تنتج أعراض التهاب الأمعاء عن عدد من التحولات والصيرورات التي ما زال جزء كبير منها مجهولا حتى الآن. لكن مما لا شك فيه أن جهاز المناعة هو اللاعب المركزي في كل هذه العملية.

داء الامعاء الالتهابي (Inflammatory Bowel Diseases – IBD) هو اسم عام يشمل كلا من داء كرون (Crohn’s Disease) ومرض التهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis). يختلف هذان المرضان عن بعضهما بعدد من المميزات التي سنوضحها في ما يلي. تنتج امراض الامعاء الالتهابية عن عدد من التحولات والصيرورات التي ما زال جزء كبير منها مجهولا حتى الان. لكن مما لا شك فيه ان جهاز المناعة هو اللاعب المركزي في كل هذه العملية. تعتبر ردات الفعل الالتهابية (التي لم يتم بعد التعرف على اسبابها بعد كما اسلفنا) الوسيط الاساسي لحصول الاضرار، ولذلك فان غالبية العلاجات المتطورة تركز على محاولة الحد – قدر الامكان – من حجم وشدة ردة فعل جهاز المناعة في الامعاء. 

في العادة، يتم تشخيص امراض الامعاء الالتهابية في جيل المراهقة او ما بعده بقليل (في سن 15- 35 عاما بالنسبة لداء كرون وفي سن الطفولة بالنسبة لالتهاب القولون التقرحي)، لكن هذا النوع من الامراض يمكن ان يصيب اي شخص، وفي اي جيل كان. تشمل العلامات المشتركة لكل انواع امراض الامعاء الالتهابية ما يلي: 

1. العلامات العامة – نقصان الوزن وفقدان الشهية، الضعف وارتفاع حرارة الجسم. 

2. الاعراض في جهاز الهضم – الام البطن، تغييرات في انماط التبرز، تغييرات في طبيعة البراز (دم في البراز او براز اسود)، وفي بعض الاحيان اضطرابات في السيطرة على العضلات الغالقة (المصرات – Sphincter).

3. اختبارات الدم – فقر الدم (نتيجة لفقدان الدم من خلال البراز او نتيجة قصورات غذائية)، ارتفاع مؤشرات الالتهاب (ترسب دم ملموس – ESR – او ارتفاع مستويات البروتين C التفاعلي – C Reactive Protein، وارتفاع مستوى الصفائح الدموية احيانا)، بالاضافة الى نقص عنصر الحديد في بعض الحالات. 

داء كرون:

اول من تحدث عن هذا المرض في التاريخ هو العالم “كرون”، وهو يتسم بما يلي: 

1. امكانية الاصابة على امتداد الجهاز الهضمي كاملا، ابتداء من الفم ووصولا الى فتحة الشرج. لكن اكثر الاماكن المعرضة للاصابة  باعراض التهاب الامعاء – بشكل عام – هي الامعاء الغليظة ونهاية الامعاء الدقيقة. 

2. لا تكون البؤر الالتهابية متواصلة، حيث من الممكن ان تنتشر في اماكن مختلفة من الجهاز الهضمي مع وجود مواقع اخرى سليمة من الجهاز بين كل بؤرة التهابية واخرى (تسمى هذه الحالة بـ Skip Leasions). لهذا السبب، من الممكن ان يخضع المصابون بداء كرون لعدد من العمليات الجراحية خلال حياتهم، دون ان يكون بالامكان الوصول الى حالة من الشفاء التام عبر هذه العمليات. 

3. تصيب الالتهابات جدار الجهاز الهضمي، بكامل سمكه، ولذلك فانها تكون اعمق ومن الممكن ان تسبب عددا من المضاعفات الجراحية مثل الانثقاب، الناسور (اتصال غير طبيعي) او التضيق او غير ذلك. 

4. هنالك ايضا بعض الاصابات التي تحصل في اجهزة خارج الجهاز الهضمي مثل الالتهابات في العينين، في المفاصل،الطفح الجلدي وغيرها. 

