فوائد الزعفران- لمن وكيف نستفيد منها!
اشتهر الزعفران كأغلى التوابل في العالم، وهو غني بالعديد من القيم الغذائية التي قد لا تجعل منه فقط نوع من التوابل المنكهة والتي تعطي اللون فحسب، وانما قد تتجاوز ذلك الى حل بعض المشاكل الصحية والوقاية منها. اقرأوا حول فوائد الزعفران فيما يلي:
الزعفران Saffron هو احد النباتات الاغلى في العالم و ينتمي الى عائلة النباتات القزحية Iris family، يعود سبب غلاؤه الى صعوبة حصاده، فهو يتطلب العديد من الايدي العاملة ليتم حصاده بطرق تقليدية شاقة، واذ يتم قطف زهرة الزعفران البنفسجية ومن ثم تجفيفها للحصول على خيوط حمراء الى برتقالية اللون، لنحصل على خيوط الزعفران بشكلها الحالي كنوع من التوابل. ولانتاج نصف كيلوغرام من الزعفران قد يحتاج الى استهلاك 75,000 زهرة من الزعفران.
استخدامات الزعفران
يستخدم الزعفران كأحد أنواع التوابل الملوّنة والتي تعطي الطعام لون أصفر، بالاضافة الى كونه يعطي نكهة للأطعمة. ويستخدم في عالم الطب بشكل واسع، فهو قد يستخدم لعلاج الربو والسعال، كما انه مقشع ومخفف للبلغم. ويستخدم في الوقاية من العديد من الامراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطانات. كما وقد يكون له دور في علاج الاكتئاب والزهايمر ومشاكل اضطرابات النوم. كما ويعد طارد للغازات.
قد تستخدم النساء الزعفران لعلاج آلام الطمث وتقلصاته، أما الرجال فقد يقبلون عليه لعلاج بعض المشاكل الجنسية، ولتأخير سرعة القذف. كما ويمكن أن يستخدم كمنشط جنسي.
قد نجد للزعفران استخدامات جمالية، فهو يعزز صحة الجلد ويخفف من جفافه، كما ووجد بأن تطبيقه على فروة الرأس مباشرة قد يساعد في علاج الثعلبة والصلع.
أما في عالم الصناعات فيستخدم الزعفران في صناعة العطور والأقمشة وكمادة صابغة.
القيمة الغذائية
يحوي الزعفران العديد من المركبات النشيطة والمغذيات فهو مصدر لمضادات الاكسدة، ومجموعة من الزيوت الطيارة الاساسية وأشهرها سافرانال Safranal وهو المسؤول عن نكهة الزعفران. كما ويحوي كل من: سينول Cineole، بيثانول Phenethenol، جيرانيول Geraniol، الليمونين Limonene، وغيرها العديد من الزيوت الطيارة.
تعرف على مضادات الأكسدة بالصور
أما المواد المسؤولة عن لونه الزاهي الجذاب، فهي كل من الكاروتينات Carotenoids ومادة نشيطة تعرف باسم أ- كروسين “a-Crocin”.
ويحوي الزعفران مجموعة من الفيتامينات مثل فيتامين A وفيتامين C، حمض الفوليك والنياسين. كما ويعد مصدر للعديد من المعادن المهمة مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور والنحاس والزنك والمنغنيز والحديد والزنك.
اليكم جدول القيمة الغذائية لـ 100 غم من الزعفران بحسب دائرة الزراعة الامريكية الـ USDA:
السعرات الحرارية | 310 سعر حراري |
الكربوهيدرات | 65.4 غم |
البروتينات | 11.4 غم |
الدهون | 5.6 غم |
الالياف الغذائية | 3.9 غم |
البوتاسيوم | 1724 ملغم |
الصوديوم |
148 ملغم |
فوائد الزعفران
ان المكونات النشطة التي يحويها الزعفران والقيم الغذائية العالية تجعل له العديد من الفوائد والتطبيقات العلاجية، وصناعات الادوية، تعرف فيما يلي على أهم فوائد الزعفران:
مصدر لقيم غذائية عالية
لقد أظهرت بعض الابحاث أن المادة النشيطة التي يحويها الزعفران والمعروفة باسم السافرانال Safranal بالاضافة الى مجموعة من مضادات الاكسدة تجعل للزعفران دور قوي في مجال مكافحة السرطانات، كما أنها مادة مضادة للتشنجات والاكتئاب والارق.
