شلل الاطفال

التهاب سنجابية النخاع (Poliomyelitis) او ما يعرف بـشلل الاطفال، عبارة عن مرض تلوثي فيروسي يصيب الاعصاب المركزية. يظهر المرض على صورة وباء، ويصيب الاشخاص الذين لم يتلقوا تطعيم شلل الاطفال في طفولتهم. تبدا الاعراض بالظهور خلال 7-12 يوم من الاصابة بالعدوى. لهذا المرض درجات خطورة مختلفة تؤثر بشكل اساسي على الجهاز العصبي المركزي ويترافق احيانا بالشلل.

محاربة شلل الاطفال

في الماضي، كان شلل الاطفال، من الأمراض التي تثير الخوف، إذ كان يظهر فجأة ويتسبّب في حالات شلل تصيب الأطفال بالدرجة الأولى وتدوم مدى الحياة. في عام 1988، كانت هناك مبادرة عالمية من اجل محاربة شلل الأطفال، من خلال تطعيم كل طفل دون استثناء باللقاح المضاد لشلل الأطفال وضمان عالم خال من هذا المرض، حيث تمكّنت هذه الحملة من خفض حالات شلل الأطفال بنسبة 99%، حيث كان المرض يتسبّب في إصابة 350000 طفل بالشلل كل عام. اما في عام 2013 فقد تم الابلاغ فقط عن 406 حالة. ولم يعد شلل الأطفال موجوداً إلاً في المجتمعات الفقيرة، حيث انه اليوم لا توجد سوى ثلاثة بلدان، وهي نيجيريا، باكستان وأفغانستان، في العالم ممن لم تتمكن من وقف انتقال مرض شلل الاطفال.

تطعيم شلل الاطفال

يتوفر اليوم لقاحان لتطعيم شلل الاطفال. اللقاح الاول عبارة عن فيروس معطل (ميت)، يدعى لقاح سالك (Salk Vaccinec) واللقاح الثاني: ماخوذ من فيروس حي موهن، تم تطويره من قبل سابين (Sabin). هذان اللقاحان يحتويان على اصناف الفيروس الثلاثة، وكلاهما يعطى للاطفال عدة مرات على فترات زمنية مختلفة وذلك للحصول على عيار (Titer) مرتفع قدر الامكان من الاجسام المضادة لجميع اصناف الفيروس. هذه اللقاحات ساهمت في اختفاء الاوبئة بشكل تام، تقريبا، وعند وجود انتشار للمرض في اماكن مختلفة، يمكن كبحه بسرعة عن طريق تكثيف تطعيم المجموعة السكانية المعرضة للخطر.

تطعيم سالك ضد شلل الاطفال

والذي يدعى ايضا لقاح شلل الاطفال المعطل (Inactivated Polio Vaccine – IPV)، يتركب اللقاح من ثلاثة اصناف فرعية من فيروس شلل الاطفال التي تمت اماتتها (Inactivated Poliovirus Vaccine – IPV). يندرج التطعيم باللقاح ضد شلل الاطفال في اطر برامج التطعيم الروتينة في معظم دول العالم للوقاية من الاصابة بشلل الاطفال. ينصح باعطاء هذا اللقاح للرضع، للاطفال وللبالغين الذين لم يتلقوا التطعيم به في الماضي و/او تلقوا تطعيما جزئيا، كما ينصح به للمسافرين الى دول يكون فيها احتمال التقاط العدوى بالفيروس كبيرا، مثل الدول الافريقية وبعض الدول الاسيوية. كما ينصح باعطاء هذا اللقاح للحجاج المتوجهين الى مكة المكرمة في موسم الحج.
يتم اعطاء اللقاح الروتيني بواسطة حقنه تحت الجلد (Subcutaneous – SC)، في سلسلة تطعيم اولية تتكون من ثلاث جرعات تطعيمية وجرعة معززة، لتمكين الجسم من انتاج رد الفعل المناعي الناجع وطويل المدى.

الاثار الجانبية لتطعيم سالك

قد تظهر بعض الاثار الجانبية عند التطعيم بهذا اللقاح، تتمثل في احمرار، الم طفيف وانتفاخ في موضع الحقن، الا انها اثار موضعية وتتلاشى تلقائيا.
في بعض الاحيان قد تظهر اثار تتمثل في الحمى والطفوح التحسسية، لكنها نادرة. 

تطعيم سابين ضد شلل الاطفال

يدعى ايضا اللقاح الفموي لشلل الاطفال (Oral Polio Vaccine – OPV)، وهو يتكون من ثلاثة اصناف فرعية، حية وموهنة من فيروس شلل الاطفال. اللقاح عبارة عن محلول سائل يتم تناوله عن طريق الفم على شكل قطرات. بعد اعطاء 3 جرعات من التطعيم، تتحقق حماية مناعية في الجسم تصل نسبتها الى 99%.

تكمن افضلية اللقاح “سابين” في ان الفيروسات الحية الموهنة تتكاثر في امعاء الشخص المتلقي للتطعيم ويتم افرازها، وبذلك تتكون عدوى وتطعيم ثانوي لدى الاشخاص المحيطين بمتلقي التطعيم. هذه الطريقة تضمن الوصول الى مستويات تطعيم مرتفعة وتضمن وقاية افضل من انتشار المرض.

الاثار الجانبية لتطعيم سابين

يحتمل ظهور اثار جانبية عامة تشمل الحمى، القيء والاسهال. الا ان الاثار الجانبية المتعلقة بالحساسية (الارجية) نادرة الظهور.
قد يسبب التطعيم بهذا اللقاح، في حالات نادرة (حالة واحدة من بين كل ثلاثة ملايين)،  تطوير اعراض و/او الاصابة بمرض شلل الاطفال لدى اشخاص تم تطعيمهم بهذا اللقاح، او قريبين من الذين تم تطعيمهم به.

شلل الاطفال الناجم عن التطعيم

كما ذكر اعلاه، فان اللقاح الفموي المضاد لشلل الأطفال يحتوي على فيروس موهّن، فعند  تلقي اللقاح الفموي فإن الفيروس الموجود في اللقاح يتكاثر في أمعاء الشخص الذي تلقى التطعيم. خلال هذه الفترة، يُطرح الفيروس الموجود في اللقاح مع البراز. وبمقدور هذا الفيروس أن ينتشر بين أفراد المجتمع، في المناطق التي تعاني من قصور خدمات الصحة. والفيروس الموجود في اللقاح والمطروح مع البراز يمكن أن يستمر في الدوران لفترة طويلة من الزمن. في حال كانت هناك فئة سكانية تعاني من نقص في التطعيم. وفي حالات نادرة جدا، يمكن أن تطرأ على الفيروس طفرة جينية تجعله يتخذ شكلاً قادراً على أن يشلّ الفرد، وهو ما يُعرف باسم فيروس شلل الأطفال الناجم عن اللقاح.