Latest:

فرق العمر بين الوالدين، كم هو مهم لصحة أبنائهم؟

كثر الدراسات حول الأمراض غير معروفة الأسباب في محاولة للكشف عن هذه الأسباب المجهولة ولعل من أهم هذه الأمراض المنتشرة في هذا العصر، مرض التوحد وهو  عجز تطوري معقد، يظهر نموذجياً خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ الطبيعية، وفي مجالات التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل. ويُظهر الأشخاص (الأطفال والبالغون) التوحديون صعوبة في التواصل الكلامي وغير الكلامي وفي التفاعل الاجتماعي وفي اللعب واللهو والنشاط، أثناء ساعات الفراغ. وينتمي التوحد الى مجموعة من خمسة اضطرابات نمائية – عصبية، تتميز بقصور شديد وشامل في عدة مجالات تطورية. 
وقد أثبت الباحثين في أكبر دراسة متعددة الجنسيات تبحث في عمر الوالدين وخطر الإصابة بالتوحد أن الأطفال المولودين لأمهات في سن المراهقة، أو لآباء كبار السن أو مع فجوة عمرية  بين الأب والأم تقارب 10 سنوات أو أكثر لديهم خطر أعلى للإصابة بالتوحد مقارنة بالأطفال الآخرين.
نشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة (Molecular Psychiatry).
 تنطوى الدراسة على تحليل أكثر من 5.7 مليون طفل في أستراليا والدنمارك وإسرائيل والنرويج والسويد. أكثر من 30,000 مصاب بمرض التوحد، كُل المشاركين في الدراسة وُلدوا في الفترة ما بين 1985-2004 وتم متابعة نموهم وتطورهم من قبل الباحثين حتى عام 2009.
ووجد الباحثون أن معدل انتشار التوحد أعلى بنسبة 66٪ في الأطفال الذين يولدون لآباء كبار السن تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق،  وأعلى بنسبة 28٪ في الأطفال الذين يولدون لآباء في سن الأربعين،  وكل ذلك مقارنة بالأطفال الذين ولدوا لآباء في سن العشرينات.
وبالمثل، كان انتشار التوحد بين الأطفال الذين يولدون لأمهات في سن الأربعين أعلى بنسبة  15٪  مقارنة مع الأطفال الذين ولدوا لأمهات في سن العشرينات. ومع ذلك، كانت معدلات التوحد أيضا أعلى بنسبة 18٪ بين الأطفال الذين ولدوا لأمهات في سن المراهقة.
ارتفعت معدلات التوحد أيضا عندما كان كلا الوالدين مُسنين أو هناك فجوات متسعة بين أعمار الآباء بغض النظر من كان الأكبر سناً الأب أم الأم،. وكانت معدلات التوحد أعلى ما يكون عندما كان سن الأب 35-44 عاماً والفرق بينه وبين زوجته 10 سنوات أو أكثر.

ومن العوامل الأخرى التي تم الحديث عنها سابقاً والمتوقع أن يكون لها دور في تطوير مرض التوحد:
  • العوامل الجينية:
أشارت الدراسات إلى زيادة في معدل إصابة أشقاء الطفل التوحدي بالتوحد بمقدار يتراوح بين 49-199 مرة. أضف الى ذلك أنه في حال عدم إصابة أشقاء الطفل التوحدي بالتوحد، فهم معرضون للإصابة باضطرابات أخرى لها علاقة بتواصل المهارات الاجتماعية. كذلك فقد أظهرت التحاليل الترابطية (الإسهامية) إلى أن مناطق معينة من الكروموسومات 7 و 2 و 4 و 15 و 19 من المرجح أنها تساهم في الأساس الجيني للتوحد. كذلك فإن نسبة ظهور التوحد لدى التوأمين المتشابهين (وحيدي اللاقحة) أكثر من التوأمين غير المتشابهين (ازدواجيي اللاقحة).
