اكتشافُ آليةِ مقاومةِ الأدويةِ في سرطانِ الدم

مثلَ العبوةِ المصممةِ لخلقِ بيئةٍ واقيةٍ حولَ المُنتَج، فإنَّ مزيجَ الخلايا والسوائلِ المحيطةِ بنخاعِ العظامِ البشريةِ يوفرُ ظروفًا وقائيةً ومغذيةً للخلايا الجذعيةِ المكونةِ للدم. تضمنُ الخلايا المناعيةُ والمكوناتُ المتخصصةُ الأخرى أنْ تنشأَ الخلايا الجذعيةُ المكونةُ للدمِ بشكلٍ صحيٍّ وعملي.

ومعَ ذلكَ، يمكنُ أنْ تتسببَ الأمراضُ في التلاعُبِ بذلكَ المزيجِ منَ الخلايا والسوائِلِ المحيطة، لا سيما في حالةِ سرطانِ الدم. اللوكيميا.

ففي تلكَ الحالةِ؛ يوفرُ نخاعُ العظمِ الحمايةَ للخلايا السرطانية.

والآنَ؛ ووَفقَ بحثٍ منشورٍ في دوريةِ “سيل ريبورتس”؛ يقولُ العلماءُ إنَّ تلكَ البيئةَ الوقائيةَ تمنحُ أيضًا خلايا السرطانِ القدرةَ على مقاومةِ الأدويةِ المضادةِ للسرطانِ، المعروفةِ باسمِ مثبِّطات BRCA1  و BRCA 2 .

اكتشفَ الباحثونَ أنَّ هذهِ المقاومةَ تتوقفُ على الإفراطِ في التعبيرِ عنْ جُزيءٍ يُوجدُ على سطحِ خلايا سرطانِ الدمِ ويتسببُ في زيادةِ شراسةِ خلاياه.

تؤدِّي الأدويةُ المثبطةُ إلى ظاهرةٍ تُسمى “الفتكَ الاصطناعي” للخلايا السرطانية. إذْ تقتلُ تلكَ الخلايا الخبيثةَ عنْ طريقِ إغلاقِ آليةٍ محددةٍ لإصلاحِ الحمضِ النووي. تلكَ الأدويةُ فعالةٌ للغايةِ في بعضِ الحالات؛ ولا تُظهرُ أيّ فاعليةٍ في حالاتٍ أخرى.

ولا يعرفُ العلماءُ على وجهِ الدقةِ السببَ الذي يجعلُها تفقدُ فاعليتَها في بعضِ الحالات. تقولُ تلكَ الدراسةُ إنَّ بعضَ العواملِ الموجودةِ في السائلِ المحيطِ بنخاعِ العظامِ هوَ السبب.

ففي حالاتِ المقاومةِ للأدوية؛ وجدَ الباحثونَ أنَّ ذلكَ السائلَ ينشِّطُ نوعًا منْ أنواعِ البروتيناتِ التي توفرُ حمايةً كاملةً للخلايا السرطانية، ما يجعلُها مقاوِمةً للعلاجاتِ التقليدية.

ويأملُ الباحثونَ أنْ تُستخدمَ تلكَ النتائجُ لابتكارِ إستراتيجياتٍ جديدةٍ تثبِّطُ منْ نشاطِ “بروتين حمايةِ السرطان”.

ممارسةُ التطبيبِ عنْ بُعدٍ تنجحُ في توفيرِ الوقتِ والمجهودِ للمَرضى

أكدتْ نتائجُ دراسةٍ حديثةٍ أنَّ العديدَ منْ مرضى الألمِ المُزمنِ واثقونَ بأنهمْ سيحصلونَ على رعايةٍ جيدةٍ عبرَ التطبيبِ عنْ بُعد، معَ تجنُّبِ التنقلاتِ الطويلةِ والوقتِ الذي يقضونَهُ في حركةِ المرور.

بدأتْ تلكَ الدراسةُ قبلَ بدايةِ “كوفيد –  تسعَةَ عشَرَ” في واحد أغسطس عامَ ألفينِ وتسعةَ عشَرَ، وانتهتْ في ثلاثين يونيو عامَ ألفينِ وعشرينَ. أيْ أنَّها لمْ تتأثرْ بالوضعِ الوبائيِّ الحالي.

وعلى الرغمِ منْ أنَّ الوضعَ الوبائيَّ وما فرضَهُ منْ تَباعُدٍ اجتماعيٍّ سرَّعَ منِ اعتمادِ ممارسةِ التطبيبِ عنْ بُعدٍ، ولكنْ حتى قبلَ الوباء، كانَ المرضى راضينَ جدًّا عنِ استخدامِ تلكَ التقنيةِ باستمرار.

