كيف نحمي أنفسنا من خشونة المفاصل
معروف ان مرض خشونة المفاصل بأنواعه و بغض النظر عن المفاصل المصابة به انه مرض مزمن ، تصاعدي و مؤلم و مكلف ماديا و معنويا على المريض واهله و الادوية المستخدمة في علاجه هي فقط لتخفيف اعراض الالم الناتج عنه ولا تشفي المرض نفسه و لها من المضار الجانبية على المعدة و الكبد و الكلى ما لها ولا يمكن ايقافه بالوسائل العلاجية المتوفرة للآن على مستوى العالم و الطريقة المثلى لعلاجه هي عمليات استبدال المفاصل الصناعية وهذه العملية هي عملية انقاذية للمفصل ولا تزال مكلفة ماديا على الكثير من الناس ولا تجد الشعبية و القبول لدى الكثيرين ولاسباب كثيرة اهمها ضعف النتائج النهائية مقارنة بالمأمول قبل العملية وللاسف نقطة الضعف هنا هي نحن جراحي العظام انفسنا !!!
للمزيد:
حياة جديدة وبعيدة عن الألم مع استبدال وزراعة المفاصل
استبدال مفصل الورك بالكامل: الاحتياطات بعد استبدال المفصل
الوقاية من خشونة المفاصل
وكما يقولون ( غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون ) في الزراعة ، يقابلها في الطب نتعلم اليوم ليعيش ابناؤنا بصحة غدا ؛ فهذه المقالة موجهة للجيل الحالي من الاباء للحفاظ على مفاصل ابنائهم من الاجيال القادمة و ذلك لان عملية الحفاظ على المفاصل و حمايتها من الخشونة المستقبلية تبدأ منذ الولادة حيث تقع المسؤوليه على الوالدي بالكشف على مولودهما و التأكد من عدم وجود اي تشوهات خلقية بالمفاصل او العظام حولها و التي اذا تأخر علاجها او اهملت تؤدي الى خشونة مفاصل لاحقا .
ومن اهم هذه الامثلة خلع الورك الولادي حيث الكشف المبكر و علاجه اصبح جدا سهل و ضمن مقدرة الجميع ومن الامثلة ايضا القدم القحفاء المهمل علاجها .
وهنا اود التأكيد على علاج هذه المشاكل حتى بدرجاتها البسيطة لانها تؤدي لخشونة مفاصل مبكرة في المستقبل .
للمزيد:
ما هو مرض خشونة المفاصل
و التشوهات المكتسبة مع نمو الطفل خصوصا تقوس الساقين او عظم الفخذ هي كذلك من الاسباب المهمة التي تؤدي الى خشونة المفاصل اذا اهملت او لم تعالج بشكل صحيح و هي شائعة جدا و اهم اسبابها نقص فيتامين د فدرهم وقاية في هذا العمر خير من قنطار علاج في المستقبل .
كما ان مرض نقص تروية راس عظم الفخذ من الاسباب اذا تأخر علاجه و امراض اخرى كثيرة …
وتبقى مسؤولية الوالدين قائمة مع نمو اطفالهم ووصولهم لمرحلة البلوغ حيث ان تعرض الطفل لايكسر في عظام الساق او الفخذ تحديدا و عدم معالجته بطريقة علمية مثالية من ناحية الانحراف الداخلي او الخارجي او الدوران او القصر فوجود اي من هذه التشوهات يؤدي الى خشونة في المفاصل القريبة منها .
كما ان الاطفال في هذه الفترة العمريه معرضين لاصابات الغضاريف خاصة بمفصل الركبة و يجب ان يتم علاجها ان حدثت باسرع ما يمكن حتى لا تتزايد و تؤثر على المفصل مستقبلا .
فيما يتعلق بالبالغين فان اهم وسائل الوقاية من الخشونة المفصلية هي :
تجنب الاصابات الرياضية من قطع اربطة او اصابات غضاريف هلاليه او اسطح مفصلية وذلك بتجنب الرياضات العنيفة وفي حال حدوث اي من هذه الاصابات فان العلاج الفوري لها وعدم تأخيرها او اهمالها يساعد كثيرا في الحفاظ على مفاصلهم من الخشونة . كما انه من الاسباب المهمة لخشونة المفاصل هي الكسور بأنواعها وخصوصا الكسور المفصلية وما ينتج عن علاجها من تشوهات ( انحرافات جانبية او دوران او قصر او غيرها ) او عدم اعادة بناء السطح المفصلي كما كان .
للمزيد:
تمزق الغضروف الهلالي لمفصل الركبة
لذا من المهم جدا علاج الكسور بأنواعها بشكل مثالي و أؤكد بشكل مثالي حتى نجنب المريض الخشونة المبكرة لمفاصله .
كل ما ذكر للآن يحمي من الخشونه الثانويه اما فيما يتعلق بالخشونة الاوليه فانا نحمي انفسنا منهابالحفاظ على الوزن الصحي المعتدل و تجنب السمنه , كما ان ممارسة الرياضات الخفيفة تساعد في المحافظة على ليونة المفاصل .
بالاضافة الى تجنب الاحمال الثقيلة .
ومن الاسباب المهمة لخشونة المفاصل الاولية مرض السكري؛ فمنذ ستينيات القرن الماضي كانت هناك دراسات تلوم مرض السكري بأنه مسبب لخشونة المفاصل وتم تأكيد ذلك من خلال الدراسات الحديثة التي بينت كيف ان ارتفاع مستوى السكر خصوصا عند النوع الثاني من مرضى السكري يؤدي الى تسمم الخلايا الغضروفية بالمفاصل عن طريق افراز مواد سامه .
كما ان ارتفاع مستوى السكر يؤدي الى منع الخلايا الغضروفية من انتاج الكولاجين وهو من اهم مكونات الغضاريف ؛ لذا فان ضبط مستوى السكر عند المرضى اصحاب النوع الثاني من السكري مهم جدا في منع حدوث الخشونة المبكرة بالمفاصل مستقبلا