احتكاك مفصل الركبة
هنالك عدة عوامل تؤدي لإحداث تغير داخل مفصل الركبة وهذه الأسباب متنوعة، لإيضاح هذه الأسباب نحاول أن نقسمها لعوامل أولية، وعوامل ثانوية.
العوامل الأولية
– بسبب عيب خلقي في المفصل، أو بسبب التعرض لهشاشة العظام في سن مبكر لدى الأطفال (نقص في فيتامين د) سابقا كان يطلق عليه مرض الكساح.
– هذه الهشاشة في سن مبكر إن لم تعالج بشكل صحيح تؤدي لتقوس في كلا مفصلي الركبتين، و مع التقدم في السن يتعرض مفصل الركبة لمزيد من الإحتكاك في القسم الداخلي منه، مما يؤدي لإحداث تغير تدريجي في الغضروف و على الأخص الداخلي منه، مما يبكر في تمزقه، و الذي بدوره يحوله لجسم غريب داخل مفصل الركبة.
– من ثم تتعرض الأسطح المفصلية لكل من عظم الفخذ و عظم الساق للجفاف التدريجي وزيادة نسبة الإحتكاك مع التقدم في العمر و زيادة الوزن.
– تشكل هذه الفئة العمرية الصغرى من الإحتكاك المفصلي الذي قد يستدعي المصاب لتغيير المفصل (35 سنة-55سنة).
العوامل الثانوية
أ- العوامل المباشرة:
– هي التعرض أثناء المشي أو الحركة أي كانت، أو ممارسة الرياضة لإصابة في مفصل الركبة، تؤدي لإصابة أي جزء من المفصل (بشكل داخلي) ككسر في أحد أجزاء المفصل، أو إصابة في الغضروف سواء الداخلي أو الخارجي، مع عدم تلقي العلاج مما يضاعف من إحداث أسباب تغير داخل المفصل.
ب- العوامل غير المباشرة:
– التي غالبا لا يذكر منها المصاب بألم في مفصل الركبة شيئاً.
– تنتج عند الجلوس على الأرض تربيع، جلوس القرفصاء، السجود.
– غالباً في هذه الوضعية ما يتعرض الغضروف الداخلي على الأخص أثناء التربيع للدخول داخل مفصل الركبة، و مع طول زمن الجلوس يتموضع بين عظمي الساق والفخذ بوضع ما بين طرفي كماشة، وعند محاولة النهوض لا يعود لوضعه الإعتيادي السابق بسرعة مما يؤدي لإصابته بتهتك تدريجي مع تكرار الجلوس، أو تكرار الحركة.
– عندما يتطور انقراص الغضروف؛ فإن الأجزاء التى تعرضت للتمزق تتحول لأجسام أكثر صلابة من الغضروف السليم مما يحولها لأجسام غريبة داخل المفصل معرضة المفصل للإحتكاك وعليه يبدأ المفصل بالإنحراف التدريجي معرضاً الأسطح المفصلية لمزيد من التقوس محدثةً تغيراً في زاوية الرفع مع تغير في القوى العضلية التي تتعرض بدورها لمزيد من القوة والتي لا تستطيع تحملها لوجود عامل الوزن أيضا.
لقد أسهبنا بذكر العوامل غير المباشرة؛ نظرا لأن معظم المرضى الذين يتعرضون لإصابات مباشرة يقومون بمراجعة الأطباء ويتلقون العلاج في حينه على عكس غير المباشرة والتى يحاول فيها المصاب بتلقي أي علاج يبعد عنه الألم والذي يدخله في متاهة.
من هنا تكون الأسباب غير المباشرة هي السبب الأكبر لإحتكاك مفصل الركبة (يدخل في ذلك العوامل الإجتماعية و العادات والتقاليد)؛ حيث لوحظ علمياً بأن العادات الإجتماعية مثلاً في المجتمع الغربي (الجلوس على المقاعد) يتعرضون بكثرة للإصابة في مفصل الفخذ كسبب غير مباشر؛ على أن المجتمعات الشرقية تجلس بكثرة على الأرض فتتعرض للإصابة أكثر في مفصل الركبة.