التهاب القولون التقرحي:

يتسم هذا المرض بحصول تقرحات متواصلة ابتداء من المستقيم الشرجي صعودا على امتداد انابيب الهضم. لهذا السبب فان اعراض التهاب القولون التقرحي عادة ما تشمل الفتحة الشرجية، المستقيم، الامعاء الغليظة في منطقة القولون السيني، وبنسبة اقل في منطقة القولون الهابط، المستعرض والصاعد. في بعض الاحيان المتباعدة، تكون هنالك اصابة في نهاية الامعاء الغليظة، علما بان غالبية اجزاء الامعاء الدقيقة او بقية اجزاء الجهاز الهضمي، لا تصاب، عادة. تكون الاصابات الالتهابية متواصلة كما اسلفنا، كما انها لا تكون عميقة، عادة، ولذلك فان كمية المضاعفات التي قد تنتج عنها مع مرور الوقت عادة ما تكون اقل من مضاعفات داء كرون، وغالبا ما يكون بالامكان الوصول الى شفاء المرض من خلال بتر الاجزاء المصابة جراحيا. عند الاصابة بهذا المرض من الممكن ان تصاب، ايضا، بعض الاجهزة الاخرى في الجسم، وان كان احتمال حصول مثل هذا الامر اقل. 

العلاج: 

هنالك ثلاث مجموعات اساسية من العلاجات الدوائية: 

1. ادوية الـ ASA مثل: بنتاسا (Pentasa) والاسكول (Asacol)، ذات التاثير الجيد في حالات المرض البسيطة حتى المتوسطة. وهي فعالة بشكل خاص في معالجة التهاب القولون التقرحي.

2. ادوية التعديل المناعي (immunomodulation) مثل “البوري نيتول” (Puri-Nethol)، الايموران (Imuran) والميثوتروكسات ايبوفي (Methotrexate EBWE). تقوم هذه الادوية بتثبيط عمل جهاز المناعة، وهي ناجعة في معالجة داء كرون  والتهاب القولون التقرحي وفي الحفاظ على هدوء الحالة واطالة فترات “الاستراحة” من النوبات، بالاضافة الى تقليل الحاجة الى المعالجة بالادوية السترويدية. 

3. العلاجات البيولوجية مثل: الهوميرا (Humira)، والريميكيد (Remicade)، وهي ادوية حديثة ومتطورة تقاوم السيتوكين الالتهابي TNF-a ويتم اعطاؤها من خلال الحقن تحت الجلد او الحقن الوريدي. 

خلال اعراض التهاب الامعاء، يخطر في البال احيانا استخدام الادوية السترويدية. تبدا فاعلية هذه الادوية بسرعة كبيرة نسبيا، وخصوصا في الحالات المتوسطة والشديدة، وتعتبر ناجعة في فرض “استراحة” في حالات الاصابة بداء كرون والتهاب القولون التقرحي. يتم اعطاء هذه الادوية عبر الوريد او عبر الفم. تتسم الادوية السترويدية بكثرة الاثار الجانبية، والتي يزداد انتشارها وظهورها كلما ازدادت فترة استخدام الادوية او جرعاتها، لذلك عادة ما يكون استخدام هذه الادوية محدودا. 

عن هذا الموضوع، يقول احد الاطباء المختصين بامراض الامعاء الالتهابية ان التطور الكبير في مجال العلاجات البيولوجية والازدياد الجدي بكمية المعلومات والابحاث التي تتمحور حول محاولة فهم صيرورة المرض، قد اديا الى تحسين جودة حياة المرضى. اليوم يتم تطوير جيل ثالث من الادوية المخصصة لمعالجة هذه الامراض، على ان التوجه المستقبلي هو ان تكون الادوية ملاءمة بشكل فردي للشخص المريض. 

اما عن تكون ونشوء هذه الامراض فيقول المختص ان الاعتقاد السائد هو ان داء كرون والتهاب القولون التقرحي هما من الامراض التي تحصل على اساس وراثي في الغالب، وتتمثل في اعراض التهاب الامعاء الخارج عن السيطرة، بسبب فرط نشاط جهاز المناعة. اما اليوم، وفي اعقاب الابحاث الجديدة المتعلقة بهذه الامراض، فهنالك اعتقاد جديد يشير الى احتمال حصول هذه الامراض بسبب قصور مناعي في الجسم يمنع مواجهة بعض انواع الجراثيم التي تهاجم جدران الامعاء.