وغناه بالمنغنيز Mn يساعد على تنظيم السكر في الدم، وينظم استقلاب الكربوهيدرات، وامتصاص الكالسيوم. كما أنه يساعد تشكيل الأنسجة والعظام والهرمونات الجنسية. كما انه مصدر للحديد المهم لتكوين الهيموجلوبين ويساهم في تعزيز تغذية الخلايا في الجسم ونقل الاكسجين والتخلص من الفضلات. ومحتواه من فيتامين C والكاروتينات يجعل له ميزة في مكافحة العدوى. أما محتواه من فيتامين B6 يساعد على تكوين خلايا الدم الحمراء ويعزز عمل الأعصاب. والبوتاسيوم يساعد على توازن السوائل في الجسم والسيطرة على ضغط الدم، وتعزيز عمل الاعصاب.
علاج الربو
يعاني عادة مرضى الربو من ضيق في التنفس وعدم القدرة على ادخال الهواء. وتناول الزعفران قد يساهم في توسع القصبات الهوائية في مريض الربو مما يساهم في جعل عملية التنفس اسهل. الا ان الادلة في هذا المجال لا زالت غير كافية. فما اثبتته بعض الابحاث كان يدور حول أن تناول شاي خليط من الاعشاب التي تحوي كل من الزعفران وحبة البركة واليانسون والبابونج والهيل وعرق السوس هو ما ساهم في القليل من اعراض الربو لدى المصابين بالربو التحسسي.
مكافحة الاكتئاب
ان تناول الزعفران بشكل سليم قد يعود بتأثيرات ايجابية على مزاجك، وقد يساهم في علاج الاكتئاب ولعل ذلك يعود بشكل اساسي الى محتواياته من مواد فعالة وكمية من البوتاسيوم وB6. بالاضافة الى كونه يعمل على زيادة تدفق الدم إلى الدماغ مما يساهم في زيادة انتاج مادة السيروتونين Serotonin المعروفة بهرمون السعادة في الجسم، مما يساهم في تحسين المزاج. ويدخل الزعفران في تركيب بعض الادوية والوصفات الطبية الشعبية الموصوفة لعلاج الاكتئاب.
اضطرابات النوم
تناول الزعفران يساعد الاسترخاء وتهدئة الاعصاب، مما يساهم في علاج الارق واضطرابات النوم وذلك بفضل محتواه من البوتاسيوم وبعض المواد ذات الخصائص المهدئة. اعمل على اضافة القليل من الزعفران الى كوب حليب ساخن وشربه قبل النوم لتحصيل هذه الفائدة.
مكافحة السرطان
وفقا للبحوث، فان الزعفران قد يكون ذا دور فعال في مكافحة السرطانات، وذلك بسبب محتواه من مواد نشيطة ومضادات أكسدة قوية، ففي دراسة مكسيكية بحثت تاثير خلاصة الزعفران من مواد فعالة مثل مادة تدعى كروسين Crocin وهي المادة المسؤولة عن اعطاء الزعفران اللون الذهبي وتأثير هذه المواد على الخلايا السرطانية، وجد بأنه كانت فعالة في القضاء على الخلايا السرطانية وتدميرها عن طريق ارسال اشارت معروفة باسم (الموت الخلوي المبرمج – Apoptosis) مما يدفع الخلية السرطانية الى الانتحار ويمنعها من الانتشار خاصة في حالة سرطان الجلد، دون تأثيرات على الخلايا السليمة في الجسم.
كما يعتقد بأن الكاروتينات التي يحويها الزعفران قد تعمل على قتل لأنواع معينة من الخلايا السرطانية، مثل: خلايا سرطان الدم ، وسرطان الجلد، والسرطانات الليمفوية.
مرض الزهايمر
أظهرت دراسة ايرانية بأن تناول الزعفران عن طريق الفم ولمدة 22 أسبوعاً قد تحسن من أعراض مرض الزهايمر . ويرجح ان يعود ذلك الى مادة الكروسين Crocin ذاتها. ويشتهر استخدام الزعفران في اليابان لعلاج مشاكل الاعصاب المرتبطة بتقدم السن مثل فقدان الذاكرة والباركنسون والزهايمر.
تعزيز الصحة الجنسية
وجدت بعض الادلة بأن تناول الزعفران قد يساهم في علاج بعض المشاكل الجنسية ومشاكل العقم لدى الرجال. اذ اشارت بعض البحوث أن تناول الزعفران قد يقلل من ضعف الانتصاب ويزيد من مدته وعدده. كما اشارت دراسات أخرى ان الزعفران قد يساهم في تحسين وظائف الحيوانات المنوية. ويعالج مشكلة القذف المبكر. الا انه لا زال هذا المجال بحاجة الى المزيد من الاثباتات والادلة الواضحة.
علاج اضطرابات الدورة الشهرية
وجد بأن تناول الزعفران ممكن أن يساهم في تخفيف اعراض متلازمة ما قبل الحيض PMS والامها، كما أنه قد يساعد النساء اللواتي يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية على تنظيم دورتهن. كما وجد بأن تناول اعشاب الزعفران كمكمل قد تساهم في الحد من النزيف الرحمي المزمن.
