يُعد شهر نيسان شهر التوعية بإدمان الكحول ، و يُعرف الكحول بأنه مادة مهبطة (أو مخمدة)  و يظهر ذلك في كونه يقوم بإبطاء وظائف لجسم . فعلى سبيل المثال، فإن احتمالية وفاة من يقودون السيارات إثر التعرض لحادث سير وهم تحت تأثير الكحول تزيد بنحو 11 مرة مقارنة بمن أجسادهم نظيفة من هذه المادة . وذلك كون ردود أفعالهم تكون ﺃﺑﻄﺄ مقارنة بغيرهم عند القيادة، وفي الأوقات الأخرى أيضاً . كما وأن إدراكهم يكون مشوهاً، ما يجعلهم في خطر التعرض للقتل نتيجة لحادث سير.

ولتوضيح كيفية تأثير الكحول على الدماغ، يجب الوضع بعين الاعتبار بأنه مادة تحجب العقل، ما يحول بينه وبين القدرة على التفكير المنطقي، كما وتشوه قدرته على الحكم على الأمور.

ويذكر أن مفعول الكحول يكون في قمته عند شرب كميات كبيرة منه وبسرعة كبيرة . فعند شرب كميات قليلة منه، فهو يسبب تأثيرات منشطة، أما في حالة زيادته، فهو يسبب تأثيرات مخمدة، منها فقدان الوعي أو الدخول في غيبوبة أو حتى الوفاة.

 

كيف يصل الكحول للدماغ :

أما عن الكيفية التي يصل الكحول من خلالها إلى الدماغ ليؤدي إلى مضاعفاته الدماغية المؤذية، فيذكر أولاً أنه يتم امتصاصه ليدخل مجرى الدم عبر الأوعية الدموية الدقيقة في جدار المعدة والأمعاء الدقيقة. وخلال دقائق من شربه، ينتقل إلى الدماغ، حيث يبدأ بسرعة بالقيام بتأثيراته عبر إبطاء عمل الخلايا العصبية.

ومن ضمن التأثيرات السلبية التي يفضي إليها الكحول، والتي تنتهي في الدماغ، هي تأثيره على التنفس، حيث يحدث بطء واضح في الجهاز التنفسي، ما قد يسبب الدخول في غيبوبة أو حتى الوفاة نتيجة لعدم وصول الأكسجين إلى الدماغ.

فضلاً عن ذلك، فإن الكحول يصل أيضاً، عبر مجرى الدم، إلى الكبد، والذي يقوم بتحويل كميات بسيطة منه إلى مادة غير سامة. أما ما تبقى، فيبقى ليدور في أنحاء الجسم. لذلك، فشدة تأثير الكحول تزداد مع زيادة مقداره.

 

الإدمان على الكحول :

يقدر من لديهم اعتماد على الكحول بشخص واحد من كل 20 شخص يشربونه . ويتسم الإدمان بعدم القدرة على توقف الشخص عن شرب الكحول من تلقاء نفسه حتى إن إراد ذلك أو تعرض لمضاعفات مؤذية. أما عن العلاج، فهو متوفر وبسرية تامة.

 

أما أقسام التعود على الكحول :

تنقسم التعود أو الاعتمادية على شرب الكحول إلى الأعراض التالية:

● التوق الشديد: وهو الحاجة القوية، أو القهرية، للشرب.
● فقدان السيطرة: وهو عدم القدرة على الحد من الشرب.
● الاعتماد الجسدي: وهو الإصابة بأعراض انسحابية، منها الغثيان والتعرق والرجفة والقلق، عند التوقف الفجائي عن تعاطي الكحول بكميات كبيرة. ومن الجدير بالذكر أن الاعتماد قد يفضي إلى أعراض انسحابية قد تهدد الحياة، منها الاختلاجات، والتي تبدأ بعد 8-12 ساعة من شرب آخر كأس. أما الهذيان الارتعاشي، فيبدأ بعد 3-4 أيام، ويؤدي إلى التهيج المفرط والرجفة والهلوسة وفقدان الاتصال مع الواقع.
● التحمل: الحاجة لشرب كميات أكبر من الكحول للوصول إلى الشعور الذي كان يصل إليه سابقاً عند شرب كميات أقل نسبياً.