تنتج أعراض التهاب الأمعاء عن عدد من التحولات والصيرورات التي ما زال جزء كبير منها مجهولا حتى الآن. لكن مما لا شك فيه أن جهاز المناعة هو اللاعب المركزي في كل هذه العملية.

داء الامعاء الالتهابي (Inflammatory Bowel Diseases – IBD) هو اسم عام يشمل كلا من داء كرون (Crohn’s Disease) ومرض التهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis). يختلف هذان المرضان عن بعضهما بعدد من المميزات التي سنوضحها في ما يلي. تنتج امراض الامعاء الالتهابية عن عدد من التحولات والصيرورات التي ما زال جزء كبير منها مجهولا حتى الان. لكن مما لا شك فيه ان جهاز المناعة هو اللاعب المركزي في كل هذه العملية. تعتبر ردات الفعل الالتهابية (التي لم يتم بعد التعرف على اسبابها بعد كما اسلفنا) الوسيط الاساسي لحصول الاضرار، ولذلك فان غالبية العلاجات المتطورة تركز على محاولة الحد – قدر الامكان – من حجم وشدة ردة فعل جهاز المناعة في الامعاء. 

في العادة، يتم تشخيص امراض الامعاء الالتهابية في جيل المراهقة او ما بعده بقليل (في سن 15- 35 عاما بالنسبة لداء كرون وفي سن الطفولة بالنسبة لالتهاب القولون التقرحي)، لكن هذا النوع من الامراض يمكن ان يصيب اي شخص، وفي اي جيل كان. تشمل العلامات المشتركة لكل انواع امراض الامعاء الالتهابية ما يلي: 

1. العلامات العامة – نقصان الوزن وفقدان الشهية، الضعف وارتفاع حرارة الجسم. 

2. الاعراض في جهاز الهضم – الام البطن، تغييرات في انماط التبرز، تغييرات في طبيعة البراز (دم في البراز او براز اسود)، وفي بعض الاحيان اضطرابات في السيطرة على العضلات الغالقة (المصرات – Sphincter).

3. اختبارات الدم – فقر الدم (نتيجة لفقدان الدم من خلال البراز او نتيجة قصورات غذائية)، ارتفاع مؤشرات الالتهاب (ترسب دم ملموس – ESR – او ارتفاع مستويات البروتين C التفاعلي – C Reactive Protein، وارتفاع مستوى الصفائح الدموية احيانا)، بالاضافة الى نقص عنصر الحديد في بعض الحالات. 

داء كرون:

اول من تحدث عن هذا المرض في التاريخ هو العالم “كرون”، وهو يتسم بما يلي: 

1. امكانية الاصابة على امتداد الجهاز الهضمي كاملا، ابتداء من الفم ووصولا الى فتحة الشرج. لكن اكثر الاماكن المعرضة للاصابة  باعراض التهاب الامعاء – بشكل عام – هي الامعاء الغليظة ونهاية الامعاء الدقيقة. 

2. لا تكون البؤر الالتهابية متواصلة، حيث من الممكن ان تنتشر في اماكن مختلفة من الجهاز الهضمي مع وجود مواقع اخرى سليمة من الجهاز بين كل بؤرة التهابية واخرى (تسمى هذه الحالة بـ Skip Leasions). لهذا السبب، من الممكن ان يخضع المصابون بداء كرون لعدد من العمليات الجراحية خلال حياتهم، دون ان يكون بالامكان الوصول الى حالة من الشفاء التام عبر هذه العمليات. 

3. تصيب الالتهابات جدار الجهاز الهضمي، بكامل سمكه، ولذلك فانها تكون اعمق ومن الممكن ان تسبب عددا من المضاعفات الجراحية مثل الانثقاب، الناسور (اتصال غير طبيعي) او التضيق او غير ذلك. 

4. هنالك ايضا بعض الاصابات التي تحصل في اجهزة خارج الجهاز الهضمي مثل الالتهابات في العينين، في المفاصل،الطفح الجلدي وغيرها. 

