اكتشاف صنف جديد ومختلف كُلياً من المضادات الحيوية
بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ صنفاً جديداً من المُضادَّات الحيويَّة قد يُحدِثُ ثورةً طبيَّة في مجال مُقاوَمة المُضادَّات الحيويَّة؛ وقال الباحِثون إنَّ المُضادَّ الحيويّ “الخارِق” تيكسوباكتين Teixobactin، مثلما وصفته وسائلُ الإعلام، يُعدُّ اكتِشافاً مهمَّاً لسببين رئيسيين: أوَّلاً، برهنَ هذا المُضادُّ الحيويّ على فعَّاليته ضد أنواع مُعيَّنة من البكتيريا المُقاوِمة للأدوية، مثل بكتيريا العنقوديَّة الذهبيَّة المُقاوِمة للميثيسيلينMRSA ، والتدرُّن الرئوي (السلّ)، عند نماذج من فئران المُختبر. كما قال الباحِثون إنَّ الطريقةَ، التي يعمل فيها هذا المُضادّ الحيوي عن طريق مُهاجَمة جدران الخلايا بدلاً من البروتينات، تُشير إلى أنَّ البكتيريا ستُواجه صُعوبةً في تطوير مُقاومة ضدَّ تأثيراته الجانبيَّة؛ وهو أمر يحدُث لأوَّل مرَّة منذ 20 عاماً. ويعُود السببُ الثاني في أهميَّة هذا الاكتِشاف إلى أنَّ آليةَ الاكتشاف بحدّ ذاته يُمكن وصفها بالثوريَّة، حيث استخدم فريقُ الباحِثين أداةً، تُسمَّى رُقاقة آي iChip، لاستنبات بكتيريا في التراب جاهزة للاستخدام في المُختبر؛ وهي طريقةٌ تجعل من نسبة 99 في المائة من البكتيريا مورداً غير مُستثمر للمُضادَّات الحيويَّة الجديدة المُفيدة للبشر. قال الباحِثون إنَّ فتحَ هذا المخزون الطبيعيّ من إنتاج المُضادَّات الحيويَّة يُمكن أن يُؤدِّي إلى اكتِشاف المزيد من المُضادَّات الحيويَّة في المُستقبل.
يجب التنويهُ إلى أنَّ الدراسةَ اشتملت على فئران المُختبر، أي أنَّنا في حاجة إلى الانتظار حتى نرى ما إذا كان المُضادُّ الحيويّ “تيكسوباكتين” يعمل بشكلٍ آمن مع البشر؛ كما بدا أنَّه فعَّالٌ ضدَّ مجموعة فرعيَّة من البكتيريا فقط، مثل البكتيريا إيجابيَّة الغرام، أي أنَّه ليس علاجاً لكل حالات العدوى بالبكتيريا سلبيَّة الغرام، مثل الإشريكيَّة القُولونيَّة.
لا مجالَ للشكّ في أهميَّة اكتِشاف هذا المُضادّ الحيويّ في حال برهن على فعَّاليته وأمانه مع البشر؛ وهو أمرٌ يُعادل في أهميتَّه اكتشاف البنسيلين في العام 1928.