تعزيز مُحَرِّكَاتُ البحثِ العلمي الرئيسيّة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المشابهة لـبرنامج ChatGPT

أ.د. حسن محمود موسى ابو المعالي

جامعة كربلاء – كلية الصيدلة
لقد أدرجتْ شبَكاتُ الدِّرَدَشَةُ القائمة على الذكاء الاصطناعي داخلِ مُحَرِّكَاتِ البحثِ على الإنترنت، مثل Bard من Google و Bing من Microsoft، مما يُعزِزُ الامكانيات الثورية في البحثِ العلميّ. حيث انه في الأول من أغسطس، قامت شركة الهولندية البارزة Elsevier بإطلاقِ واجهةٍ جديدةٍ مُعَزَّزَةٍ ببرنامج ChatGPT لبعض مستخدمي قاعدة بياناتها Scopus بالإضافة إلى ذلك، كشفت شركة Digital Science البريطانية مؤخرًا عن خططٍ لإجراءِ تجربةٍ مغلقةٍ لمُساعِدِ الغةٍ الذكيّةٍ الكبيرة (LLM) المصمم خصِّيصًا لقاعدة بياناتها Dimensions وفي الوقت نفسه، تعمل شركة Clarivate الأمريكية على إدخال الـ LLMs إلى قاعدة بياناتها Web of Science أيضًا.