أشارت الدراسات أيضاً الى أن الأطفال المصابين بالتوحد قد يعانون من بعض الاضطرابات الجينية :
– فمثلاً واحد في المائة من الأطفال الذين لديهم توحد يعانون أيضاً من متلازمة الكروموسوم الهش (X. Fragile Syndrome)
– في حين 2% من أطفال التوحد عرضة للإصابة بمرض التصّلب الحَدَبي (Tuberous Sclerosis).
– بيلةُ الفينيل كيتون إذا لم يعالج.
  • العوامل البيولوجية:
  تؤكد المعلومة العلمية، التي تُظهر أن نسبة عالية من الأطفال التوحديين تعاني من التخلف العقلي، ونسبة أكثر من المتوقع أن تعاني من الصرع (Epilepsy)  نحو 4 الى 32 في المئة من الأشخاص التوحديين يعانون (أو عانوا في فترة زمنية معينة من حياتهم) من الصرع التوتري – الارتجاجي (Tonic – Clonic) أو ما يعرف باسم الصرع الكبير (Grand mal) وقد أظهر تخطيط كهربائية الدماغ  (EEG) العديد من التسجيلات غير الطبيعية عند نحو 11 – 83 في المئة من مرضى التوحد.
 و هذا يؤكد على الدور المهم للعامل البيولوجي في إصابة الطفل بالتوحد.
وقد أشارت الدراسات العديدة الى أن نحو ثلثي الأطفال التوحديين (69 في المئة تقريباً) مصابون بالتخلف العقلي.
كذلك فقد يصاحب التوحد حالات مرضية عصبية، وخاصة الحصبة الخلقية (Congenital Rubella) وبيلة الفنيل كيتون (Phenylketonuria) والتصلب المعجر.
  • العوامل المناعية:
أشارت العديد من الأبحاث والدراسات الى أن عدم التوافق المناعي (Immunological Incompatibility) قد يساهم في حدوث التوحد، حيث تبين أن كريات الدم البيضاء من النوع اللمفاوي (Lymphocytes) التي تخص الجنين قد تتفاعل مع الأجسام المضادة للأم، والذي بدوره يرفع إمكانية تلف أو خراب النسيج العصبي للجنين.
  • العوامل حول الولادة:
أشارت دراسة حديثة الى أن التاريخ المرضي للأطفال التوحديين يشير الى أن نسبة اصابة أمهاتهم بالنزيف بعد الثلث الأول من الحمل، إضافة الى وجود عقي (غائط الجنين) في السائل الأمنيوني عالية مقارنة مع باقي الأطفال. كذلك فقد أشارت نفس الدراسة الى أن التاريخ المرضي للتوحديين يشير الى أن نسبة إصابتهم بفقر الدم (Anemia) ومتلازمة الضائقة التنفسية (Respiratory Distress Syndrome) في الشهر الأول بعد الولادة عالية مقارنة مع باقي الأطفال، وأن الأطفال التوحديين يكونون أكثر وزناً لدى الولادة.
  • العوامل الدماغية:
أشارت عدة دراسات الى أن نسبة ارتفاع الناقل العصبي السيروتونين (Serotonin) في دم الأطفال التوحديين (الذين لا يعانون أيضاً من التخلف العقلي) مرتفعة بشكل ملحوظ.
كذلك فقد أشارت نفس الدراسة الى تضخم المادتين الرمادية (السنجابية) والبيضاء في المخ لدى الأطفال التوحديين في سن سنتين (غير أن المخيخ يبقى سليماً). كذلك فقد لوحظ عند الأطفال المذكورين سابقاً كبر محيط الرأس في سن 12 شهراً. وقد يعود ذلك الى تضخم كل من الفص الصدغي (Temporal Lobe) والقذالي (Occipital Lobe) والجداري (Parietal Lobe)، في حين لم يطرأ تغير على الفص الجبهي (Frontal Lobe).

