الأغذية وتأثيرها على الصحة
حياتنا الغذائية في خطر داهم، ولك أن تنظر إلى الأجيال الصغيرة، وترى نسبة مرض السمنة في الطفولة والصبا والشباب وتوابع مرض السمنة من أمراض كالبول السكري وتصلّب الشرايين وارتفاع نسبة كوليسترول الدم وارتفاع ضغط الدم، والنقرس.. وغيرها من الأمراض.
لقد أصبحنا نرى شباباً في عمر الزهور يصابون بأمراض القلب كالذبحة الصدرية والجلطة الشريانية وما كان هذا يحدث من قبل. فما الذي حدث؟
تعزى هذه المشاكل الى العديد من الاسباب وهي:
-اقتحمت حياتنا “الوجبات السريعة” وهذه الوجبات كلها دهون مشبّعة ونشويات معقدة وملح ونتيجتها الطبيعية هي أمراض السمنة المشار إليها سابقاً.
-ابتعاد أولادنا عن النشاط الرياضي وجلوسهم أغلب اليوم أمام الكمبيوتر و”النت”.
-عدم امتلاك خطة استراتيجية لرسم الحياة الغذائية لشعوبنا.
أن السعرات الحرارية التي تدخل أجسادنا تأتي من البروتينات والنشويات (بسيطة ومعقدة) والدهون (مشبعة وغير مشبعة( أما الفيتامينات والأملاح المعدنية والماء فلا تحتوي على سعرات حرارية.
-النشويات البسيطة هي: الفاكهة والخضراوات وعسل النحل.
-النشويات المعقدة هي: السكر والدقيق والأرز والمعكرونة.
-الدهون المشبعة هي: دهون اللحوم والقشطة والزبدة والسمن.
-الدهون غير المشبعة هي: دهون الأسماك (زيت السمك) وزيت الزيتون. وهي التي تحتوي على “أوميغا 3” وهي تمنع ترسّب الكوليسترول على جدران الشرايين.
وإذا جاءت السعرات الحرارية من البروتينات المشوية أو المسلوقة، ومن النشويات البسيطة، فلن يصاب الإنسان بالسمنة وأمراضها، على شرط اكلها بكميات معتدلة
لعلم التغذية قواعد، وقواعد هذا العلم كأنها أخذت من ديننا الحنيف، وسوف أذكر بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، التي فيها قواعد التغذية التي سأتحدث عنها:
“نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع”.
(أو كما قال): “المعدة بيت الداء”.
(أو كما قال): “ما ملأ ابن آدم من وعاء قط شر من معدته”.
(أو كما قال): “يا فتى سم الله وكل من أمامك وكل مما يليك وكل من طعام واحد”.
الحديث الذي يأمرنا إذا أكلنا أن نجعل ثلثاً للهواء وثلثاً للماء وثلثاً للطعام.
هذه الأحاديث هي أسس الثقافة الغذائية الصحيحة وهي لا تحتاج إلى أي شرح فهي واضحة تماماً.
ولكنني سأوضح كيف يمكن أن نخطط لتغذية الأم لكي نكسب أجيالاً صحيحة بدنياً ولا تعاني مما تعاني منه الأجيال الآن من سمنة وتوابعها.
الإنسان لا يحتاج إلا إلى 150 جرام بروتين يومياً، ويحصل عليها من البروتين الحيواني وبروتين الألبان والبيض والبقوليات.
وانظر عندما نأكل البروتينات الحيوانية في بلادنا هل نكتفي بهذه الـ 150 جراماً، والتي تمثل شريحة ككف اليد؟ أم نأكل اللحم الأحمر ولحم الطير والأسماك بكميات لا يحتاج إليها الجسم بل الزيادة عن الكمية المطلوبة التي تتحول إلى دهون، علماً أن العالم المتقدم عندما يذهب رب الأسرة لشراء اللحم فهو يشتري شريحة واحدة لكل فرد من الأسرة. أما نحن فنشتري بالكيلو أو الأوقية؟. وهذا أدى الى ظهور مرض النقرس.. (زيادة حمض البوليك في الدم)
أو ما يسمى سابقاً بـ”مرض الملوك”، حتى في بلادنا الفقيرة اقتصادياً, ومرض النقرس يؤدي مباشرة إلى إصابة الكلى.
