مع بداية الإجازة الصيفية للمدارس و الجامعات، عادة ما يفكر الناس فى اللجوء الى الشواطئ هرباً من حرارة الجو و وطلباً لنسمة جميلة من نسمات البحر، لكن قبل التصييف ينبغى أن نأخذ بعض النقاط الهامة بعين الإعتبار، فبغض النظر عن لون بشرتك أو نوعها، فإن التعرض للأشعة فوق البنفسجيةله مضاعفات عديدة على الجلد؛ حيث أن أقلها خطورة تلون الجلد بالبقع الداكنة وأخطرها هو زيادة نسبة حدوث سرطان الجلد (وذلك نتيجة تعرض الجلد للجزء غير المرئي من أشعة الشمس).

تنقسم الأشعة فوق البنفسجية حسب الطول الموجى الى ثلاث فئات (UV-A) ،(UV-B) ،(UV-C).

– تعتبر الأشعة (C) هي أخطرها على الإطلاق، وتضر بالحياة على سطح الأرض؛ لكنها لا تنفذ إليه بفضل طبقة الأوزون التى تغلف الغلاف الجوي للأرض وتعمل كمصفاة واقية تحمي سطح الأرض وتحمى الإنسان من ضرر هذه الأشعة والجدير بالذكر أن ما يُعرف بثقب الأوزون هو التقلص الملحوظ فى سُمك طبقة الأوزون؛ والذي يؤدي الى مرور نسبة أكبر من هذه الأشعة الضارة الى الأرض.

– تنفذ كلاًً من الأشعة (A,B) إلى سطح الأرض وتصلها في صورة مخففة، وذلك بفضل طبقة الأوزون التي تخفف من أضرار تلك الأشعة:

• نجد أن الأشعة (A) أضعف من الأشعة (B) الا أن لها القدرة على النفاذ الى طبقات أعمق من الجلد و بالتالى تؤثر فى طبقات البروتين (الكولاجين) المهمة فى تماسك ومرونة الجلد؛ ولذلك فهى تؤدى الى شيخوخة الجلد.

• أما الأشعة (B) فهى تعمل على تدمير بعض الخلايا مما يؤدى إلى الإصابة فيما بعد بسرطان الجلد.

و الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الفوائد في التعرّض للأشعة فوق البنفسجية، وتلك الفوائد تتمثّل في إنتاج فيتامين د عقب تعرض البشرة للأشعة فوق البنفسجية (B) الذي يسهم في انتاجه بقدر كاف في الوقاية من أمراض العظام مثل تليّن العظام.

ولأن التعرض لأشعة الشمس أمر ضرورى ومعظمه يحدث لا إرادياً – فنحن نتعرض للشمس خلال قيامنا بنشاطاتنا اليومية كالتسوق والذهاب الى العمل وغيره- الا أن التعرض لأشعة الشمس بصورة مبالغ فيها له لكثير من الأضرار والمخاطر مثل:

• حروق الشمس وهى حروق سطحية فى الجلد وتسبب احمراراً بالجلد يُصاحبه حرقة وألم شديد فى المناطق المصابة.

• تبقع و اسوداد بالجلد وكذلك انتشار النمش والكلف.

• شيخوخة مبكرة: كظهور التجاعيد، النمش، وفقدان مرونة البشرة؛ حيث إن التعرض المباشر لهذه الأشعة فوق البنفسجية الضارة يؤثر على مادة الكولاجين في الجلد، ومن ثم يعجل بظهور التجاعيد المبكرة على الجلد.

• نقص مناعة البشرة مما يتسبب فى اضطراب فى نمو خلايا الجلد و زيادة احتمالية الاصابة بأورام الجلد.

ومن العوامل التي تساهم في زيادة مخاطر هذه الأشعة:

• فترة التعرض للشمس: حيث بينت التجارب والقياسات العلمية أن خطر الأشعة فوق البنفسجية يكون فى أوقات الظهيرة حين تكون الشمس عمودية على سطح الأرض.

• فصول السنة: حيث وُجد أن مستوى الأشعة يكون أكبر ما يمكن في فصل الصيف والربيع أي من شهر أبريل إلى شهر أغسطس.

• الارتفاع عن سطح الأرض: حيث يزداد خطر هذه الأشعة في الأماكن العالية وخصوصا على قمم الجبال.

• طبيعة الملابس التي نرتديها: فالملابس الخفيفة (ملابس الصيف) تلعب دوراً هاماً في زيادة خطر الأشعة فوق البنفسجية الملامسة للجلد، كما يؤدي عدم ارتداء النظارات الشمسية داكنة اللون المناسبة إلى زيادة مخاطر هذه الأشعة على قرنية وشبكية العين.

وللوقاية الفعالة من أضرار أشعة الشمس لابد من تجنب التعرض لأشعة الشمس وعند الضرورة يجب أن نجعل التعرض لأشعة الشمس لفترات قصيرة مع اتخاذ جميع التدابير الوقائية و منها:

• استخدام المستحضراتً الواقية من أشعة الشمس: حيث تُدهن البشرة بعناية قبل 15ـ 30 دقيقة من الخروج إلى الشمس، ثم يكرر دهنها كل ساعتين و يُراعى أن لا يقل معامل الحماية من الشمس (SPF)عن 30.

• ارتداء الملابس الواقية: كالقبعات العريضة والقمصان طويلة الأكمام ويستحسن اختيار الملابس القطنية بيضاء اللون؛ حيث أن الأبيض يعكس بطبيعته أشعة الشمس، ومن ثم يقى من الأشعة فوق البنفسجية.

ملاحظة: إن الأقمشة الشفافة لا تحجب أشعة الشمس، وأن الملابس المبللة والملتصقة بالجسم تكون أقل وقاية لها.

• حماية الأطفال من الشمس: فبشرة الأطفال حساسّة جداً تجاه حروق الشمس، وتكون أعينهم أكثر تأثراً لأن عدسات عيونهم تكون نقية فأكثر نفاذاً للأشعة لذلك يجب ابقاء الأطفال بعيداً عن أشعة الشمس الضارة قدر المستطاع.

• تناول بعض الفيتامينات ومضادات الأكسدة والتى تساعد على حماية البشرة من أشعة الشمس.

ملاحظة: حيث يُعتبر فيتامين ج من أهم مضادات الأكسدة، و أن تناول بعض المكلملات الغذائية التى تحتوى على معدنى الزنك والسيلينيوم يقلل من الضرر الذي تحدثه الشمس بالبشرة.

• الإكثار من شرب السوائل والمياه، حيث أنها تغذي الجلد وتزيد من مناعته ومن ثم تقلل من تأثير الأشعة الضارة عليه.  

• تزداد خطورة التعرض للأشعة فوق البنفسجية كلما كان ظل الإنسان أقصر منه (أي ما بين الساعة العاشرة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر) حيث تكون الشمس متعامدة على سطح الأرض فلهذا عليك الابتعاد عنها ان امكن.

• يجب أخذ الحيطة فى النهار الغائم حيث لا تمنع الغيوم مرورالأشعة فوق البنفسجية؛ إذ يستمر نفاذ نسبة من هذه الأشعة إلى الأرض تصل الى 80%.