كيف يقي الأهل أطفالهم من أمراض الكلية ؟
تعد الكلية من الأعضاء الأساسية في الجسم؛ ليس فقط لدورها في التخلص من الفضلات والسموم وإنما لارتباطها أيضاً بعدة وظائف حيوية هامة كتنظيم السوائل والشوارد في الجسم وما لذلك من علاقة بضغط الدم وكذلك إفراز هرمونات هامة.
تعتبر أمراض الكلية من أشيع وأخطر الأمراض التي تصيب الإنسان سواء كان بالغاً أم طفلاً. أغلب هذه الأمراض من النوع المزمن، وقد تتطور مع الشخص منذ الطفولة، وقد يصاب بها وهو لا يعلم. ومن هنا تأتي أهمية الوقاية المبكرة لأطفالنا من الإصابة بأمراض الكلية.
ما هي أهم أسباب أمراض الكلية عند الأطفال ؟
الأمراض الوراثية:
يؤدي نقص بعض الأنزيمات المسؤولة عن الاستقلاب بسبب وراثي إلى تشكل ترسبات للأملاح في الكلى.
التشوهات الخلقية :
قد يولد الطفل بكلية مصابة أو بانسداد في أحد المسالك البولية مما يشكل ضغطاً على الكلية وفقدان عملها تدريجياً.
الالتهابات البولية المتكررة :
وعدم معالجتها و تشخيصها من قبل أطباء الأطفال بصورة صحيحة. وقد أثبتت الدراسات أن 15-20% من أسباب الإصابة بالفشل الكلوي تكون ناتجة عن إهمال علاج الالتهابات البولية عند الأطفال الذين أعمارهم أقل من 5 سنوات.
الالتهابات المتكررة للوزتين:
يمكن أن تؤدي في حال عدم معالجتها بصورة صحيحة إلى إفراز الجراثيم المسببة لهذه الالتهابات سموماً تؤدي إلى تشكل معقدات مناعية تترسب على الكلية وتسبب إصابتها.
الأمراض المناعية التي تصيب الكلية :
مثل الذئبة الحمراء والمتلازمة الكلوية.
الحصى الكلوية :
وتتشكل هذه الحصى لعدة أسباب؛ أهمها قلة شرب السوائل وخصوصاً في الشتاء، وكذلك النظام الغذائي غير المتوازن.
للمزيد “حصوات الكلى أسبابها وأنواعها وعلاجها”
كيف يقي الأهل أطفالهم من أمراض الكلية ؟
إجراء فحوصات للجنين قبل الولادة:
حيث أصبح ممكناً من خلال التقنيات الحديثة التعرف فيما إذا كان الجنين يعاني من تشوه خلقي في الكلية، كما أصبح ممكناً الكشف عن الأمراض الوراثية من خلال فحص السائل الأمينوسي. ويعطي ذلك صورة مبكرة للأهل عن حالة الجنين وما يمكن أن يفعله الأطباء عند الولادة وبعدها.
إجراء فحوصات دورية للأطفال بعد الولادة :
من المفضل إجراء هذه الفحوصات كل ستة أشهر في البداية ثم كل سنة، وذلك للكشف عن إصابة الكلى. عادة ما يتم إجراء فحص للبول، وإذا أظهر فحص البول شذوذاً فإنه يتم إجراء فحص للدم للتأكد من الحالة المرضية.
وكذلك يجب فحص نمو الطفل فيما إذا كان يتم بشكل طبيعي، وأن وزنه وطوله هما ضمن المعدل الطبيعي. إن الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان أو الذين ولدوا بكلية واحدة أو الذين لديهم تاريخ عائلي لمرض كلوي هم معرضون أكثر للإصابة، ويجب أن يحصلوا على قدر أكبر من المراقبة.
للمزيد: عن فحوصات حديثي الولادة
مراقبة ضغط الدم:
يرتبط ضغط الدم كثيراً بأمراض الكلية، ووجوده عند الأطفال غالباً ما يعد مؤشراً لوجود آفة كلوية.
الأطفال الذين هم بعمر 3 سنوات وما فوق يجب أن يتم فحص الضغط لديهم مرة كل عام. وعلى الرغم من أنه ليس هناك قراءة واحدة “طبيعية” كما هو الحال عند البالغين، إلا أنه ينبغي على الآباء التأكد من أن ضغط الدم عند أطفالهم يعد طبيعياً بناء على عمر الطفل و كذلك جنسه لأن ضغط الدم عادة عند الفتيان يميل لأن يكون أكثر منه عند البنات.
للمزيد “ضغط الدم المرتفع وأمراض الكلى”
زيادة النشاط وتناول الطعام الصحي :
إن زيادة نشاط الأطفال يقي من إصابتهم بالسمنة التي تعد عاملاً مؤهباً لارتفاع ضغط الدم والذي يرتبط بدوره بأمراض الكلية.
كذلك النظام الغذائي الصحي والمتوازن يعد هاماً للوقاية من السمنة وارتفاع الضغط من جهة، وكذلك للوقاية من تشكل الحصى الكلوية من جهة أخرى ومثال على ذلك :
الحصى الكلوية الكلسية تتشكل عند الإفراط في تناول الأغذية الحاوية على الأوكزلات أوالكالسيوم ( مثل الألبان والأجبان والخضروات الورقية )، لذلك يجب التوسط في تناول هذه الأغذية وخصوصاً لدى الطفل المؤهب للإصابة بالأمراض الكلوية.
الحصى الكلوية المكونة من حمض البول تتشكل عند الإفراط في تناول الأغذية الحاوية على البروتينات ( كاللحوم والبقوليات )، لذلك يجب التوسط في تناول هذه الأغذية .
لمعرفة المزيد عن الوقاية الغذائية للمعرضين لتشكل حصى الكلى “النظام الغذائي المناسب للوقاية من حصى الكلى” ، “نظامك الغذائي قد يتسبب بحصى الكلية”
الإكثار من شرب الماء :
يجب تعويد الأطفال على الإكثار من شرب الماء لأنه يساعد على حل الأملاح في الكلية ومنع ترسبها، وكذلك ينشط الإدرار البولي لطرحها.
عدم إهمال علاج الالتهابات البولية المتكررة عند الأطفال :
لأنها قد تؤهب لإصابة الكلية، ويجب إجراء التشخيص الصحيح والزرع الجرثومي الذي يحدد نوع العلاج المناسب، ويجب متابعة العلاج إذا اقتضى الأمر.
عدم إهمال علاج التهابات اللوزتين المتكررة، واستئصالها إذا اقتضت الحاجة :
لأن التهابات اللوزتين الشديدة والمتكررة قد تنتقل إلى الكلية والقلب وتسبب إصابات خطيرة.