التهاب القولون التقرحي:

يتسم هذا المرض بحصول تقرحات متواصلة ابتداء من المستقيم الشرجي صعودا على امتداد انابيب الهضم. لهذا السبب فان اعراض التهاب القولون التقرحي عادة ما تشمل الفتحة الشرجية، المستقيم، الامعاء الغليظة في منطقة القولون السيني، وبنسبة اقل في منطقة القولون الهابط، المستعرض والصاعد. في بعض الاحيان المتباعدة، تكون هنالك اصابة في نهاية الامعاء الغليظة، علما بان غالبية اجزاء الامعاء الدقيقة او بقية اجزاء الجهاز الهضمي، لا تصاب، عادة. تكون الاصابات الالتهابية متواصلة كما اسلفنا، كما انها لا تكون عميقة، عادة، ولذلك فان كمية المضاعفات التي قد تنتج عنها مع مرور الوقت عادة ما تكون اقل من مضاعفات داء كرون، وغالبا ما يكون بالامكان الوصول الى شفاء المرض من خلال بتر الاجزاء المصابة جراحيا. عند الاصابة بهذا المرض من الممكن ان تصاب، ايضا، بعض الاجهزة الاخرى في الجسم، وان كان احتمال حصول مثل هذا الامر اقل. 

العلاج: 

هنالك ثلاث مجموعات اساسية من العلاجات الدوائية: 

1. ادوية الـ ASA مثل: بنتاسا (Pentasa) والاسكول (Asacol)، ذات التاثير الجيد في حالات المرض البسيطة حتى المتوسطة. وهي فعالة بشكل خاص في معالجة التهاب القولون التقرحي.

2. ادوية التعديل المناعي (immunomodulation) مثل “البوري نيتول” (Puri-Nethol)، الايموران (Imuran) والميثوتروكسات ايبوفي (Methotrexate EBWE). تقوم هذه الادوية بتثبيط عمل جهاز المناعة، وهي ناجعة في معالجة داء كرون  والتهاب القولون التقرحي وفي الحفاظ على هدوء الحالة واطالة فترات “الاستراحة” من النوبات، بالاضافة الى تقليل الحاجة الى المعالجة بالادوية السترويدية. 

3. العلاجات البيولوجية مثل: الهوميرا (Humira)، والريميكيد (Remicade)، وهي ادوية حديثة ومتطورة تقاوم السيتوكين الالتهابي TNF-a ويتم اعطاؤها من خلال الحقن تحت الجلد او الحقن الوريدي. 

خلال اعراض التهاب الامعاء، يخطر في البال احيانا استخدام الادوية السترويدية. تبدا فاعلية هذه الادوية بسرعة كبيرة نسبيا، وخصوصا في الحالات المتوسطة والشديدة، وتعتبر ناجعة في فرض “استراحة” في حالات الاصابة بداء كرون والتهاب القولون التقرحي. يتم اعطاء هذه الادوية عبر الوريد او عبر الفم. تتسم الادوية السترويدية بكثرة الاثار الجانبية، والتي يزداد انتشارها وظهورها كلما ازدادت فترة استخدام الادوية او جرعاتها، لذلك عادة ما يكون استخدام هذه الادوية محدودا. 

عن هذا الموضوع، يقول احد الاطباء المختصين بامراض الامعاء الالتهابية ان التطور الكبير في مجال العلاجات البيولوجية والازدياد الجدي بكمية المعلومات والابحاث التي تتمحور حول محاولة فهم صيرورة المرض، قد اديا الى تحسين جودة حياة المرضى. اليوم يتم تطوير جيل ثالث من الادوية المخصصة لمعالجة هذه الامراض، على ان التوجه المستقبلي هو ان تكون الادوية ملاءمة بشكل فردي للشخص المريض. 

اما عن تكون ونشوء هذه الامراض فيقول المختص ان الاعتقاد السائد هو ان داء كرون والتهاب القولون التقرحي هما من الامراض التي تحصل على اساس وراثي في الغالب، وتتمثل في اعراض التهاب الامعاء الخارج عن السيطرة، بسبب فرط نشاط جهاز المناعة. اما اليوم، وفي اعقاب الابحاث الجديدة المتعلقة بهذه الامراض، فهنالك اعتقاد جديد يشير الى احتمال حصول هذه الامراض بسبب قصور مناعي في الجسم يمنع مواجهة بعض انواع الجراثيم التي تهاجم جدران الامعاء.