بما أن معظم الأسر ليس لديها المعرفة المطلوبة لعلاج بنت\ابن مريض نفسي، لا من الناحية المهنيه ولا من الناحية البيروقراطية، فان مرافقة شخص مهني يمكن أن تساعدهم بشكل كبير.

احد الاسئلة التي تطرح لدى الاسر التي لديها فرد مريض نفسي هو، ما الذي يمكن ان تفعله الاسرة؟ هل ستتغير حياة المريض من الان وصاعدا؟ هل سيكون قادرا على العمل او انه منذ لحظة اكتشاف المرض لديه، فان حياته ستصاب بالشلل وسوف يحتاج الى الدعم المستمر والمساعدة؟

الحقيقة هي بالطبع في الوسط. هناك مرضى نفسيين ممن يواصلون ادائهم الوظيفي، التعلم، العمل، بناء الاسرة. يعيشون حياة طبيعية مع وجود المرض. في حين ان اخرين، مثل اولئك الذين يعانون من مرض انفصام الشخصية، الذين كثيرا ما يحدث لديهم تدني في الاداء الوظيفي. مما يؤدي بالطبع الى حدوث صعوبات كبيرة في حياتهم العادية.

للتعامل مع الاسئلة المذكورة في بداية المقال، ينبغي على الاسرة والبيئة المحيطة ان تتذكر انه ايضا لدى المريض النفسي توجد تعقيدات مشابهة لتلك الموجودة لديهم. لديه مهارات، قدرات ورغبات  تحركه، رغم انه يواجه المرض النفسي. يعتقد الكثير من المعالجين ان على الاسرة والبيئة المحيطه الاعتراف برغباته وفحص ما الذي يمكنه القيام به. يجب ان نتذكر دائما ان هذه عملية طويلة، ليس فقط للتعلم وانما ايضا للتطبيق. سوف تشمل هذه العملية العديد من الازمات، التي تتطلب علاجات اعادة التاهيل المختلفة، الادوية وغيرها. ولكن في نهايتها يمكن التعلم والتعرف على القدرات والرغبات، والتنفيذ الفعلي.

هناك العديد من المعالجين الذين يوصون افراد الاسرة بعدم اجتياز هذه العملية وحدهم، وانما الحصول على المساعدة والتوجيه المهني. هذه المساعدة تمكن من التكيف المتبادل مع الواقع الجديد، وكذلك ايجاد سبل جديدة للمريض النفسي والتي تلائم لهذا الواقع. العلاج يربط بين القدرات واحتياجات المريض النفسي، ويمنع حدوث نزاعات زائدة بينه وبين افراد الاسرة. كما انه يعلم ايضا افراد الاسرة ان يضعوا حدودا للمريض النفسي، بحيث  يضطر الى التعامل مع الواقع المتغير وان يجد نفسه فيه، كي لا يصبح عبئا على افراد الاسرة.

مثال بارز لوضع حدود من قبل افراد الاسرة للمريض النفسي وخروجه الى الحياة العادية، هو السكن خارج المنزل. ويمكن ان يتم هذا السكن في مساكن مستقلة او السكن في النزل او مساكن الايواء. خروجه من المنزل يمكنه من العيش حياة مستقلة، تحمل مسؤولية نفسه ورعاية جميع احتياجاته. الخروج الى السكن المستقل، بكل اشكاله، سوف يجبره ايضا على الاندماج في العمل، تعلم العيش ضمن اطار وتحت حدود مختلفة. ايضا، فانه سيسمح له ببناء علاقات اجتماعية مع البيئة الخارجية. يجب على الاسرة التغلب على المخاوف المختلفة، والشعور بالذنب بسبب تركه للمنزل، لان ذلك  فقط سوف يساعده على تطوير حياة مستقلة وطبيعية.

في كل العملية، منذ لحظة اكتشاف العائلة ان ابنتها\ابنها مريض نفسي ، وحتى خروجه من المنزل، واحيانا حتى بعد ذلك، فانه من المستحسن جدا ان ترافق الاسرة جهة مختصة ومؤهله. على الرغم من ان ذلك يتطلب ان تكشف الاسرة سر ابنها المريض نفسيا. لكن ذلك سوف يسمح لها بالتعامل مع مرضه بشكل افضل. الاسر التي تكتشف ان ابنها مريض نفسي يجب عليها التعامل مع التردد الشديد، الصراعات الداخلية العميقة وعدم المعرفة.

هذه العملية طويلة وتتغير باستمرار، ولذلك فانها تتطلب ايضا الصبر والدعم. وبما ان معظم الاسر ليس لديها المعرفة المطلوبة لعلاج الابن المريض نفسيا، لا من الناحية المهنيه، وايضا ليس من الناحية البيروقراطية، فان مرافقة شخص مهني يمكن ان تساعدهم بشكل كبير. ليس فقط في الحصول على المعلومات المطلوبة، ولكن ايضا لعلاجه بشكل صحيح. الشخص المهني سوف يساعد في ايجاد التوازن الصحيح بين معالجة المريض نفسيا ومواصلة الحياة الطبيعية للاسرة. يعتقد العديد من المعالجين ان هذا التوازن يساعد على اعادة تاهيل المريض النفسي، واعادة تاهيل الاسرة.