كثير منا يميل إلى تناول المشروبات السكرية وبالأخص الغازية لطعمها اللذيذ، غير مدركين أو متناسين مضارها الصحية. إلا أن الانفوجرافيك infographic الذي انتشر مؤخرا على شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك أعاد الآثار السلبية للمشروبات الغازية إلى وعينا وإدراكنا. فماذا احتوى هذا الانفوجرافيك؟

تعتبر المشروبات السكرية من المسببات الرئيسية للعديد من الامراض الصحية مثل السمنة والسكري من النوع الثاني، حتى ان مضارها قد تصل في كثير من الاحيان الى الوفاة، حيث كانت قد وجدت دراسة نشرت في المجلة العلمية Circulation ان استهلاك المشروبات السكرية وتناولها يسبب في ما يقارب الـ 184,000 حالة وفاة بين البالغين سنويا حول العالم.

ولكن ماذا تفعل هذه المشروبات وبالاخص الغازية في جسمنا بعد تناولها؟ هذا ما حاول الصيدلي البريطاني نيراج نايك Niraj Naik تلخيصه من خلال انفوجرافيك بسيط، اعتمادا على دراسة تمت من قبل Wade Meredith.

حيث حاول الصيدلي نايك تلخيص ما يحدث في الجسم بعد تناول 330 مل من الكولا، ولكن قبل ذلك يجب ان ندرك ان الـ 330 مل من الكولا تحتوي على 10 ملاعق صغيرة من السكر، علما ان التوصيات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية WHO فيما يخص الحصة اليومية من السكر يجب ان لا تتجاوز الـ 6 ملاعق صغيرة الحجم.

بالتالي تناولنا لعلبة واحدة من الكولا تضمن لنا الحصول على ما يفوق الحصة اليومية من السكر، فحسب كلية الطب في جامعة هارفرد، الاشخاص الذين يتناولون علبة او اثنتين من الكولا (330 مل او 660 مل) يكون خطر اصابتهم بالسكري من النوع الثاني اكبر بـ 25% من غيرهم.

اذا ماذا يحدث في جسمنا عندما نتناول 330 مل من الكولا حسبما اوضح الصيدلي نايك؟

  • بعد تناولك لعلبة الكولا في عشر دقائق تقريبا تكون قد حصلت على ما يزيد عن حصتك اليومية من السكر، وبسبب النسبة العالية من السكر التي تحتويها العلبة الواحدة من الكولا يكون جسمك مهيء للتقيوء على الفور، الا انه وبسبب احتواء الكولا على حمض الفسفوريك (Phosphoric acid) الذي يعمل على تهدئة المعدة والتخفيف من حدة السكر، يتقبل الجسم هذه الكمية من السكر بدون تقيء.
  • بعد 20 دقيقة من تناول علبة الكولا: يرتفع مستوى السكر بالدم بشكل لافت مما يؤدي الى انتاج مفرط للانسولين، ليقوم من بعدها الكبد بتحويل الكميات العالية من السكر الى دهون في الجسم.
  • بعد 40 دقيقة تقريبا من استهلاك الكولا: في هذه الاثناء يكون الجسم قد امتص الكافيين كله مما يسبب في توسع بؤبؤ العين وارتفاع ضغط الدم. وفي هذا الوقت يكون ادينوسين (Adenosine) المتواجد في الدماغ قد اوقف عمله لمنع الشعور بالتعب او تقليصه قدر المستطاع.
  • بعد 45 دقيقة من تناول الكولا: يزداد انتاج الناقل العصبي الدوبامين والذي يتحكم ويحفز المناطق المسؤولة عن السعادة في الدماغ. وشبه الصيدلي نايك طريقة تحفيز الكولا لهذه النواقل العصبية بتاثير الهروين مما يجعلنا راغبين بتناول المزيد من الكولا. 
  • بعد 60 دقيقة: يقوم حمض الفسفوريك بالارتباط مع كل من المغنيسيوم والكالسيوم والزنك في الامعاء الغليظة، محفزا بذلك المزيد من العمليات الايضية، وهذا الامر مرتبطا بجرعات عالية من السكر والمحليات الصناعية التي تزيد من خروج الكالسيوم عن طريق البول.
  • بما ان البول عبارة عن مدر للبول، فحتما ستشعر بحاجة ملحة للتبول، ومن خلال التبول سوف تتخلص من المغنيسيوم والزنك والكالسيوم الذي ارتبط مع حمض الفسفوريك، علما ان هذه المواد كانت متجهة الى عظامك الى جانب الصوديوم وبعض الاملاح electrolyte وحتى الماء.
  • اما الان وبعد ان هدات الموجة التي تحدث داخل جسمك، قد تصبح غير مرتاحا او كسول، وتكون قد تخلصت من الماء الذي تناولته من الكولا من خلال التبول، الى جانب تخلصك الى العديد من المعادن المهمة الى جسمك، معرضا نفسك بذلك الى الجفاف وضعف عظامك واسنانك.

واوضح نايك ان هذا الامر ينطبق ايضا على جميع المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين وليس الكولا فقط، وانه يجب الاعتدال في استهلاك هذه المشروبات وليس اقصائها نهائيا.