فرق العمر بين الوالدين، كم هو مهم لصحة أبنائهم؟

كثر الدراسات حول الأمراض غير معروفة الأسباب في محاولة للكشف عن هذه الأسباب المجهولة ولعل من أهم هذه الأمراض المنتشرة في هذا العصر، مرض التوحد وهو  عجز تطوري معقد، يظهر نموذجياً خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ الطبيعية، وفي مجالات التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل. ويُظهر الأشخاص (الأطفال والبالغون) التوحديون صعوبة في التواصل الكلامي وغير الكلامي وفي التفاعل الاجتماعي وفي اللعب واللهو والنشاط، أثناء ساعات الفراغ. وينتمي التوحد الى مجموعة من خمسة اضطرابات نمائية – عصبية، تتميز بقصور شديد وشامل في عدة مجالات تطورية. 
وقد أثبت الباحثين في أكبر دراسة متعددة الجنسيات تبحث في عمر الوالدين وخطر الإصابة بالتوحد أن الأطفال المولودين لأمهات في سن المراهقة، أو لآباء كبار السن أو مع فجوة عمرية  بين الأب والأم تقارب 10 سنوات أو أكثر لديهم خطر أعلى للإصابة بالتوحد مقارنة بالأطفال الآخرين.
نشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة (Molecular Psychiatry).
 تنطوى الدراسة على تحليل أكثر من 5.7 مليون طفل في أستراليا والدنمارك وإسرائيل والنرويج والسويد. أكثر من 30,000 مصاب بمرض التوحد، كُل المشاركين في الدراسة وُلدوا في الفترة ما بين 1985-2004 وتم متابعة نموهم وتطورهم من قبل الباحثين حتى عام 2009.
ووجد الباحثون أن معدل انتشار التوحد أعلى بنسبة 66٪ في الأطفال الذين يولدون لآباء كبار السن تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق،  وأعلى بنسبة 28٪ في الأطفال الذين يولدون لآباء في سن الأربعين،  وكل ذلك مقارنة بالأطفال الذين ولدوا لآباء في سن العشرينات.
وبالمثل، كان انتشار التوحد بين الأطفال الذين يولدون لأمهات في سن الأربعين أعلى بنسبة  15٪  مقارنة مع الأطفال الذين ولدوا لأمهات في سن العشرينات. ومع ذلك، كانت معدلات التوحد أيضا أعلى بنسبة 18٪ بين الأطفال الذين ولدوا لأمهات في سن المراهقة.
ارتفعت معدلات التوحد أيضا عندما كان كلا الوالدين مُسنين أو هناك فجوات متسعة بين أعمار الآباء بغض النظر من كان الأكبر سناً الأب أم الأم،. وكانت معدلات التوحد أعلى ما يكون عندما كان سن الأب 35-44 عاماً والفرق بينه وبين زوجته 10 سنوات أو أكثر.

ومن العوامل الأخرى التي تم الحديث عنها سابقاً والمتوقع أن يكون لها دور في تطوير مرض التوحد:
  • العوامل الجينية:
أشارت الدراسات إلى زيادة في معدل إصابة أشقاء الطفل التوحدي بالتوحد بمقدار يتراوح بين 49-199 مرة. أضف الى ذلك أنه في حال عدم إصابة أشقاء الطفل التوحدي بالتوحد، فهم معرضون للإصابة باضطرابات أخرى لها علاقة بتواصل المهارات الاجتماعية. كذلك فقد أظهرت التحاليل الترابطية (الإسهامية) إلى أن مناطق معينة من الكروموسومات 7 و 2 و 4 و 15 و 19 من المرجح أنها تساهم في الأساس الجيني للتوحد. كذلك فإن نسبة ظهور التوحد لدى التوأمين المتشابهين (وحيدي اللاقحة) أكثر من التوأمين غير المتشابهين (ازدواجيي اللاقحة).