وقد تم استخدام برنامج LLMs (النماذج اللُّغَوِيّة الكبيرة) للبحثِ العلمي بالفعل من قِبل شركات ناشئة مثل Elicit و Scite و Consensus. تساعد انظمة الذكاء الاصطناعي هذه في تلخيص نتائج البحث وتحديد الدِّراساتِ الأفضل، باستخدام قواعد بيانات علمية مجانية أو الحصول على وصول إلى مقالات بحثية مدفوعة الثمن من خلال شراكات مع الناشرين. والآن، تقوم الشركات التي تملك قواعد بيانات ضخمة خاصة بالمستخلصات العلمية والمراجع أيضًا بالاستكشاف عن امكانيات استخدام الذكاء الاصطناعي.
وان أحدى الشركات المذكورة هي Elsevier التي أطلقت شاتبوتها المسمى Scopus AI كمشروعٍ تجريبي. والهدف هو مساعدة الباحثين في الحصول بسرعة على ملخصات لمواضيع بحث غير مألوفة. حيث أشرف على تطوير هذه الأداة التفاعلية ماكسيم خان،الرئيس التنفيذي في Elsevier. ويستخدم الروبوت نسخة من LLM GPT-3.5 لإنشاء فقرات ملخصة متسقة حول مواضيع البحث العلمي، جنبًا إلى جنب مع الإشارة إلى المراجع المذكورة وأسئلة إضافية للبحث.
ومع ذلك، هناك مخاوف من الاعتماد على الـ LLMs للبحثِ العلمي بسبب عدم موثوقيتها. لان النماذج اللغوية الكبيرة لا تفهم النصوص التي تنتجها وقد تنتج نتائج تحتوي على أخطاء حقائقية وتحيزات وحتى مراجع غير موجودة.
وللتغلب على هذه المشاكل، تكون Scopus AI محدودة بمصادرها. حيث يتم الاستناد اليها للإجابة بالاعتماد على خمسة أو عشرة مستخلصات بحثية. و لا يختار الذكاء الاصطناعي هذه المستخلصات بنفسه، وانما يجلبها عن طريق محرك بحث تقليديّ كاستجابة لكلمات البحث المدرجة من قبل المستخدم.
واتخذت Elsevier احتياطاتٍ مع منتَجها الذكي، حيث تقتصر الدردشة على البحث عن المقالات التي نُشِرت منذ عام 2018 للتركيز على البحوث الحديثة. كما تُعلّم برنامج الدردشة الذكي أن يستشهد بالمستخلصات المُنتقاة بشكلٍ مناسب، وتتجنب عمليات البحث الغير آمنة أو الضارة. وان هذه الاجرائات تقلّل من امكانية التغيرات اللغوية في الإجابات مما يُقلِّل من الابتعاد عن الكلمات الأكثر احتمالًا في الإجابات.
بالاضافة الى ذلك, فان واحدة من المخاوف المطروحة بشدة هي إمكانية نسخ المستخدمين لفقرات الروبوت ولصقها في بحوثهم الخاصة، دون تكييفها علميا مع موضوع بحوثهم مما يؤدي إلى السرقة لنتائج الذكاء الاصطناعي و نسبها الى انفسهم. وقد شرعت شركة Elsevier في علاج هذه المشكلة من خلال تشجيع الباحثين على استخدام الملخصات التي تم انشائها عن طريق الذكاء الاصطناعي بشكلٍ مسؤول. وقد صدرت توجيهات مماثلة من قِبَل المموِّلين والناشرين، مُطالِبين بإفصاح شفاف عن استخدام النماذج اللغوية الكبيرة في كتابة الأوراق البحثية، وإجراء مراجعات الأقران، أو في بعض الحالات تطلب عدم استخدام النماذج اللغوية الكبيرة على الإطلاق.
حاليا يتم تطبيق الأداة لحوالى 15,000 مستخدم، وهم جزء من مشتركي قاعدة بيانات Scopus ويمكن للباحثين الآخرين التواصل مع Elsevier إذا كانوا يرغبون في تجربتها. ومن المتوقع أن تطلق الأداة بشكلٍ كامل في بداية عام 2024.
وفي التاريخ نفسه، قدمت Digital Science أيضًا مساعدًا ذكيًا لقاعدة بياناتها العلمية الواسعة Dimensions وهو حاليًا متاح لمجموعة محددة من مستخدمي النسخة التجريبية مماثل لبرنامج Scopus AI، وتستمد هذه الأداة المقالات العلمية ذات الصلة بكلمات بحث المستخدم باستخدام محرك بحث خاص، ومن ثم يقوم نموذج GPT الخاص بشركة Open AI بإنشاء فقرة ملخصة حول المستخلصات ذات الترتيب الافضل.
و اشار كريستيان هيرزوغ، المسؤول عن المنتجات الرئيسي في Digital Scienceإلى التشابه بين أداتهم و Scopus AIو تعتزم الشركة إصدار أداتها على نطاقٍ أوسع بنهاية العام وتعمل حاليًا مع العلماء والمموِّلين وغيرهم ممن يستخدمون Dimensions لاختبار مدى فائدة النماذج اللغوية الكبيرة.
بالاضافة الى ذلك يتطلع بعض الخبراء إلى أدوات تستخدم النماذج اللغوية الكبيرة في تحليل نصوص البحوث بالكامل، وليس فقط ملخصاتها. و يُسمح بالفعل للمستخدمين باستخدام النماذج اللغوية الكبيرة على مواقع مثل Elicit للإجابة عن أسئلة مفصلة حول نص البحوث، مشترطًا توافر إمكانية الوصول إليها، كما هو الحال مع بعض المقالات البحثية ذات امكانية الوصول المفتوح.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركة Clarivate، وهي شركة تركز على الأوساط الأكاديمية والحكومية، على دمج البحث المُعزَّز بتقنية LLM في قاعدة بيانات Web of Science.
References:

⦁ Walkr, C. AI chatbots are coming to search engines — can you trust the results? Nature news, 2023.

⦁ Shakir, U. Bing, Bard, and chatgpt: How AI is rewriting the internet. Artificial intelligence, 2023.

⦁ A. Shaji George, & A. S. Hovan George. (2023). A Review of ChatGPT AI’s Impact on Several Business Sectors. Partners Universal International Innovation Journal, 1(1), 9–23.

⦁ Lund, B.D. and Wang, T. (2023), “Chatting about ChatGPT: how may AI and GPT impact academia and libraries?”, Library Hi Tech News, Vol. 40 No. 3, pp. 26-29.