى التسبب بالتعرض لإصابات بليغة وحوادث قد تودي بحياة الشخص أو حتى حياة غيره.
فالأمر لا يقتصر على كتابة الرسائل التي تشتت الانتباه فحسب، وإنما تتسبب تلك الرسائل بسلوكيات خطرة أخرى، منها ما يلي
القيام بعدة مهام في وقت واحد :
بناء على إحدى الدراسات، تبين أن نحو 77% ممن أجابوا على الأسئلة التي طرحت عليهم أنهم بالفعل يقومون بتبادل الرسائل القصيرة فضلاً عن إرسال الرسائل عبر البريد الإلكتروني من خلال الهاتف المحمول أثناء القيادة. وهذا يدل على أن هناك عددا مهولاً من الأشخاص الذين يحاولون ممارسة “مهارة” القيام بنشاط ما، وهو هنا تبادل الرسائل القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى واحد من النشاطات التي تعد ضمن أكثر المهام خطورة، وهي القيادة. أما ما يجعل الأمر خطراً، فهو أن الدماغ ليس مصمما للتعامل مع مهمتين في وقت واحد.
و بالرغم من توظيف مئة مليار عصبون لمعالجة المعلومات بمعدل قد يصل إلى 1000 مرة في الثانية الواحدة، إلا أن الدماغ ﻻ يمتلك القدرة على القيام بمهمتين في وقت واحد.
منع الشخص من تركيز النظر على الشارع أو الطريق الذي يمشي به :
تبين من خلال إحدى الدراسات التي أشارت إلى أن من يقومون بقيادة السيارة أثناء تبادل الرسائل القصيرة يكون سلوكهم مشابها لسلوك الشخص الثمل. كما وتبين أن من يسيرون على أقدامهم أثناء تبادل تلك الرسائل لا يستطيعون المشي بشكل طبيعي أو بخط مستقيم، إذ تكون طريقة مشيهم خطرة، حيث ينحرفون في مشيتهم ويمشون بشكل أبطأ من المعتاد أو المطلوب ، و يقومون بتحريك رؤوسهم حركات يراها الآخرون على أنها عشوائية ، وذلك من دون قصد . كما وأن رؤوسهم لا تبقى مستقرة في مكانها كما يجب ، فهي تدور لإبقاء العينين مركزة على الهاتف المحمول. فضلاً عن ذلك، فهم يحركون رؤوسهم مع أذرعهم وجذوعهم بشكل متيبس، ما يجعلهم أكثر عرضة من غيرهم للسقوط في حالة التعرض إلى عائق ما.
زيادة احتمالية التعرض للحوادث لدى من يقودون الشاحنات الثقيلة ممن يرسلون ويستقبلون الرسائل القصيرة أثناء القيادة :
تبادل الرسائل القصيرة أثناء قيادة الشاحنات الثقيلة يزيد من احتمالية التعرض للحوادث بزيادة تصل إلى 23 مرة مقارنة بغيرهم. فضلاً عن ذلك، فقد أشار بحث إلى أن هناك اختلافاً كبيراً بين تبادل الرسائل القصيرة والتحدث عبر الهاتف أو مع شخص داخل المركبة، إذ أن الحديث والاستماع يمنح السائق المجال لإبقاء بصره على الشارع، كما وأنه لم يرتبط بالمخاطر بالدرجة التي ارتبط بها تبادل الرسائل القصيرة. فالرسائل القصيرة تجبر الشخص على إبقاء نظره على شاشة الهاتف المحمول، إلا أن هذا لا يعني إطلاقا أن التحدث عبر الهاتف المحمول أو فقدان التركيز عبر التحدث مع شخص ما في المركبة لا يعدان خطران، إلا أن نسبة خطورتهما تقل عن القيام بتبادل الرسائل القصيرة.
إزالة يد واحدة أو كلتي اليدين عن مقود السيارة :
لا يقوم الشخص بأكثر من مهمة بوقت واحد ولا يتوقف تركيزه عن الطريق فحسب عند تبادل الرسائل القصيرة، وإنما أيضا يكون عليه قيادة السيارة بيد واحدة، إذ وجد أن السيطرة على المقود لدى من يقومون بتبادل الرسائل القصيرة كانت أسوأ بما يصل إلى 91% مقارنة بمن ﻻ يقومون بذلك.
باختصار، يجب عدم تبادل الرسائل القصيرة أو الاتصالات الهاتفية على الإطلاق أثناء القيادة أو المشي في الشارع تحت أي ظرف كان، حتى وإن كان الشخص يقف على إشارة المرور. أما في حالة الاضطرار إلى ذلك، فيجب الوقوف على جانب الطريق. وذلك ليس لحماية السائق فقط، وإنما لحماية من في الشارع أيضا.