يتبادر لذهن الكثير عند سماع مصطلح ” الفطام”   أنه إيقاف الرضاعة الطبيعية عن الطفل، غير أن أنواع فطام الطفل قد تتعدد لتشمل 3 أقسام: 

1- الانتقال من الرضاعة الطبيعية إلى الشرب بالزجاجة

2-الانتقال من الرضاعة الطبيعية أو الشرب بالزجاجة إلى الشرب بالكوب

3-الانتقال من الرضاعة الطبيعية أو الشرب بالزجاجة إلى تناول الأطعمة الصلبة.

ويمر الطفل بواحدة أو أكثر من هذه الأشكال من الفطام. ويذكر أنه لا يوجد أسلوب معين للفطام، غير أنه يتم بنجاح إن أُجري بشكل تدريجي، فهي الطريقة الأفضل لذلك للأم والطفل معاً . ولا يهم الوقت الذي يلزم لذلك، فهناك أطفال يحتاجون لأيام أو أسابيع أو أشهر لتتم العملية بنجاح.

عند البدء بعملية الفطام ينصح أن تكون الأم والطفل على استعداد لذلك .لذا ينصح باختيار وقت لا يكون فيه الطفل تحت ضغط ما، كأن يكون مريضاً أو في مرحلة التسنين، وأن لا تكون فيه الأم مريضة، أو العائلة تحت الضغط، كأن يكون هناك مشاكل عائلية.

يُنصح بتمديد الرضاعة الطبيعية وعدم الاستعجال بالفطام ، وذلك لإعطاء الطفل المناعة الكافية ضد أمراض معينة، منها الإكزيما و حساسية الحليب و خاصةً  ضد حليب البقر وصفبر الصدر في المرحلة المبكرة من الطفولة .

وتجرى كيفية الفطام التدريجي عبر القيام بها بشكل بطيء. فهناك من ينصحون بحذف رضعة كل 5-7 أيام . فذلك يساعد الطفل والأم على التأقلم مع نظام جديد للرضاعة، كما وأنه يقي الأم من امتلاء الصدر، غير أن هناك من ينصحون بتقليل عدد الرضعات يومياً، وذلك عبر عرض كوب أو زجاجة بدلاً من الإرضاع من الثدي، وتقصير مدة الرضعات، وذلك بشكل يومي . ويشار إلى أن ذلك يقلل أيضا من منسوب الحليب في الثدي ويجنب الأم معاناة امتلاء الصدر التي تظهر بعد الفطام الذي يتم بشكل سريع، والتي ينصح باستخدام الكمادات الباردة للتخفيف من أعراضها في حالة حدوثها. 

ومن الجدير بالذكر أن الطفل عادة ما يرتبط برضعة الصباح ورضعة الليل أكثر من أي رضعة أخرى. لذلك، فينصح بأن تكون هاتان الرضعتان آخر ما يحذف عند الفطام. وهذا يدل على أنه لا يزال على الأم إرضاع طفلها أثناء الفطام، خصوصا إن طلب ذلك. فرفضها يؤدي إلى المزيد من التعلق بالثدي. لذلك، فعليها إرضاعه ومن ثم تشتيته بطعام جديد أو نشاط ما أو بمصدر من الحنان، كاللعب معه أو تقبيله.

ويعد الفطام تغييرا كبيرا على حياة الطفل والأم معا، فهو قد يؤثر على الأم من الناحية النفسية فضلا عن تأثيره الجسدي وذلك لما يسببه من ابتعاد جسدي عن الطفل، غير أن هناك من يشعرن بالحزن والفرح بنفس الوقت لفطام الطفل. ويعود ذلك الفرح لما يوفره الفطام من قدرة للآخرين على إطعامه.