الواجب إذا أكلنا اللحوم في يومنا ألا نأكل البقوليات والعكس صحيح، وألا نكثر من الجبن والبيض مع اللحوم والبقوليات، أما الوجبات الدخيلة على عاداتنا الغذائية فيضعون البيض والخبز فوق اللحم،لذا يجب الانتباه لما تأكل!!
ان النشويات المعقدة كالدقيق والقمح، كما نرى، هي مشكلة بلادنا، الدقيق يتحول بلعاب الفم إلى سكر طعام، فهو يرفع مستوى السكر في الدم في مرضى البول السكري بشكل خطير كالحلويات تماماً. وفي الإنسان الذي لا يعاني من هذا المرض، فإنه يؤدي إلى السمنة مباشرة، وانظر إلى مَن يتجمعون حول منافذ بيع الخبز تجدهم جميعاً يعانون من السمنة مع أن نصف رغيف من الخبز الأسمر في الوجبة كاف جداً ليصبح هو نصيب الفرد اليومي من النشويات المعقدة، ولكن لأن هناك مفهوماً خاطئاً عن أن الخبز هو الذي يسدّ الجوع لأننا تعوّدنا أن نأكل كثيراً حتى التخمة، وذلك حتى في البلاد الأكثر فقراً هو لا يريد أن يتوقف عن الطعام حتى يتخم، وطبعاً في المستوى الميسور هو لا يعرف أن يتوقف حتى يتخم، وهذا يعارض قاعدة التغذية والحديث الشريف “ثُلث للماء، وثُلث للهواء، وثلث للطعام”.
عادات سيئة لتناول الطعام
كيف نأكل وماذا نأكل؟ هو السؤال الذي تقوم عليه صحة الشعوب، فإذا أكلنا اللحوم مطبوخة بالسمن والزيت يجب ألا نأكل معها البطاطس المقلية في الزيوت، لان هذا ضار، وهو عبارة عن دهن في دهن، ويرفع معدل الكوليسترول في الدم, ولكن يمكن ان نأكل اللحم المقلي هذا مع الخضراوات الطازجة والبصل، وإذا أردنا النشويات فليكن الأرز المسلوق أو المعكرونة المسلوقة بكمية صغيرة.
يجب ألا نأكل بين الوجبات، ولكن نشرب الماء والشاي والقهوة محلاة بالعسل أو بدائل السكر.
يجب أن تكون الفاكهة وجبة مستقلة كأن يصبح العشاء فاكهة وهو أفضل عشاء لأنه يؤدي إلى النوم الهادئ وعدم الإحساس بالتخمة ويقي من ارتجاع المريء.ولا نأكل الفاكهة عقب الغداء مباشرة، فهذا يؤدي إلى ارتباك الهضم (عسر الهضم) والغازات وإحساس الانتفاخ، ويكفي تناول وجبة واحدة من الحلويات أسبوعياً ويحذر منها مرضى السكر فيأخذون أقل كمية ممكنة.
أما المياه الغازية فهي سم حقيقي يرفع سكر الدم ويؤدي إلى السمنة وعسر الهضم، وتعد عصائر الفاكهة الطازجة وأفضل منها بكثير.
الماء والأسماك:
يجب شرب الماء والعصائر بكثرة، فهي مفيدة جداً للمسالك البولية وللبشرة تعطي نضارة، ويشعر الإنسان معها بدرجة كبيرة من الشبع.
تعد الأسماك المشوية والمسلوقة هي أفضل البروتينات الحيوانية هضماً وأكثر إفادة للصحة، ودهون الأسماك مفيدة جداً في علاج الكوليسترول، ولكن يجب الامتناع عن أكل بطارخ الأسماك إلا بالقدر القليل جداً حسب الحالة الصحية.
وإذا تكونت الوجبات من قطعة من البروتين (لحم حيواني، منتجات ألبان، بقوليات) وقطعة من الخبز الأسمر أو خمس ملاعق من الأرز، أو المعكرونة المسلوقة وقدر كبير من الخضراوات الطازجة المسلوقة أو المشوية والسلطات وثمرة فاكهة واحدة، فهذه وجبة صحية كاملة.
يجب أن يكون واضحاً لمن يخطط للتغذية في بلادنا أن تكون الخضراوات والفاكهة، وأي عنصر من البروتينات (لحوم أو بقوليات أو منتجات ألبان) هي أساس التغذية وليس السكر والدقيق والسمن والزيوت، فهذه العناصر لا يحتاج إليها الجسم إلا بأقل قدر ممكن.