تقترحُ الدراسةُ أنَّ المرضى الذينَ يتمُّ تقييمُ حالاتِهِمْ لأولِ مرةٍ قدْ يكونونَ أفضلَ حالًا عبرَ القيامِ بزياراتٍ للطبيبِ في البداية. ولكنْ بمجردِ إقامةِ المرضى علاقةً معَ مقدِّمي الخدمة، يمكنُ أنْ تحدثَ زياراتُ المتابعةِ بكفاءةٍ باستخدامِ الطبِّ عنْ بُعد. ويعتقدُ الباحثونَ أنَّ خمسينَ بالمئةِ منْ زياراتِ المتابعةِ يُمكنُ أنْ تتمَّ عبرَ استخدامِ تقنياتِ التطبيبِ عنْ بُعد.

 ساعدتْ تكنولوجيا الفيديو الأطباءَ على التواصُلِ معَ النَّاسِ في المناطقِ الريفية. تَستخدمُ أكثرُ منْ نصفِ المستشفياتِ والمراكزِ الطبيةِ الأمريكيةِ تكنولوجيا الخدماتِ الصحيةِ عنْ بُعد؛ وَفقَ الموقعِ الرسميِّ لمايوكلينك؛ الذي يُعرِّفُ الخدماتِ الصحيةِ عنْ بُعدٍ بكونِها مصطلحًا عامًّا يشملُ أيَّ خدمةٍ صحيةٍ يتمُّ تنفيذُها عبرَ الهاتفِ أوْ تكنولوجيا الفيديو، وذلكَ يتضمنُ التعليمَ الطبيَّ والإدارةَ الصحية. بينما يُشيرُ “التطبيبُ عنْ بُعد” إلى الخدماتِ السريريةِ، كأنْ يُراجعَ المريضُ طبيبَه عبرَ الإنترنت.

في هذهِ الدراسةِ، قدَّمَ أطباءُ التخديرِ المتخصصونَ في طبِّ الألمِ للمرضى خيارًا يشملُ الزيارةَ في العيادةِ أوِ استخدامَ تقنياتِ التطبيبِ عنْ بُعدٍ عبرَ اجتماعاتِ فيديو أوْ مكالماتٍ هاتفية.

اختارَ ألفٌ وثلاثُمئةٍ وثمانيةٌ وتسعونَ مريضًا التطبيبَ عنْ بُعدٍ وشوهدوا عبرَ ألفينِ وتسعِمئةٍ وثمانيةٍ وأربعينَ موعدًا افتراضيًّا على مدى فترةٍ منْ سبعةِ أشهُر. قالَ الباحثونَ إنَّ المرضى الذينَ اختاروا الزياراتِ الافتراضيةَ وفروا وقتًا ومجهودًا على النحوِ التالي:

تمَّ تجنيبُهُم مسافةَ قيادةٍ متوسطةٍ ذهابًا وإيابًا تبلغُ ستةً وعشرينَ ميلًا (حوالَي اثنينِ وأربعينَ كيلومترًا) وتوفيرُ متوسطِ تِسعًا وستينَ دقيقةً في حركةِ المرورِ لكلِّ رحلة. كما تمَّ توفيرُ متوسطٍ ​​قدرُهُ اثنانِ وعشرونَ دولارًا على الوقودِ ومواقفِ السياراتِ لكلِّ زيارة. وتمَّ توفيرُ متوسطٍ ​​قدرُهُ مئةٌ وستةٌ وخمسونَ دولارًا على مدارِ متوسطِ ​​ثلاثِ زياراتٍ منْ خلالِ تجنُّبِ وقتِ القيادةِ وتكاليفِ وقوفِ السيارات.

ومنْ بينِ ثلاثِمئةٍ وسبعةٍ وعشرينَ مريضًا أكملوا الاستطلاعات، قالَ اثنانِ وتسعونَ منهمْ إنَّهمْ راضونَ عنْ تجربتِهِم.

ويقولُ الباحثونَ إنَّ الوباءَ الحاليَّ جعلَ التطبيبَ عنْ بُعدٍ أكثرَ انتشارًا، وبالتالي؛ فقدْ يُصبحُ جزءًا مهمًّا منْ تقديمِ الخدماتِ الصحيةِ، خاصةً في ممارساتِ الألمِ المُزمن.

ويأملُ الباحثونَ أنْ يشجِّعَ ذلك صانعِي السياساتِ ومقدِّمي التأمينِ على مواصلةِ دعمِ منصاتِ التطبيبِ عنْ بُعدٍ ومساعدةِ المزيدِ منَ المبتكرينَ لتصميمِ منصاتٍ في هذا المجالِ المتطورِ، بهدفِ رعايةِ المرضى وتقليلِ معاناتِهِم والحفاظِ على مجهودِهم وأموالِهم.

تعاطي المخدراتِ يَزيدُ آلامَ ما بعدَ الجراحات  

لا يحتاجُ مستخدمو القِنَّبِ إلى مزيدٍ منَ التخديرِ في  أثناءِ إجراءِ الجراحاتِ، بلْ قدْ يكونُ لديهِم ألمٌ متزايدٌ بعدَ ذلك.