 

التأثيرات قصيرة المدى للكحول : 

تعتمد تأثيرات الكحول على المقدار الذي يتم تعاطيه، فضلاً عن الحالة الصحية للمتعاطي. أما بشكل عام، فإن هذه الأعراض تتضمن ما يلي:

● تداخل الكلام وتشوه الرؤيا والسمع والحواس بشكل عام.
● النعاس والصداع.
● التقيؤ واضطراب المعدة  و الإسهال.
● صعوبة التنفس.
● ضعف الإدراك والخلل في القدرة على إصدار الأحكام.
● الترنح في المشي وعدم التناسق الحركي.
● فقدان الوعي والدخول في غيبوبة.
● فقر الدم، والذي يفضي بدوره إلى أعراض عديدة، منها ضيق الأنفاس والشعور بالإرهاق.
● عدم تذكر الشخص للأحداث التي مرت به وهو تحت تأثير الكحول.

وبشكل عام، يجدر التنويه إلى أن الكحول يؤثر على جميع أجهزة الجسم، فضلاً عن الصحة النفسية للمتعاطي.

 

التأثيرات طويلة المدى للكحول :

يذكر أن شرب كميات كبيرة من الكحول أو شربه بشكل متكرر يؤدي إلى مشاكل كثيرة وخطرة، منها ما يلي:

● ضعف، أو فقدان القدرة على، الإنتاجية.
● المشاكل العائلية وقطع العلاقات مع الأهل والأصدقاء.
● التسمم الكحولي.
● ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكتة الدماغية، فضلاً عن الإصابة بأمراض متعلقة بالقلب.
● مرض الكبد.
● التهاب بطانة المعدة.
● تلف الأعصاب والدماغ.
● السرطان، منه سرطان الفم والحلق والحنجرة والمريء والكبد. ويذكر أن احتمالية الإصابة بالسرطان تزداد لدى المدخنين.
● أمراض الدم والأوعية الدموية، منها زيادة التجلط، ما قد يؤدي إلى الإصابة بمشاكل عديدة، منها أزمات القلبية والسكتات الدماغية.
● المشاكل الجنسية.
● الاكتئاب والخرف.
● سوء التغذية وعوز فيتامين ب1، والذي قد يفضي إلى اضطراب يتسم بالتوهان وفقدان الذاكرة.
● الالتهابات، ذلك بأن الكحول يضعف المناعة.

 

تأثير الكحول على صغار السن والمراهقين : 

يختلف تعامل أجسام البالغين مع الكحول مقارنة بتعامل صغار السن معه، فهو يؤذي المراهقين أكثر كون أدمغتهم لا تزال تنمو إلى أن يصلوا إلى مرحلة بداية البلوغ. فشرب الكحول خلال هذه المرحلة الحرجة من النمو قد يفضي إلى تلف طويل الأمد في الوظائف الدماغية، خصوصاً ما يتعلق منها بالذاكرة والقدرة على الحركة والتناسق. فضلا عن ذلك، فهم أكثر عرضة للإصابة بالاعتمادية على الكحول.

 

الحمل و تأثير الكحول على الأجنة : 

يصل الكحول إلى جسم الجنين عند شرب الحامل له، حيث يدخل إلى مجرى الدم ويعبر المشيمة ويدخل إلى جسم الجنين من خلالها. ويذكر أن الكحول تؤذي الجنين في حميع مراحل الحمل، غير أنه يكون أكثر خطورة في الأشهر الأولى منه.

وتتضمن المشاكل التي قد يسببها الكحول للجنين الولادة بتشوهات خلقية، منها ضعف النمو وتشوهات الوجه، فضلا عن حدوث مشاكل في الدماغ والجهاز العصبي.