فوائد الزعفران للقلب والشرايين
قد يكون تناول الزعفران مفيد جدا لمرضى القلب وضغط الدم ان تم ذلك باعتدال، فمحتواه العالي من النحاس والبوتاسيوم والمنغنيز والحديد والزنك والمغنيسيوم يجعل له دور مهم في ذلك. البوتاسيوم عنصر مهم لانتظام ضغط الدم والحفاظ عليه كما انه المسؤول عن اتزان السوائل في الخلايا، وضروري لعمل القلب وتنظيم معدل دقاته. كما ان محتوى الزعفران من مضادات الأكسدة والسيلينيوم يساهم في منع تأكسد الكولسترول ويمنع الالتهابات التي قد تودي الى امراض القلب والشرايين.
ينصح من هم عرضة للاصابة بتصلب الشرايين بتناول الزعفران اذ انه يقلل من فرص تصلب الشرايين، فالزعفران يعمل كمضاد للأكسدة ويعزز تدفق الدم والدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم.
فوائد الزعفران للعين
وجد مجموعة من العلماء الايطاليين من مركز ARC في جامعة (Excellence in Vision Science and University of L’Aquila)، بأن الزعفران يمكن أن يكون علاجاً لفقدان البصر الذي يسببه تقدم العمر، كما ويساهم في علاج بعض أمراض العيون.
اذ وجد ان للزعفران تأثير ملحوظ على الجينات التي تنظم خلايا الرؤية الأساسية للعين ويحمي المستقبلات الضوئية من التلف. كما وقد يكون له دور في الوقاية من الضمور البقعي المرتبط بالتقدم بالعمر (AMD) والتهاب الشبكية.
وفي تجارب سريرية تمت مع مرضى يعانون من الضمور البقعي، وجد بأن تناولهم للزعفران على شكل مكمل غذائي قد ساهم في تعزيز عملية شفاء خلايا العين المصابة.
كما ويعزز ذلك الادعاء مركز الرؤية في أستراليا The Vision Centre in Australia، حول كون ان الزعفران ليس فقط مجرد مضاد للأكسدة ولكنه ايضا يملك خصائص تساهم في حماية الرؤية عن طريق تأثيره على الجينات التي تنظم محتوى الأحماض الدهنية في غشاء الخلية وهذا يجعل خلايا الرؤية أكثر مرونة وصلابة.
فوائد الزعفران للحامل
قد يمكن القول بأن الزعفران قد يكون ذو تأثيرات ايجابية للمراة الحامل ان تم تناوله باعتدال وبشكل سليم كخلط القليل منه مع الحليب، الا ان العديد من التحذيرات قد تدور حول مدى امانه للحامل، فالادلة لا زالت غير كافية وواضحة بشأن تاثيراته، فضلا عن عدد من التأثيرات الجانبية والخطيرة التي قد تحدث ان تم تناول كميات كبيرة منه وعن طريق الفم.
وأشهر فوائد الزعفران التي قد يسوّقها مشجعين تناوله خلال الحمل تشمل:
- المساعدة على الهضم الذي عادة ما يكون بطيء خلال الحمل.
- تهدئة حموضة المعدة.
- تحسين المزاج.
- خفض ضغط الدم.
- علاج بعض المشاكل الهضمية مثل الامساك.
- التخلص من النفخة والغازات.
- محاربة غثيان الصباح.
- يمنع التشنجات.
- يحارب فقر الدم بفضل محتواه من الحديد.
- يعزز النوم ويمنع الارق.
- يخفف الالتهابات ويحارب السعال والربو وبعض اعراض الحساسية التي قد تصيب الحامل.
- يعزز نمو الشعر.
- مصدر لبعض القيم الغذائية الضرورية خلال الحمل مثل حمض الفوليك، الثيامين، الريبوفلافين، النياسين، فيتامين A و C.
طبعاً كل هذه التأثيرات لا زالت تفتقد الادلة الواضحة وتحديد الكميات الامنة منها، ولذا فقد تكون نصيحتنا لك سيدتي الحامل البحث عن طرق مثبته وامنة على صحتك لحل هكذا مشاكل من الممكن أنو تواجهك خلال هذه المرحلة الحساسة.
الجرعات العالية من الزعفران يمكن أن تكون بمثابة منبه الرحم وفي الحالات الشديدة يمكن أن تسبب الإجهاض. لذلك تنصح النساء الحوامل بتجنب هذه التوابل. لما قد يكون لها من تاثيرات جانبية خطيرة على صحتها قد تشمل:
- الاجهاض: عادة لا ينصح بتناول ما يزيد عن 10غم من الزعفران يومياً للحامل، فهذا قد يؤدي الى رفع خطر الاجهاض، اذ يعمل كمنبه لعضلات الرحم ويساهم في زيادة درجة حرارة الجسم، واسترخاء العضلات.