ووَفقَ دراسةٍ نُشرتْ في الاجتماعِ السنويِّ لعلومِ التخدير؛ يحتاجُ متعاطو المخدِّراتِ والقِنَّبِ إلى استخدامِ جرعاتٍ أعلى منَ الموادِّ الأفيونيةِ في أثناءِ وجودِهِم في المستشفى.

وفي إضافةٍ إلى مجموعةِ الأبحاثِ المتزايدةِ التي تُظهرُ أنَّ المرضى الذينَ يستخدمونَ القِنَّبَ لديهِم احتياجاتُ تخديرٍ أعلى وأكثرُ ألمًا متعلقًا بالجراحة، تُعدُّ تلكَ الدراسُة الأولى منْ نوعِها التي تُقارنُ بينَ آثارِ القِنَّبِ لدى المستخدمينَ وغيرِ المستخدمينَ في أثناءِ الجراحةِ وبعدَها.

وخضعَ جميعُ المرضى في الدراسةِ لعمليةٍ جراحيةٍ لكسرٍ في الساق (عظمِ الساق).

يقولُ الباحثونَ إنَّ هناكَ بعضَ الأدلةِ على أنَّ القِنَّبَ قدْ يكونُ مفيدًا للألمِ المزمنِ والأعصاب. ومعَ ذلكَ ، تُشيرُ الأبحاثُ المبكرةُ إلى أنَّ هذا ليسَ هوَ الحالَ بالنسبةِ للألمِ الحادِّ مثلِ جراحةِ الساقِ المكسورة.

فالمرضى الذينَ يستخدمونَ الموادَّ الأفيونيةَ بشكلٍ مستمرٍّ قبلَ إجراءِ الجراحاتِ غالبًا ما يكونُ لديهِمُ استجابةٌ مبالَغٌ فيها للألمِ، ويحتاجونَ إلى زيادةِ مسكِّناتِ الألمِ بعدَ الجراحة.

نظرَ الباحثونَ في بياناتٍ لـمئةٍ وثمانيةَ عشَرَ مريضًا خضعوا لعمليةٍ جراحيةٍ في مستشفى جامعةِ كولورادو لإصلاِح كسرٍ في الساقِ ووجدوا أنَّ ثلاثينَ منهم (يمثلون نسبةَ خمسةٍ وعشرينَ فاصلة أربعة في المئة) قدْ أبلغوا عنِ استخدامِ القنَّبِ قبلَ الجراحة.

ثمَّ قارَنَ الباحثونَ بينَ المجموعتينِ (المستخدمينَ مقابلَ غيرِ المستخدمين) لتقييمِ كميةِ التخديرِ المقدَّمةِ في أثناءِ الجراحةِ، ودرجاتِ الألم، وجرعةِ الموادِّ الأفيونيةِ المستهلَكةِ في المستشفى بعدَ الجراحة.

ووجدَ الباحثونَ أنَّ متعاطي المخدِّراتِ يحتاجونَ إلى مسكِّناتٍ بمعدلِ مرةٍ ونصف أكثرَ منْ أولئكَ الذينَ لا يتعاطَونَ المخدِّرات.

كما أبلغَ متعاطُو المخدراتِ عنْ درجاتٍ أعلى منَ الألمِ في أثناءِ التعافي: بمتوسطِ ستةٍ مقابلَ أربعةٍ فاصلة ثمانية، وهوَ فرقٌ ذو دلالةٍ إحصائية (يكونُ الألمُ من صفر إلى ثلاثة ألمًا خفيفًا أو معدومًا، ومنْ أربعةٍ إلى سبعة يكونُ ألمًا معتدلًا ولكنْ يمكنُ تحمُّلُه، أمَّا منْ ثمانيةٍ إلى عشرة فيكونُ ألمًا شديدًا).

كما تلقَّى متعاطو المخدِّراتِ جرعاتٍ منَ المسكِّناتِ الأفيونيةِ أكثرَ بمرةٍ ونصفٍ منْ أولئكَ الذينَ لمْ يتعاطَوا المخدراتِ على الإطلاق.

ومنَ المعروفِ أنَّ تعاطيَ المسكِّناتِ الأفيونيةِ لهُ العديدُ منَ الآثارِ الجانبيةِ مثلَ حركاتِ الجسمِ اللاإرادية، وزيادةِ معدلِ ضرباتِ القلب، وارتفاعِ ضغطِ الدمِ أوْ زيادةِ معدَّلِ التنفس.

تُظهرُ هذهِ الدراسةُ أنَّهُ منَ المهمِّ أنْ يُخبرَ المرضى طبيبَ التخديرِ إذا كانوا قدِ استخدموا منتجاتِ القِنَّبِ قبلَ الجراحةِ؛ لضمانِ حصولِهم على أفضلِ تخديرٍ ممكنٍ والسيطرةِ على الألم، بما في ذلكَ استخدامُ بدائلَ غيرِ أفيونية.

المصدر: https://www.scientificamerican.com/arabic/podcasts/60-second-science/in-science-news-discovery-of-the-mechanism-of-drug-resistance-in-leukemia/