وعادة ما تظهر أولى العلامات الدالة على أن الطفل جاهز للفطام من الثدي عندما يبدأ بالحبو أو المشي، أو بفقدان الاهتمام بثدي الأم ومص مصات قليلة، ومن ثم التوقف عن ذلك. أما من يرضعون من الزجاجة، فقد يبدؤون ببصق حلمتها أو التخلص منها بعيداً عن أعين الأهل أو أمامها قبل أن تنتهي. كما وقد يظهر الطفل رغبة أو ميلا للشرب بالكوب. وهذه تعد علامات دالة على استعداده للفطام من الزجاجة .

 

أما في حالة رفض الطفل للفطام، فعندها تنصح الأم بالقيام بواحد أو أكثر مما يلي لتحضير الطفل نفسيا للفطام:

● تمديد فترة الرضاعة بعض الشيء.

● عرض الحليب أو وصفة غذاء الرضع في كوب أو زجاجة قبل الرضاعة أو خلالها.

● تغيير حلمة الزجاجة لأخرى أكثر ملاءمة للرضيع. ومن الجدير بالذكر أن بعض الرضع يرتبطون ارتباطاً نفسياً بالزجاجة ويرفضون تركها، غير أنه يجب عدم السماح لهم بأخذها أثناء الحبو أو المشي أو عند الذهاب إلى السرير .

وتتسائل العديدات عن كيفية تغذية الطفل بعد الفطام. أما الإجابة، فهي أنه عليها عدم القلق بشأن ذلك، فهناكقواعد تضمن حصول الطفل على غذاء كامل وصحي. ومن هذه القواعد :

  • عند البدء بتقديم أطعمة للطفل يجب تذكر نقطتين : تقديم أطعمة قليلة وتجربة كل نوع على حدا
  •   يمكن البدء بالأرز المطحون الخاص بالأطفال ومزجه مع بعض الحليب
  • يمكن ايضاً تقديم الوجبات المخصصة للأطفال و التي تباع في الصيدليات 
  • خضار مسلوقة جيداً ومهروسة كالجزر،الكوسا والبطاطا 
  • فواكه ناضجة ومهروسة كالتفاح،الموز،الأجاص الدراق 
  • بعد الشهر السادس يمكن ادخال اللحمة الخالية من الدهون والدجاج من دون الجلد 

 

  • بعد الشهر  التاسع :

       يمكن ادخال الحبوب كالعدس والحمص والفاصوليا المطهية جيداً والمهروسة 

       أنواع اخرى من الفاكهة كالمشمش والعنب والبطيخ

       باقي انواع الخضار كالسبانخ والخس والخيار والبندورة 

        اعطاء صفار البيض 3 مرات اسبوعياً 

 

  • يفضل عدم اعطاء بياض البيض قبل بلوغ السنة و العسل ايضاً
  • عند تجربة عدد من المأكولات على حدة والتأكد انها لم تزعج الطفل او تسبب له حساسية يمكن مزجها وخلطها مع بعضها ، مثلا ممكن خلط الخضار المطبوخة والمهروسة كالبطاطا والجزر مع قليل من الدجاج او اللحم المطبوخ وخلطه بالخلاط معاً . 
  • ايضاً ممكن خلط الفواكه الناضجة والمهروسة كالموز مع التفاح 
  • يجب غسل الخضار والفواكه جيدا ونزع القشور والبذور منها ثم طهيها بطريقة السلق أو البخار ويفضل عدم استخدام الماء الناتج عن الغلي وبعد الطهي يتم الهرس باستعمال الخلاط 
  • ينصح بتقليل كمية الملح والسكر في طعام الطفل
  • التركيز غلى الاطعمة الغنية بالحديد
  • عدم إعطاء الرضيع حليب البقر قبل إتمامه لعامه الأول.

وأخيرا، يجب على الأم الوضع باعتبارها أن الفطام لا يعني إنهاء الرابط الذي بينها وبين طفلها، وإنما هو الانتقال من نوع إلى آخر من الاهتمام والحب. فعليها القيام باحتضانه ومداعبته واللعب معه بشكل متكرر حتى لا يشعر هو أو هي بنوع من الانفصال.