- التقيؤ: قد يودي تناول جرعات عالية من الزعفران الى زيادة الاصابة باضطرابات المعدة والتقيؤ.
- الحساسية: قد تصاب بعض الحوامل بحساسية من الزعفران فتظهر لديها الاعراض الاتية: جفاف الفم، والصداع والغثيان والتوتر.
- قد يحتمل حدوث المزيد من الاعراض الخطيرة عند الاكثار من تناول الزعفران مثل: نزيف الانف والجفون، الدم في البول او البراز، خدر الاطراف.
فوائد اخرى:
- تعزيز الاداء الرياضي: أظهرت بعض الابحاث أن تناول الزعفران قد يساهم في تعزيز الاداء الرياضي وتقيلل الشعور بالاجهاد عند الرجال اثناء ممارسة الرياضة، وذلك بسبب مادة كيميائية يحويها الزعفران تعرف بـ Crocetin. لكن هذه الميزة بحاجة الى المزيد من الادلة التي تدعمها.
- علاج الصدفية: اشارت بعض الدراسات أن تناول شاي الزعفران يويما بجانب نظام غذائي صحي غني بالخضار والفواكه قد يقلل من اعراض الصدفية. لكن لا زال هناك الحاجة الى المزيد من الدراسات التي تدعم ذلك.
- كما وتوجد بعض العلاجات الاخرى التي قد يدخل فيها الزعفران لكن بحاجة الى المزيد من الادلة العلمية التي تدعم دوره في ذلك مثل: طرد الغازات والتخلص من نفخة البطن، علاج الالم، علاج الثعلبة.
الجرعة المسموحة
بشكل عام يعتبر الزعفران امن للاستخدام بالنسبة لأغلب الاشخاص عندما يتم تناوله على شكل توابل في الطعام وباعتدال، أو تناوله عن طريق الفم كدواء لمدة تصل الى 6 اسابيع.
ان الجرع الامنة لتناولها من الزعفران المستخدمة لعلاج بعض الحالات بحسب الابحاث العلمية كالاتي :
- PMS- متلازمة ما قبل الحيض: 15 ملغم من الزعفران يتناول مرتين يومياً من خلال الفم.
- علاج الاكتئاب: 30 ملغم يويما عن طريق الفم.
- علاج الزهايمر: 30 ملغم يومياً عن طريق الفم.
- تناول جرعة من 12-20 غراما يمكن أن يسبب الموت.
الاثار الجانبية والتفاعلات
تناول كميات كبيرة من الزعفران عن طريق الفم غير آمن، فاذا زاد عن الكمية الموصى بها فقد تلاحظ بعض الاثار الجانبية المحتملة والتي تشمل:
- القلق والتوتر
- النعاس والغثيان
- جفاف الفم
- تغيرات في الشهية
- الدوخة والصداع.
كما ويمكن أن يحدث تفاعلات حساسية لدى بعض الأشخاص. والجرعات الكبيرة قد تسبب التسمم بالاضافة الى بعض الاعراض الخطيرة مثل:
- اصفرار الجلد والعيون والاغشية المخاطية
- الدوخة والغثيان
- اخدرار
- التقيؤ
- نزيف الانف والشفتين والجفون
- الاسهال الدموي.
- كما وان تناول جرعة من 12-20 غراماً يمكن أن يسبب الموت.
اما بالنسبة لتفاعلات الزعفران مع الادوية فالى الان لم يوجد ما هو واضح ومحدد، وبحاجة الى دراسة.
تحذيرات
الحساسية: قد تجد بعض الاشخاص لديهم حساسية لبعض النباتات القريبة من الزعفران مثل نبتة الزوان Lolium. هؤلاء يسجب عليهم تجنب تناول الزعفران ايضاً.
مرضى القلب: قد يؤدي تناول الزعفران الى زيادة في دقات القلب والتأثير على قوتها، لذا فيجب بمريض القلب الحذر من الكميات التي يتناولها من الزعفران.
مرضى ضغط الدم: قد يؤدي تناول الزعفران الى خفض ضغط الدم، لذا فمن يعانون من منشاكل انخفاض ضغط الدم يجب عليهم توخي الحذر.
الاضطرابات العصبية ثنائية القطب Bipolar disorder: قد يؤثر الزعفران على الحالة المزاجية مما قد يضاعف بعض الاعراض الجانبية كالهوس لمن يعانون مشاكل ثنائية القطب.