حيانا نقابل أشخاصا بلون جلد و شعر معين غالبا ما يكون فاتحا لدرجة البياض ، فما هي هذه الحالة و ما السبب في تغير لون جلدهم و شعرهم؟

هذا ما سنعرفه من خلال المقال التالي. التقييم 5 عدو الشمس أو الألبينو، هو شخص يحمل خللاً في الجينات ينتج عنه نقص أو اعدام في صبغة الميلانين مما يحدث حالة تسمى بالمَهَق، حيث تكون هذه الصبغة مسؤولة عن منح الجلد والشعر والعينين لونهم المميز ، لذا بانعدامها يصبح جلد هؤلاء الأشخاص بلا لون، كما يصبح أكثر عرضة للإصابة بحروق الشمس وأحيانا سرطان الجلد، كما تشارك مادة الميلانين في تكوين بعض الصبغيات الموجودة في العينين، لذا يعاني الألبينو عادة من مشاكل في الرؤية.    

فمن هو الألبينو ؟

يتميز الألبينو بلون جلده المماثل للحليب الأبيض، إلا أنه في بعض الأحيان قد يتراوح لون الجلد من الأبيض إلى البني وقد يتماثل مع لون جلد بقية أفراد الأسرة الطبيعيين. في بعض حالات المهَق يكون لون الجلد ثابتاً منذ الولادة، وفي حالات أخرى يكتسب الجلد لونا بالتدريج في سني الطفولة والمراهقة فيتغير اللون تدريجياً وبخاصة مع التعرض البسيط للشمس. لون الشعر يتراوح بين الأبيض والبني، وبالنسبة للأشخاص المنحدرين من أصول آسيوية وأفريقية قد يتراوح بين الأصفر والأحمر أو البني وهو اللون الذي قد يتغير في فترة المراهقة.

أما لون العينين فيتراوح من الأزرق النيلي الفاتح للبني وهو أيضا قابل للتغير حيث يصبح أغمق أحيانا بتقدم العمر.   ولأن قزحية العين والتي تمثل الجزء الملون فيها تحتوي على صبغة الميلانين ضمن تكوينها، ففي حالة الألبينو تكون قزحية العين شبه شفافة، فيمكنك رؤية الشرايين المارة خلفها في الشبكية مما يمنح العين أحيانا لونا أحمراً مماثلاً لذلك الذي يُرى في عيون الأشخاص في الصور الفوتوغرافية أحيانا. هذا وقد يعاني الألبينو من مشاكل في الرؤية تتمثل في قصر النظر أحيانا وطوله أحيانا أخرى، كما قد يعاني من الاستجماتزم، أو حساسية شديدة للضوء أو حركة العينين السريعة أو عدم القدرة على تثبيت حركة العين مما يؤدي للحول.  

إذا لاحظت الأم على لون جلد طفلها تغيراً عن باقي أفراد الأسرة، أو لاحظت حركات سريعة للأمام والخلف في عينه عليها أن تقوم بمراجعة الطبيب للاطمئنان على سلامة نظره، حيث يتم تشخيص الحالة بمجرد الفحص الإكلينيكي البسيط، واستخدام بعض الأدوات البسيطة لفحص النظر والتأكد من سلامة العين.   باعتبارها حالة جينية، فلا يوجد علاج للمَهَق، يكون التدخل فقط عن طريق الحرص على ارتداء العدسات الواقية من الشمس، والقيام بالفحص الدوري للعين للتأكد من سلامتها، كما أنه من الضروري استخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس بدرجة حماية لا تقل عن 30 وتجنب التعرض المطول والمباشر لأشعة الشمس وارتداء الملابس الواقية في الأيام المشمسة.  

المشكلة الأكبر في حالات الألبينو هي ليست مشكلة طبية بقدر ما هي مشكلة نفسية تحد من اختلاط الطفل بأقرانه نتيجة شكله المختلف، وصعوبة تقبلهم له أحيانا، بالإضافة إلى زيادة تعرضه لخطر حروق الشمس وسرطان الجلد مما يحد من فترات تواجده بالخارج خاصة في النهار فيعزله أحيانا عن رفاقه، لذا ينبغي على الأم أن تقوم بالتدخل المبكر عن طريق تعريف المدرسة والمدرسين المختصين بحالة الطفل، لاتخاذ بعض الترتيبات الملائمة كإجلاسه في مكان متقدم في الصف تجنبا لمشاكل الرؤية، وتوفير الدروس على هيئة أوراق مكتوبة بدلا من الاكتفاء بكتابتها على اللوح، وتزويد الطفل بالكتب المكتوبة بخط واضح يمكن قراءته بسهولة.

  يمكن دائما الاستعانة بخبير نفسي للتخلص من الآثار السلبية التي قد يسببها تجنب الآخرين له، خوفهم منه أو نعته بمسميات ساذجة.   المَهَق لا يمكن الوقاية منه ، ولكن يمكن دائما تغيير أسلوب الحياة لوقايته من مضاعفات المرض، وتأثيراته السلبية على المريض. بعد التعرف إلى هذه المعلومات و أنه مرض غير معدي فعليك مراعاة شعور هذا الانسان و عدم أذيته نفسيا بشكل مباشر أو غير مباشر و نشر هذه المعلومات حتى يتفهم الآخرون هذا المرض.