أشارت الدراسات أيضاً الى أن الأطفال المصابين بالتوحد قد يعانون من بعض الاضطرابات الجينية :
– فمثلاً واحد في المائة من الأطفال الذين لديهم توحد يعانون أيضاً من متلازمة الكروموسوم الهش (X. Fragile Syndrome)
– في حين 2% من أطفال التوحد عرضة للإصابة بمرض التصّلب الحَدَبي (Tuberous Sclerosis).
– بيلةُ الفينيل كيتون إذا لم يعالج.
  • العوامل البيولوجية:
  تؤكد المعلومة العلمية، التي تُظهر أن نسبة عالية من الأطفال التوحديين تعاني من التخلف العقلي، ونسبة أكثر من المتوقع أن تعاني من الصرع (Epilepsy)  نحو 4 الى 32 في المئة من الأشخاص التوحديين يعانون (أو عانوا في فترة زمنية معينة من حياتهم) من الصرع التوتري – الارتجاجي (Tonic – Clonic) أو ما يعرف باسم الصرع الكبير (Grand mal) وقد أظهر تخطيط كهربائية الدماغ  (EEG) العديد من التسجيلات غير الطبيعية عند نحو 11 – 83 في المئة من مرضى التوحد.
 و هذا يؤكد على الدور المهم للعامل البيولوجي في إصابة الطفل بالتوحد.
وقد أشارت الدراسات العديدة الى أن نحو ثلثي الأطفال التوحديين (69 في المئة تقريباً) مصابون بالتخلف العقلي.
كذلك فقد يصاحب التوحد حالات مرضية عصبية، وخاصة الحصبة الخلقية (Congenital Rubella) وبيلة الفنيل كيتون (Phenylketonuria) والتصلب المعجر.
  • العوامل المناعية:
أشارت العديد من الأبحاث والدراسات الى أن عدم التوافق المناعي (Immunological Incompatibility) قد يساهم في حدوث التوحد، حيث تبين أن كريات الدم البيضاء من النوع اللمفاوي (Lymphocytes) التي تخص الجنين قد تتفاعل مع الأجسام المضادة للأم، والذي بدوره يرفع إمكانية تلف أو خراب النسيج العصبي للجنين.
  • العوامل حول الولادة:
أشارت دراسة حديثة الى أن التاريخ المرضي للأطفال التوحديين يشير الى أن نسبة اصابة أمهاتهم بالنزيف بعد الثلث الأول من الحمل، إضافة الى وجود عقي (غائط الجنين) في السائل الأمنيوني عالية مقارنة مع باقي الأطفال. كذلك فقد أشارت نفس الدراسة الى أن التاريخ المرضي للتوحديين يشير الى أن نسبة إصابتهم بفقر الدم (Anemia) ومتلازمة الضائقة التنفسية (Respiratory Distress Syndrome) في الشهر الأول بعد الولادة عالية مقارنة مع باقي الأطفال، وأن الأطفال التوحديين يكونون أكثر وزناً لدى الولادة.
  • العوامل الدماغية:
أشارت عدة دراسات الى أن نسبة ارتفاع الناقل العصبي السيروتونين (Serotonin) في دم الأطفال التوحديين (الذين لا يعانون أيضاً من التخلف العقلي) مرتفعة بشكل ملحوظ.
كذلك فقد أشارت نفس الدراسة الى تضخم المادتين الرمادية (السنجابية) والبيضاء في المخ لدى الأطفال التوحديين في سن سنتين (غير أن المخيخ يبقى سليماً). كذلك فقد لوحظ عند الأطفال المذكورين سابقاً كبر محيط الرأس في سن 12 شهراً. وقد يعود ذلك الى تضخم كل من الفص الصدغي (Temporal Lobe) والقذالي (Occipital Lobe) والجداري (Parietal Lobe)، في حين لم يطرأ تغير على الفص الجبهي (Frontal Lobe).